مجلس الوزراء قرر الاستمرار بالتعبئة حتى 10 أيار

أقر مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت في قصر بعبدا بعد ظهر اليوم برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحضور رئيس مجلس الوزراء حسان دياب والوزراء، تمديد اعلان التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا لأسبوعين اعتبارا حتى 10/5/2020، بالتزامن مع اعتماد خطة مراحل “فتح القطاعات” في شكل يراعي المخاطر المحتملة ضمن فئات الانشطة الاقتصادية على اختلافها وتنوعها مع بيان مستوى الاولوية وكثافة الاتصال وامكان تعديل المكان.

ووافق المجلس ايضا على سلسلة تدابير مقترحة تقدمت بها وزيرة العدل ماري كلود نجم في موضوع مكافحة الفساد، ابرزها: تفعيل التحقيق الضريبي الداخلي والخارجي، وتكليف مكتب دولي متخصص في التحقيق المحاسبي التدقيق في العقود التي اجريت مع الدولة، واجراء مسح شامل في شأن مظاهر الثروة العائدة إلى جميع الشخصيات التي شغلت او تشغل الآن مناصب وزارية ونيابية وافراد عائلاتهم.

وتوجه الرئيس عون والرئيس دياب الى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بالتهنئة لحلول شهر رمضان المبارك.

وشدد الرئيس عون على ان ما حصل بالامس بالنسبة الى سعر صرف الدولار الاميركي “لا يمكن تحميلنا والحكومة الآن ما حصل من اخطاء على مدى 30 عاما، لان الحكومة عملت وتعمل منذ تشكيلها، على معالجة القضايا الملحة، وقد حققت خلال 70 يوما ما لم تحققه حكومات على مدى السنوات الثلاث الماضية”.

واذ شدد على العمل على معالجة تراكمات وتداعيات اخطاء العقود الماضية، أمل في “ان تنتهي الخطط الموضوعة ونبدأ التنفيذ”.

وقال الرئيس دياب من جهته في كلمة له بعد الجلسة: “ثمة معضلة تتمثل في غموض مريب في أداء حاكم مصرف لبنان إزاء تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية، وهذا ما يؤدي إلى تسارع هذا التدهور الذي ينعكس سلبا على كل شيء في البلد، وبخاصة على المستوى الاجتماعي والمعيشي، حيث تتفاقم الأزمات التي يواجهها اللبنانيون، في حين يبدو دور مصرف لبنان إما عاجزا أو معطلا بقرار أو محرضا على هذا التدهور الدراماتيكي في سعر العملة الوطنية”.

ودعا الحاكم الى مصارحة اللبنانيين، متحدثا عن فجوات كبرى في مصرف لبنان، في الأداء والاستراتيجيات والصراحة والوضوح، والسياسة النقدية، والحسابات.

وشدد الرئيس دياب على ان الدولة ستضرب بحزم الذين “يخططون للانقلاب عبر سلب الناس أموالهم مرة ثانية برفع سعر صرف الدولار الأميركي، لانهم يريدون انهيار البلد، وهز استقراره، لحماية أنفسهم ومصالحهم على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين”.

وكان سبق الجلسة لقاء بين الرئيس عون والرئيس دياب تم خلاله عرض المواضيع المدرجة على جدول الاعمال.

وكان مجلس الوزراء درس جدول الاعمال، واتخذ في شأنه القرارات المناسبة ومن ابرزها:

اولا: الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى تمديد اعلان التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا لاسبوعين اعتبارا من 27/4/2020 ولغاية 10/5/2020 على ان يرافق ذلك اعتماد خطة مراحل فتح القطاعات ي شكل يراعي المخاطر المحتملة ضمن فئات الانشطة الاقتصادية على اختلافها وتنوعها مع بيان مستوى الاولوية وكثافة الاتصال وامكان تعديل المكان، وفق جدول يتضمن عرضا لقياس المخاطر والاثر الاقتصادي لكل مرحلة من مراحل الخطة التي تقسم على خمس مراحل موزعة على النحو التالي:

1.تبدأ المرحلة الاولى بتاريخ 27/4/2020 (الاكثر اولوية والاقل خطورة)
2.تبدأ المرحلة الثانية بتاريخ 4/5/2020
3.تبدأ المرحلة الثالثة بتاريخ 11/5/2020
4.تبدأ المرحلة الرابعة بتاريخ 25/5/2020
5.تبدأ المرحلة الخامسة بتاريخ 8/6/2020

وتأكيد الالتزام باستمرار اعتماد المسافة الآمنة بين جميع الاشخاص، وكذلك اعتماد الكمامة المصنوعة من القماش كحد أدنى لتغطية الانف والفم خارج مكان الاقامة وتكليف وزارة الداخلية والبلديات والاجهزة الامنية المختصة متابعة التزام المواطنين بما ورد في هذا القرار لاسيما اصدار التعاميم الضرورية لوضع مند رجاته قيد التنفيذ.

– تكليف الوزارات المعنية والبلديات واتحادات البلديات بالتنسيق مع النقابات واصحاب العمل ولجنة متابعة الاجراءات الوقائية لفيروس كورونا، وضع دليل للوقاية داخل مكان العمل يرعى شروط النظافة والمسافات الآمنة وغيرها من تدابير السلامة وبخاصة العمل عن بعد ووضع جداول مناوبة بالحد الادنى الذي من شأنه تأمين استمرارية سير العمل، إضافة الى تكليفهم تأمين مراقبين من القطاعات المختلفة بعد تدريبهم من الصليب الاحمر اللبناني للقيام بمهمة الاشراف ومواكبة تطبيق معايير واجراءات السلامة العامة المحددة من قبل كل قطاع.

– وضع جدول مناوبة لموظفي القطاع العام (باستثناء الاجهزة العسكرية والامنية كافة، والمؤسسات الاستشفائية والصحية و/او التي تعنى بشؤون الصحة والطبابة والادوية) في شكل يؤمن استمرارية العمل وتنفيذ المعاملات الضرورية للمواطنين، واتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع الاكتظاظ داخل الادارات والمحافظة على المسافات الآمنة وبما يتماشى مع ما ورد في هذا القرار من اجراءات تتصل بالسلامة العامة والتي تبقى قائمة حتى بعد تاريخ 8/6/2020.

– يطلب من الجهات القضائية كافة العمل على تأمين سير عمل المحاكم على اختلافها وتنوعها بالحد الذي من شأنه أن يراعي تدابير الوقاية والسلامة ومنع الاكتظاظ والمحافظة على المسافات الآمنة وبما يتماشى مع ما ورد في هذا القرار من اجراءات تتصل بالسلامة العامة، والتي تبقى قائمة حتى بعد تاريخ 8/6/2020.

– تأكيد متابعة العمل بقرار وزير الداخلية والبلديات رقم 479 تاريخ 5/4/2020 في شأن توقيت سير السيارات والشاحنات تبعا لارقام لوحاتها، إلى حين انتهاء مدة التعبئة العامة المشار اليها في البند الاول.

– يطلب من كل المؤسسات الخاصة غير الملحوظة في الخطة موضوع هذا القرار استئناف العمل ابتداء من المرحلة الثالثة المشار اليها واتخاذ ما يلزم من تدابير في سبيل تنظيم هذا العمل.

– التأكيد على المواطنين الذين يتجاوزون من العمر 65 عاما ملازمة المنازل وعدم الخروج الا للضرورة القصوى، خلال المراحل الاولى والثانية والثالثة المشار اليها اعلاه.

– يمنع الخروج والولوج الى الشوارع والطرق بين الساعة التاسعة مساء والخامسة صباحا طيلة مدة التعبئة المبينة في البند الاول مع مراعاة الاستثناءات الملحوظة بالمذكرة الصادرة عن وزير الداخلية والبلديات رقم 40/أ.م/2020 وملحقاتها.

– يتم اجراء عملية تقييم اسبوعية لخطة اعادة فتح القطاعات الملحوظة في متن هذا القرار وعلى ان يعود لرئيس مجلس الوزراء اجراء اي تعديل ضروري عليها، كما وعلى الجدول المرفق ربطا بناء على اقتراح الوزير المختص المبني على تطورات الوضع ميدانيا.

ثانيا: الموافقة على اقتراح قانون يرمي الى الغاء الفقرة الثانية من المادة 845 من قانون اصول المحاكمات المدنية (الغاء استعمال القوة ودخول المنازل في قضايا تسليم الاطفال).

ثالثا: الموافقة على طلب ديوان المحاسبة تكليف مجلس الخدمة المدنية اجراء مباراة مفتوحة لتعيين مراقبين ومدققي حسابات في ملاكه.

رابعا: الموافقة على طلب وزارة الاتصالات الموافقة على تمديد قرار مجلس الوزراء رقم 13 تاريخ 12/3/2020 المتعلق بعرض الوزارة موضوع رفع سرعة وحجم استهلاك اشتراكات زبائن الانترنت التابعين لوزارة الاتصالات/أوجيرو على الشبكة المحلية، لغاية نهاية شهر حزيران 2020 وإعطاء 100 GB إضافية مجانا شهريا لكل مشتركي خدمات الانترنت الانتهائيين التابعين والمؤمنين على شبكة وزارة الاتصالات ـ هيئة اوجيرو.

خامسا: الموافقة على اقتراح وزارة المالية قيامها باجراء عقود اتفاق رضائية سندا للبند 12 من المادة 147 من قانون المحاسبة العمومية، مع كل من شركة KPMG و Kroll وOliver Wyman وذلك في اطار تنفيذ قرار مجلس الوزراء السابق رقم 3/2020 المتعلق بتكليف وزير المالية اتخاذ ما يلزم من اجراءات مع مصرف لبنان ومع الجهات ذات الصلة، بهدف القيام بعملية تدقيق محاسبية مركزة.

واستمع المجلس الى عرض وزارتي الصناعة والصحة العامة الخطة المشتركة في ما خص الصناعة الدوائية (الصيدلانية) في لبنان، والى عرض وزارة الصناعة المحاور الاستراتيجية لتنمية القطاع الصناعي وآلياتها التنفيذية، واخذ علما بهما.

كما واخذ المجلس علما بقرار وزير الطاقة والمياه تأجيل الموعد النهائي لتقديم طلبات الإشتراك في دورة التراخيص الثانية في المياه البحرية الى 1/6/2020.

كما واستمع المجلس الى ما ادلى به رئيس مجلس الوزراء في شأن المرحلة التي بلغها اعداد برنامج الحكومة الاصلاحي، وما تبعها من مناقشات مستفيضة في هذا الشأن، وعرضه خلاصة حلقات النقاش التي اجريت وما تضمنتها من آراء وافكار تمهيدا لبت البرنامج نهائيا في مهلة اقصاها الخميس الواقع في 30/4/2020، واخذ علما بالموضوع”.

مكافحة الفساد
وفي ما خص مكافحة الفساد اشار البيان الى ان “انطلاقا من ان وجود مشاريع واقتراحات قوانين أمام المجلس النيابي في موضوع مكافحة الفساد، لا ينفي ارادة الحكومة في اتخاذ تدابير آنية ترمي الى محاسبة الجرائم الواقعة على المال العام، واستعادة الاموال المهربة او المنهوبة استنادا الى القوانين المرعية الاجراء، ناقشت الحكومة ووافقت على التدابير المقترحة من وزيرة العدل والتي تتناول:

1.تفعيل التحقيق الضريبي الداخلي بالنسبة إلى جميع الاشخاص الطبيعيين والمعنويين الذين اجروا مع الدولة او المؤسسات العامة او البلديات، عقودا او التزامات.
2.تفعيل التحقيق الضريبي الخارجي بالاستناد الى الاتفاقات الدولية للحصول التلقائي وغب الطلب على المعلومات اللازمة عن الحسابات المصرفية المفتوحة في الخارج لمصلحة الاشخاص الطبيعيين والمعنويين المتخذين محل اقامة ضريبية في لبنان، توصلا لتحصيل اي اموال ناجمة عن تهرب ضريبي، وفي حال وجود شبهات فساد احالة المعنيين الى القضاء المختص.
3.تكليف مكتب دولي متخصص في التحقيق المحاسبي Forensic Audit للتدقيق في العقود التي اجريت مع الدولة اللبنانية والاشخاص الطبيعيين والمعنويين، وفي قيود وموازنات هؤلاء الاشخاص توصلا الى تحديد مكامن اي غش او هدر او نهب في انفاق المال العام، واتخاذ المقتضى القانوني.
4.اعداد لائحة بأسماء الوزراء والنواب بمن فيهم اولئك الذين انتهت ولايتهم، والتحقق من تقديم التصاريح التي اوجبتها المادة 4 من قانون الاثراء غير المشروع، وكذلك بالنسبة إلى الموظفين والقائمين بخدمة عامة، على ان ترتب النتائج القانونية بحق المخالفين.
5.اجراء مسح شامل حول مظاهر الثروة العائدة لجميع الشخصيات التي شغلت او تشغل الآن مناصب وزارية ونيابية وافراد عائلاتهم، وكذلك بالنسبة إلى الموظفين والقائمين بخدمة عامة، واعداد تقارير مفصلة عن مظاهر ثروتهم، وصولا الى رفع التقارير بنتيجة الاستقصاءات واتخاذ التدابير القانونية في حال التفاوت بين مظاهر الثراء والمداخيل المشروعة.
6.اعتمادا للشفافية المطلقة، يتم رفع السرية المصرفية تلقائيا في اي عقد جديد بتناول انفاقا من المال العام.
7.تفعيل الرقابة المؤخرة لديوان المحاسبة على حسابات الاشخاص الطبيعيين والمعنويين الذين يتلقون من الدولة او المؤسسات العامة او البلديات، مساهمات او اموال، او يجرون معها عقودا والتزامات.
8.تشكيل فريق عمل مركزي Task Force لتلقي الشكاوى والاخبارات والكشوفات المتعلقة بعمل الوزراء والموظفين العامين، استنادا الى قانون حماية كاشفي الفساد رقم 83/2018، على ان تتابع تنفيذ تفاصيل كل هذه التدابير بالتنسيق بين وزارة العدل ووزارة المالية ووزارة التنمية الادارية عبر اللجنة الفنية المعاونة للجنة الوزارية لمكافحة الفساد.

على ان تقر كل تلك التدابير والمواضيع المذكورة اعلاه بنصوصها النهائية في الاجتماع المقبل للحكومة”.

الجمعة 24 نيسان 2020 الوكالة الوطنية للإعلام

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *