ندوة في دورس لتجريم التعرض للرموز والمعتقدات الدينية

نظم تجمع المدارس الخاصة في بعلبك – الهرمل ندوة في حديقة الأكاديمية الكندية في دورس عند مدخل بعلبك، بعنوان: “الحفاظ على السلم الأهلي واجب، وتجريم التعرض للرموز والمعتقدات الدينية ضرورة”، في حضور راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، مدير حوزة الإمام المنتظر الشيخ بلال عواضة، مفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ بكر الرفاعي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، المدير العام للإدارة في وزارة الدفاع الوطني اللواء مالك شمص، وفاعليات تربوية واجتماعية.

واعتبر المربي وهيب دندش أن “المؤسسات التربوية يقع على عاتقها دور أساسي في ترسيخ وتعزيز الفضائل والقيم لدى المتعلمين، ومن أولى تلك القيم قبول الآخر، واعتماد منهجية الحوار، والحرص على السلم الأهلي والعيش الواحد المشترك في وطننا لبنان، الذي يعتبر تعدد الديانات والطوائف والمذاهب فيه مصدر غنى روحي وثقافي وإنساني”.

وألقى ربيع بزي كلمة اتحاد تجمع المدارس الخاصة في لبنان، فقال: “لا يمكن للإنسان الذي يعيش قيم الدين وروحيته أن يحمل في قلبه حقدا أو ضغينة، على من يختلف معهم في الدين أو المذهب أو السياسة، وإننا نريد لهذا الوطن أن يكون عنوانا من عناوين القيم التي حملها الأنبياء والرسل”.

ورأى الشيخ عواضة أن “جمال لبنان وثروته في تنوع مكوناته وتعدد أديانه ومذاهبه، التي يحمل كل منها عبقا من بساتين الحكمة”.

وقال: “الذي يتعرض للمقدسات ويرمي سهام الفتنة البغيضة والضغينة هو مجرم بحق الوطن، ويجب أن يتحمل قانونا مسؤولية فعله المدان”.

وأكد “حرمة التعرض لأي رمز مقدس من رموز الطوائف الأخرى، وللإمام السيد علي الخامنئي فتوى تصب في نبذ الفتنة ورص الصفوف، تحرم النيل من رموز إخواننا السنة ومن زوجات النبي الأكرم”.

رحال

بدوره، دعا المطران رحال إلى “الحفاظ على السلم الأهلي الذي هو فريضة عند المسلمين والمسيحيين”. وقال: “نحن ملزمون بالحوار والانفتاح على بعضنا البعض، واحترام اختلافنا في الدين والعقيدة والسياسة، وملزمون بقول الحق فيما بيننا والعمل بمحبة من أجل الإنسان”.

الرفاعي

ونوه الشيخ الرفاعي ب “مبادرة المؤسسات التربوية إلى عقد لقاء تحت هذا العنوان، لأنها المكان الطبيعي والصالح لبناء الإنسان وتوجهاته وأفكاره”.

وشدد على “ضرورة الخروج من دائرة الاستنكار لمثيري الفتنة، وأن يكون هناك عقوبات لمن يتعرض للرموز والمعتقدات الدينية، والمسؤولية مشتركة بين الجميع بحسب الموقع والدور والتأثير في المجتمع”.

وأضاف: “كلما تدين الإنسان ازداد قبولا للآخر، وكلما تعصب ازداد رفضا للآخر وأفكاره، فالمشكلة ليست بين السنة والشيعة، وإنما هي بين السنة والشيعة معا وبين من ينتسبون زورا وبهتانا للشيعة والسنة، ويريدون منا تحمل وزر ما يقترفون ويفعلون”.

وتحدث مسؤول القطاع التربوي لحركة “أمل” في إقليم البقاع، معتبرا أن “أعظم درجات الإيمان هي خدمة الإنسان، وإن قيمة لبنان الحقيقية كما علمنا الإمام السيد موسى الصدر هي رسالته الإنسانية نحو العالم، ولبنان وطن نهائي لجميع أبنائه”.

وتابع: “التربية عملية تكاملية بين الأسرة والمدرسة، ولكن المسؤولية الأساس تقع على الأسرة في إرساء القيم والمبادئ ونبذ الطائفية والنعرات المذهبية لدى الأبناء”.

وأكد المحامي ميشال ضاهر أن “القانون وحده يحد من الفتن، وينبغي تشديد العقوبات على من يقوم بأقوال أو أعمال فتنوية”.

وهبة

وأشار عضو المجلس الإسلامي الشرعي المحامي أحمد وهبة إلى أن “لبنان جمهورية ديمقراطية تحترم الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، ولكن ضمن ضوابط احترام حريات ومعتقدات الآخرين، والمادة 317 من قانون العقوبات تعتبر أن كل عمل أو كتابة أو خطاب ينجم عنه إثارة النزاع أو الحث على النزاع عقوبته السجن ما بين سنة وثلاث سنوات ودفع غرامة مع إمكان نشر الحكم، كما أن المادة 385 عقوبات صانت حق الإنسان بشرفه وكرامته”.

وختم مؤكدا أن “الحرص على الوطن، يستدعي الحفاظ على السلم الأهلي، لذا لا بد من تعديل قانون العقوبات وتحديثه، لتجريم كل ما يمس بالرموز الدينية”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *