مبادرة شبابية زحلية تترك بصمة في أحياء بيروت المدمرة بدعم من نوادي الانتشار

عندما وقع انفجار بيروت في 4 آب الماضي، اندفع شباب زحلة، كما سائر شباب لبنان، لتقديم يد المساعدة في لملمة جراح أهالي عاصمتهم… كانت “روح النخوة” هي الدافع بداية، فانطلق المتطوعون، أفرادا وجمعيات ونواد، كل من ضمن اختصاصه، لمد يد المساعدة على طريقته، الى أن وردت فكرة للناشطة الزحلية الدكتورة وديعة خوري، عرضتها على الجمعيات الناشطة في زحلة، والتقت فيها مع رئيس بلدية زحلة – معلقة وأسعد زغيب، حول ضرورة تجميع جهود الناشطين الزحليين وتشبيكها لسد حاجات موقع متضرر موحد يمكن لشباب زحلة أن يتركوا فيه أثرا… فكانت مبادرة “بيروت ب قلب زحلة”…

تفاصيل هذه المبادرة وتطورها، كان موضوع اللقاء الإعلامي الذي عقد في قصر بلدية زحلة، بمشاركة رئيس البلدية أسعد زغيب، الذي حيا الشباب على اندفاعهم، شاكرا نوادي زحلة في الانتشار والتي شكلت وتشكل العصب الأساسي في تأمين التمويل اللازم لإنجاحها.
وفي توالي المشاركين بالمشروع على الكلام كانت الخلاصة التالية:

“بيروت ب قلب زحلة” هي المظلة لعدة جمعيات وأندية زحلية اجتمعت لتضع أسسا تشاركية لاندفاعة شباب المدينة وحماسهم في نفض الأثار المؤلمة لانفجار مرفأ بيروت.

تضم المبادرة كل من نادي روتاري زحلة والبقاع، نادي أبناء أنيبال، be the change ، نادي زحلة فرنسا، JCI junior chamber international، بيت العذراء الفقراء، (Michele Daher social foundation (MDSF، حركة شباب الشرق، الشبيبة الأرثوذكسية، لجنة الشبيبة في أبرشية زحلة المارونية، مكتب شبيبة زحلة للروم الملكيين الكاثوليك، كورال عنقود 3anqoud، Cross Talk Zahle، ومن قلب زحلة. وهي مستعدة لضم كل راغب إليها نظرا للحاجات الكبيرة.

تقوم هذه المبادرة على فكرة تبني شارع من شوارع بيروت المتضررة إثر إنفجار 4 آب، لإعادته الى ما كان عليه قبل الإنفجار.

وبالتالي فقد اختارت المبادرة شارعا قريبا من موقع الانفجار في منطقة الرميل، يضم خمسة ابنية فيها 75 شقة، حددت أضرارها وسطية، لتباشر بعملية إعمارها بشكل كامل.

حددت المبادرة أربع أولويات بالنسبة لعملها. وانطلقت في المرحلة الأولى من عملها بأولويتها الأولى أي إغلاق الواجهات المتضررة، وتأمين حاجة المنازل للأبواب والنوافذ والألمنيوم، وفي هذا الإطار تم إنجاز إعادة ترميم 16 شقة حتى الآن. وبالتزامن عملت على تحديد حاجات المنازل الداخلية التي بوشر بتأمينها في المرحلة الأولى على أن تتضمن المرحلة الثانية الدعم الاجتماعي والنفسي لسكان هذه المباني، وإعادة إصلاح المحلات الصغيرة التي كانت تشكل مورد رزق لسكانها.

حددت “بيروت ب قلب زحلة” هذه الألويات، بناء لدراسة مفصلة أجرتها بالتعاون مع شابان زحليان قررا أن يضعا إمكانيات شركة المقاولات التي أسساها PRODOS في خدمة متطوعي زحلة، مع توفير كافة المساعدات التقنية والتدريبات اللازمة لفريق العمل الذي اختير زحليا تنفيذا لهدف آخر من أهداف المبادرة، وهو تأمين الدعم الاقتصادي للاختصاصيين الزحليين من خلال إشراكهم في عملية ترميم منازل الشارع المتبنى.

وبعد مسح شامل لكافة الأضرار حددت قيمة المبلغ النهائي الذي ستحتاجه من أجل إنجاز كافة مراحل المبادرة بحوالي 240 ألف دولار، جرى جمع 30 بالمئة من هذا المبلغ حتى الآن بفضل تعاون أندية زحلة في الانتشار ولا سيما نادي زحلة –فرنسا، نادي زحلة – مونتريال، نادي زحلة – نيويورك، جمعية زحلة- أوتوا، بالإضافة الى نادي روتاري. وتمنت المبادرة ان تحظى بمزيد من الدعم سواء من الانتشار الزحلي أو من الزحليين والبقاعيين المقيمين.

من أجل تسهيل عملية وصول أموال حملات التبرع التي نظمت جرى تخصيص حسابات خاصة للمبادرة، أعلن عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي التابعة ل “بيروت ب قلب زحلة” وسلمت عملية التدقيق في الحسابات لشركة التدقيق GRANT THORNTON.

خلال اللقاء الإعلامي جرى التطرق الى الصعوبات التي تواجه المبادرة حتى الآن، وأبرزها ما يتعلق بعدم استقرار سعر صرف الدولار، ما يجعل أسعار المواد متبدلة بين يوم وآخر، بالإضافة الى النقص الحاد في بعض المواد بسبب كثرة الطلب عليها نتيجة للأضرار الكبيرة التي خلفها الانفجار.

ومع ذلك أمل متطوعو المبادرة أن تنجز كافة الأعمال الميدانية، وخصوصا بالنسبة لإغلاق الواجهات قبل بداية موسم الشتاء، ما يسمح للأهالي العودة الى بيوتهم.

من الأهداف التي وضعتها المبادرة، بالإضافة الى إظهار التضامن الزحلي مع العاصمة بيروت، هو أن تكون قدوة تتمثل بها باقي المدن، في تبني شارع مماثل من شوارع بيروت، وبذلك يسهم اللبنانيون عموما بإعادة عاصمتهم الى بريقها السابق.

في ختام اللقاء شكر القيمون على المبادرة كل من ساهم وسياسهم في التخفيف من وقع الكارثة التي حلت ببيروت، وخصوا بالشكر كل نوادي زحلة في الانتشار، والتي أظهرت اندفاعا كبيرا يجعلهم أكثر إصرارا على تخطي كل الصعوبات في ترك بصمة زحلة “الخيرة” من خلال هذه المبادرة.

الجمعة 25 ايلول 2020

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *