كثرت القصص والألغاز حول “قاموع الهرمل” على نهر العاصي. فالتكهنات حول بنائه كثيرة. رجّح بعض علماء الآثار أنه شُيِّد عام 175 قبل الميلاد في عهد الحاكم الروماني أليكسندر مانو. والبعض أشار إلى أن النصب شيّد فوق قبر حاكم روماني كان يدعى ”هرمليوس” فأخذت المنطقة اسمها منه·

البعض الآخر تناقل رواية السكان القدماء ومفادها بأن أحد أمراء الشرق صرعه خنزير بري أثناء رحلة صيد، وتكريماً لذكراه، شُيّد ضريحه عند أعلى نقطة من السهل وأقيم فوقه عامود هرمي عليه نقوش الرماح والأقواس التي ترمز الى المعركة.

القصة الرابعة تقول إن كلمة هرمل مركبة من شقين: هرم وإيل، أي هرم الإله، أو هرم إيل، في إشارة الى القاموع.

ومهما كانت الحقيقة الدفينة، فقد نصب القاموع على قمة تلة للتمكن من مشاهدته عن بعد أميال ومن كل صوب. يبعد عن مدينة الهرمل جنوبا 6 كلم ويرتفع سبعة وعشرين متراً عن الأرض، وهو عبارة عن كتلة واحدة خالية من أي باب أو نافذة. ويعتبر من أهم الكنوز والمواقع الأثرية التي تشهد على عبق التاريخ في المنطقة.

القاموع مزيّن بلوحات فنيّة محفورة على جدرانه، وببعض النقوش التي تمثّل صوراً ووجوهاً لبعض الملوك، كما يرمز بعضها إلى مشاهد صيد خنازير برّية وغزلان، بوجود إحدى الدببة التي تحمي صغارها. ولكن، ما يوحّد كل المشاهد المنقوشة على الهرم هو خلوّها من أي أثر للصيّادين، والاستعاضة عنهم بعدّة الصيد من الرماح، الأقواس، العصي الحديديّة، وأشياء أخرى يصعب تحديد ماهيتها، إضافة إلى الكلاب، الأمر الذي لم يجد له علماء الآثار أي تفسير حتى الآن!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *