تكرر الاعتداءات على المعالم الاثرية في روما وتوجه لتشديد العقوبات

روما – طلال خريس – الوكالة الوطنية للإعلام –
بعد الاعتداءات المتكررة على نافورة الاحلام fontana di Trevi، تعرضت العديد من المعالم الأثرية في العاصمة روما للاعتداءات من سياح معظمهم من الجنسيتين الاوروبية والأميركية، ولم تسلم ساحات عدة من العبث بها مثل ساحة نافونا حيث كسر بعض السكارى تماثيل فنية رائعة، وساحة اسبانيا piazza di spania، إلا أن نافورة الأحلام تبقى الموقع الأكثر عرضة يوميا للعبث به.

لذلك، قررت بلدية روما عقد مجلس بلدي خاص بالأزمة لاتخاذ مزيد من الإجراءات، على الرغم من أن عدد الغرامات المالية تجاوز خلال ستة أشهر 2200 غرامة، وسيصار إلى زيادة عديد حراس البلدية لمواجهة عشرات الآلاف من السياح الذين لا يكترثون لإنذاراتهم.

وأوضح الحرس البلدي، المتخصص بحراسة المعالم الأثرية، في بيان، أنه فقد السيطرة على المخالفين الذين يعبثون بماء النوافير بهدف الاستحمام، مما يلحق ضررا بالأعمال الفنية، في حين شددت رئيسة البلدية فيرجينيا رادجي في تغريدة لها في “تويتر” على ضرورة مواجهة المشكلة في أقرب وقت.

وللمناسبة، يعد أعضاء في المجلس البلدي قرارا لتنظيم الدخول إلى المواقع المكتظة، وبخاصة فونتانا دي تريفي، ينص على إقامة بوابات دخول تسمح للسائح بالبقاء لفترة محدودة داخل الموقع، إلا أن هكذا قرار “يمكن أن يدفع عددا كبيرا من السياح للتردد بزيارة النافورة إذ يتعين عليهم الانتظار في طابور لا ينتهي” كما يقول العضو في المجلس البلدي لبلدية روما اليو رومانو ل”الوكالة الوطنية للاعلام”.

وشدد رومانو على أن “زيادة عدد الحرس ضروري وكاف لمواجهة الفوضى”، لافتا إلى أن “الوضع الشاذ يقتصر على فصل الصيف الحار، إذ مع ارتفاع درجات الحرارة في روما خلال شهري تموز وآب يعمد بعض السياح إلى الاستحمام في النافورة التي ليست المعلم الوحيد في روما الذي شهد مثل هذه الحالات، بل هناك العديد من المواقع التي تتعرض للعبث بها كنافورة باركاتشيا في العام 2015 على يد مشجعين هولنديين لفريق فينورد، في إطار مباراة ضد نادي روما، فجرى تكسير أكثر من تمثال كلف البلدية ترميمهم مليون ونصف مليون يورو”.

وتتسلط الاضواء على فونتانا دي تريفي، ليس لأنها من أجمل النوافير في العالم وحسب، بل لأنها أسطورة سياحية أثرية صممها المعماري الايطالي نيكولا سالفي بأمر من البابا كليمنت الثاني عشر، إلا أنه لم يكمل بناءها بسبب وفاته، فواصل عمله المعماري النحات جوزيبي بانيني الذي أنجز بناء النافورة في العام 1762. ويشاع اعتقاد أن إلقاء عملات معدنية في مياه النافورة يضمن للزائر العودة ثانية إلى المدينة وتحقيق أمنية واحدة.

وفي العام الماضي، فرضت بلدية روما مجموعة من الإجراءات، في محاولة لكبح جماح السلوكيات غير المألوفة والفظة، كمنع “المحاربين الرومان” Gladiators، وهم رجال يرتدون سترات طويلة ودروعا جلدية ويحملون سيوفا بلاستيكية، من التجوال في أنحاء العاصمة لالتقاط الصور مقابل النقود بالإضافة إلى منع تناول الأطعمة بجوار الآثار.

ومن أبرز المواقع التي تعرضت خلال سنوات للعبث بها هي ساحة نافونا وهي من أجمل أماكن السياحة في العاصمة وتعج بالحياة ليلا، الكولوسيوم أو المدرج الروماني وهو مبنى بيضاوي عملاق وسط روما يبلغ طوله 189 مترا ويرجع تاريخ بنائه إلى عهد الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول بين عامي 70 و 72 ميلادي، البانثيون في روما أو معبد كل الآلهة ويعتبر أقدم مبنى بقبة ما زال قائما في العاصمة، سلالم ترينيتادي مونتي وهي أشهر المناطق السياحية في روما ويرتادها الكثير من زوار المدينة وتنتهي هذه السلالم عند دوار القارب وهي عبارة عن درج واسع يربط بين دوار إسبانا وساحة ترينيتادي مونتي وتتواجد بالقرب منها العديد من المعالم السياحية منها نافورة تريفي، ويحيط بها عدد كبير من الفنادق والمطاعم.

وتمثل إيطاليا اليوم رابع أكبر دولة سياحية في العالم مع عدد سياح سنوي يقارب 51 مليون سائح، في بلد يبلغ عدد سكانه 65 مليون نسمة.

الأحد 25 آب 2019

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *