أمينة التويني – الوكالة الوطنية للإعلام – حدث بعلبك، بلدة تقع على سفوح سلسلة جبال لبنان الغربية في سهل البقاع الخصيب، ضمن محافظة بعلبك – الهرمل مستلقية على كتف تلة، متباهية بشموخها وثروتها القائمة على التعايش المسيحي – الاسلامي منذ القدم حيث حمل ابناؤها رسالة صادقة قائمة على الاحترام والتفاهم المتبادل في ما بينهم متمسكين بأرضهم، ممثلين نموذجا للعيش المشترك في البقاع.

تمتاز حدث بعلبك بموقعها الجغرافي، اذ انها بوابة البقاع على بلاد جبيل وكسروان، متنعمة بمناخها الاصطيافي، لترتفع عن سطح البحر حوالى 1350 م. محاطة بعدد من القرى، شرقا بجزين والنبي رشادة، غربا بجرود عيون السيمان، شمالا بكفردان وجنوبا بالقليلة وطاريا لتبلغ مساحتها الاجمالية حوالى 30 الف دونم.

من أشهر عائلات البلدة: زعيتر، مستراح، جلوان، صقر، شرف، رمح، برو، حسن قاسم، حبش، زغيب، معلوف، ياغي، صدقة، اغناطيوس وحبيقة.

يبلغ عدد سكانها حوالى 5 الاف نسمة، المقيمون فيها حوالى ثلاثة الاف، المهاجرون الى المدن اللبنانية حوالى 1500 نسمة طلبا للعلم والرزق، اما المهاجرون الى بلاد الاغتراب فهم حوالى 500 نسمة تقريبا، ينتشرون في دول: كندا، اميركا، الدانمارك، اوستراليا، سويسرا، اسبانيا، الارجنتين والبرازيل.

تتميز بلدة حدث بعلبك في مجال العلم، ويحمل الكثير من ابنائها الشهادات العلمية العليا في مختلف الاختصاصات. من رجالاتها: راعي ابرشية زحلة للموارنة المرحوم المطران منصور حبيقة، رئيس ولاية سان باولو في البرازيل باولو المعلوف، وعميد كلية الهندسة سابقا الدكتور محمد قاسم زعيتر، اضافة الى عدد من الاطباء والضباط وأصحاب المهن الحرة وغيرها.

جسدت بلدة “حدث بعلبك” التعايش الاسلامي – المسيحي بقوة، وقد بدا ذلك واضحا من خلال التنوع المعماري في البلدة، حيث الكنيسة الى جانب الجامع، بجهود سكانها الذين ينشدون ومنذ القدم الصورة الافضل والامثل لبلدتهم. ففي البلدة ثلاثة كنائس: السيدة، مار يوحنا ومار جريس. كما فيها جامع الامام الباقر وحسينيتان.

هي بلدة مشهورة بغنى جذورها المكنونة في باطن ارضها منذ آلاف السنين، حيث تركت فيها حضارات مختلفة بصماتها. فالآثار الرومانية موجودة من بقايا المعبد الذي يتكون من فناء مستطيل الشكل مع مجموعة من الاحجار المنحونة المنتشرة في كل مكان، اضافة الى مذبح نذري بطول مترين. كما يوجد فيها الكثير من الآثار الحجرية وبعض المعاصر القديمة والكهوف والمغاور ومطحنة قديمة.

تكلل البلدة كروم العنب، الزيتون، اللوز، الكرز، وتشتهر بزراعة البصل والبطاطا والدخان بصورة خاصة، فالعمود الفقري لاقتصادها يعتمد على الزراعة والوظيفة العامة معا، اضافة الى التجارة.

في البلدة عدد من المراكز الرسمية، مخفر لقوى الامن الداخلي، مركز دفاع مدني، المبنى البلدي، متوسطة حدث بعلبك الرسمية كما فيها مدرسة “دون بوسكو” لبنات مريم للراهبات الزليزيان.

انشىء أول مجلس بلدي فيها عام 1962، عدد اعضائه 7، وعدد المخاتير 3، اما عدد الناخبين فهو حوالى 2700 ناخب.

يرأس المجلس البلدي الحالي علي حسين زعيتر الذي اشار في حديث الى “الوكالة الوطنية للاعلام” الى الانجازات التي قام بها المجلس لانماء البلدة على الصعد كافة، وهي: تعبيد طرقات، انشاء حيطان دعم، حديقة عامة، توسعة وانشاء دوار لمدخل البلدة الرئيسي مع بناء ارصفة، إنارة عامة، حفر بئر ارتوازي بعمق 600 م لمياه الشفة، تحريج حوالى 40 دونما من الصنوبر لكن الحريق قضى عليها، غرس 40 دونما من الزيتون، استكمال انشاء شبكة للصرف الصحي، شق طرقات وتعبيدها، فلش الطرقات الزراعية بالديفيتول لتمكين المزارعين من الوصول الى مزارعهم في الشتاء، توسيع طريق “عيون السمان – حدث بعلبك” مع بنى تحتية وارضية وانارة.

ولفت رئيس البلدية الى الاعمال العامة التي يقوم بها المجلس من مساعدات لدور العبادة، المدارس ومركز الدفاع المدني، اضافة الى اعداد دورات ارشادية، اجتماعية وزراعية من اجل النهوض بالبلدة نحو الافضل.

واعلن انه “اذا كان هناك تقصير من قبل المجلس البلدي تجاه البلدة فهو بسبب المشاكل التي تعترضه، واهمها قلة الموارد المادية وعدم دفع مستحقات المجلس البلدي من الصندوق البلدي المستقل والخلوي وغيرها، ما يعيق المجلس عن القيام بدوره كما يجب تجاه البلدة من النواحي كافة.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام
الاثنين 20 كانون الثاني 2020

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *