ايطاليا ودعت الرسام والنحات الزحلي موسى عبدايم: لم يحفر فقط على الحجر انما حفر الحب في القلوب

روما – طلال خريس – وطنية – وصل المشاركون من كل مكان، قريب وبعيد، للمشاركة بالقداس لراحة نفس الفنان اللبناني والأستاذ الجامعي إبن زحلة موسى عزيز عبدايم، الذي غيّبه الموت في إحدى مستشفيات روما عن عمرٍ ناهز الـ 73 عامًا.
غصّت كنيسة ماريا اسونة (سيدة الانتقال) وساحتها، في بلدة كاستيل نوفو دي بورتو بالحشود. جاؤوا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد، وشارك عدد كبير من الأساتذة والتلامذة الذين بدا على بعضهم التأثر البالغ.

الرسامة مارتا كورتسولي قالت لـ”الوكالة الوطنية للإعلام”: “كان أستاذا لي ولم يكن فنانا عظيما فقط، بل كان إنسانا متواضعا همه الوحيد تعليم الأجيال وزرع الإنسانية في نفوسهم. جئت مثل الكثيرين لإلقاء نظرة الوداع لكنه سيبقى في فكري”.
أضافت: “إن الفنان الراحل كان يتميز بالخلق الكبير والطيبة وكان لي الشرف الكبير أنني عملت معه”.

جرى تشييع جثمان الراحل الى مثواه الأخير في ضواحي روما حيث رعيته وسكن عائلته، من بيته المتواضع الشبيه بالمتحف لاحتوائه عددا كبيرا من الاعمال الفنية من رسوماته ومنحوتاته.

واحتفل بالذبيحة الالهية كاهن الرعية الأب بولو برلا والاب عبدو رعد. وحضر عدد كبير من أهل البلدة الذي عرفوا الفنان وأحبوه وقدروا أعماله وتواضعه ومحبته. والى جانب عائلته المؤلفة من زوجته لوريتا وابنه سرجيو وابنته السيا وعائلتهما وابن اخيه جورج الذي حضر من بلجيكا، شارك وفد من نادي “الليونز” الذي كان عضوا فيه، والسيد فيكتور طراد ممثلا الانتشار الماروني في إيطاليا والسيدة ليلى زغيب من الجالية اللبنانية، كما حضر رئيس بلدية البلدة ريكاردو ترافاليني.

نوّه الأب رعد في عظته بمزايا الفقيد وقال: “أصبح موسى عنوانا لشركة الحياة بين بلدين. ترك زحله وأهله في لبنان ورحل الى ايطاليا طلبا للعلم والرزق. ثابر ونجح بنعمة الله في تكوين عائلة مميزة بضيافتها وايمانها. ونجح في أداء رسالته الفنية. طلابه يذكرونه بالخير والحب. رفعهم الى العلاء بتعاونه وعطائه المجاني. كما تعاون مع بلديته متطوعا ومبدعا. لم يحفر فقط على الحجر انما حفر الحب في القلوب وهذا ما يؤكده حضوركم أنتم الكبير وغير المتوقع. لم يرسم فقط على الخشب والورق انما رسم صورة جميلة على الوجوه وفي القلوب بما يملك من إيمان وثقة. وهذا ما نراه على وجوهكم ايها المشيعون الأحباء”.

أضاف: “رحل موسى تاركا ما حقق من جمال في الرسم والنحت عربون تواصل بين الغرب والشرق. كان بوده أن يزور لبنان لكن الظروف منعته. توفي أخوه في لبنان في اليوم نفسه الذي ترك فيه هو أرض إيطاليا ليتعانقا في ملكوت الله.
المؤمن يولد ثلاث مرات. الولادة الأولى من رحم أمه: حياة للأرض على هذه الأرض. الثانية بالمعمودية ولادة على هذه الأرض لحياة السماء. والثالثة ولادة في السماء لحياة السماء. وها هو موسى يعبر الأرض الى السماء بعد أن كمل الولادتين وأنهى شوطه رسالة فن للحياة وعملا للتضامن ورؤية لاتحاد الدول والعالم بالفن الذي يرفع الجميع نحو الله”.

أخيرا، شكر الأب رعد “الحضور الإيطالي واللبناني وخاصة السيد طلال خريس الذي “يؤمن بكل تجرد وتقنية تغطية المناسبات والأحداث الهامة للبنانيين في إيطاليا لـ”الوكالة الوطنية للاعلام” اللبنانية ولمجلة الصداقة الالكترونية”.

كما توجهت العائلة في إيطاليا وفي لبنان بالشكر لـ”الوكالة الوطنية للاعلام” للإضاءة على الفقيد.

الخميس 2 تموز 2020 الوكالة الوطنية للإعلام

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *