المطران درويش لموقعنا: لزحلة والبقاع الأولوية

خاص Bekaa.com

المطران عصام يوحنا درويش، راعي أبرشية زحلة والفرزل والبقاع الغربي للروم الملكيين الكاثوليك، هو رجل دين من طراز مختلف.

تدخل الى مكتبه فتجده مهتما ليس فقط بشؤون رعيّته الدينية، وانما أيضاً بشجونها ومشاكلها ومطالبها الحياتية والإنمائية. هاتفه لا يتوقف عن الرنين، طاولة مكتبه تعجّ بالأوراق والمراسلات والكتب، وأبوابه مفتوحة أمام الناس، كبيرهم وصغيرهم.

يستمع الى الجميع، يهتمُّ بأدق التفاصيل ويدوّن ملاحظاته في دفتر يومياته الطافح بالمواعيد والخلاصات وأرقام الهاتف.

يدير بنفسه ويشرف على المشاريع الخيرية والانسانية ويلاحق عملها بشكل يومي. ولكن هذا ليس كل شيء!

هو مهجوس بقضايا الحوار المسيحي الإسلامي، ندوات ومحاضرات ولقاءات في لبنان والخارج، جمعيات ولجان وإيمان كبير بتلاقي الناس ولو باعدت بينهم السبل والأفكار.

يستقبلنا بابتسامة هادئة.. يسألنا عن الموقع الذي نديره والغاية منه. يهنأنا ويباركه.

يبادرُنا: “تبقى الكتابة من الأمور الأجمل في حياتي ولو لدي وقت كنت لأتفرّغَ لها. لطالما أحببتُ الكتابة.

قبل أن أصبح مطرانا أسست قرية الصداقة-دار الأيتام في كسارة والمدرسة المهنية بالفرزل وكانت توجهاتي في الكتابة إلى العمل الاجتماعي الذي يطال الطفل والمراهق والمعوق واليتيم.

في أستراليا وكنت راعي أبرشية أستراليا ونيوزلندا للروم الملكيين الكاثوليك أسّستُ هيئة الصداقة المسيحية الإسلامية وانطلقنا منها لننظم مؤتمرات للتقريب بين الأديان وتعزيز الحوار. كان لدي متسّع من الوقت. كتبتُ في قضايا الحوار والتواصل وفي الدين والتبشير. ونشرتُ المواعظ.”

يضيف المطران درويش: “لم أحظَ بهذا “الترف” عندما عدتُ الى لبنان مطراناً على زحلة والفرزل والبقاع الغربي. المهمات هنا أكبر والمسؤوليات أكثر تشعّباً وأعمق والعمل الاجتماعي المسكوني يتطلب وقتاً وجهدا ومتابعة. ومع ذلك ما زلتُ أجد بين الحين والآخر فسحة صغيرة أطلّ بها بكتابات روحية وكنسية، وبمحاضرات خاصةً عن قضايا الحوار والتواصل بين الأديان أو بين أتباعها.”

يتابع: “إنتخبتُ بعد عودتي من أستراليا رئيسا للجنة الحوار المسيحي الاسلامي. فأسسنا لنشاطات شهرية ولقاءات حوارية في كل المناطق اللبنانية بين رجال الدين المسيحيين والمسلمين فضلا عن لقاءات بين الشباب المسيحي والمسلم لتعزيز الوعي حول أهمية الحوار ونبذ التطرف. ونرى أن زيارة قداسة البابا فرنسيس الأول للإمارات كانت نتيجة تراكمات إيجابية عزّزها الحوار بين الأديان. وقد أَسستُ حديثاً “هيئة الأخوة الإنسانية” في البقاع وسيكون أول نشاط لنا في 25 آذار في مهرجان كبير في الكلية الشرقية-زحلة بالإشتراك مع لجنة الحوار الإسلامي المسيحي. هذا النشاط عبارةٌ عن ندوة حول وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعّها قداسةُ البابا وشيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية أحمد الطيب في الإمارات وهي وثيقة هامة جداً ينبغي نشرها وإطلاق أوسع نقاش حولها.”

وعندما نسأله عن خلاصاته من كل هذه اللقاءات والنشاطات الحوارية خاصة في ظل الأزمة العميقة التي تعيشها المنطقة والعالم. لا يتردد في القول: “لا خيار أمامنا. العالم بحاجة الى الحوار بديلاً من التطرّف والعنف. نحن بحاجة الى أن نعرف الآخر وهو بحاجة الى أن يعرفنا. وعلى المستوى الشخصي، أنا سعيد وعندي نوع من الرضى الداخلي نتيجة التواصل مع كل مكونات المجتمع والتحاور معهم بمحبة كل من موقعه” .

على خط مواز، يولي المطران درويش شؤون البقاع الإنمائية الأولوية أيضا: “تحية لزحلة وتعاوني وثيق جدا مع سياسييها من كل الأطراف من أجل مصلحة الناس. أتمنى تعاونا أشمل بين بعضنا فالمهم أن نلتقي دائما من أجل خير الإنسان البقاعي خاصة أن البقاع يشكل أكثر من ثلث مساحة لبنان ولذلك يجب إعطاؤه اهتماما أكبر من قبل الدولة اللبنانية. وقد أثمرت اجتماعاتنا في المطرانية مع نواب المنطقة وفعالياتها إنارةَ طريق ضهر البيدر وهو أمر مهم وحيوي لأبنائها. وقريبا لدي موعد مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسأثير موضوع طريق حمانا وتوسيع طريق ضهر البيدر. ونشكر الله هنا على تعيين وزيرين من زحلة وقد بدأوا تفعيل عملهم لخير المنطقة فضلا عن وزراء البقاع الآخرين.”

ولا ينسى المشروع العزيز على قلبه ” طاولة يوحنا الرحيم ” وهو مطعم يقدم وجبات طعام يومية ومجانية للفقراء والمحتاجين في مدينة زحلة وجوارها، اطلقته مطرانية سيدة النجاة سنة 2015 بمناسبة سنة الرحمة الإلهية.

وعن مستشفى تل شيحا، يسهب في الحديث: “بنيت للمرة الأولى سنة 1906 وسنة 1936 أعاد بناءها المطران أفتيميوس يواكيم بمساعدة مجموعة من الشباب المخلصين والمبادرين. منذ توليّ الأبرشية أوليت اهتماما كبيرا بالمستشفى وعمدت الى جمع التبرعات والمساعدات من مجموعة من الشباب المتحمسين لإكمال بنائها وإعادة تأهيلها. وهي اليوم مجهّزة بأحسن التجهيزات وتقدّم أفضل الخدمات بالرغم من الضائقة المادية التي تعاني منها.”

ويأسف لكون المطرانية “تتحمل لوحدها كلفة تشغيل المستشفى. فهي تدير الأزمة بنجاح لكنها أصبحت دائنة للدولة بمبالغ كبيرة جدا. المطرانية تضخ المال في المستشفى فيما الحكومة اللبنانية تتأخر كثيرا في دفع مستحقات الضمان عن الموظفين وأفراد الجيش والدرك والأمن العام وغيرهم. وقد قطع وزير الصحة جميل جبق وعدا بمعالجة الموضوع.”

وعن الإشاعات التي تطاول المستشفى، يقول: “نسمع تارة عن بيع مستشفى تل شيحا وتارة عن إفلاسها وكل ذلك غير صحيح أبداً. تل شيحا لا تُباع لأنها تابعة للوقف. على كل حال مصدر هذه الاشاعات معروف وليس بذي أهمية. وأشدد هنا على أن لا وجود لموظفين او لعاملين غير لبنانيين فيها كما يحلو للبعض الترويج.”

نسأله عن السياحة الدينية في المنطقة فيضيف: “كاتدرائية سيدة النجاة ومقام سيدة زحلة أدرجا كمعلمين على خارطة السياحة الدينية العالمية. وباشرنا في الإتصالات مع الفاتيكان ومع العديد من المؤسسات الكنسية في أوروبا لتشجيع الشباب والطلاب على زيارتهما والتعرف إلى زحلة والبقاع.”

وعن علاقته بالبقاع الغربي، يتنهد: “أحب البقاع الغربي كثيرا.. أزوره كل أسبوع تقريبا، ومنذ أن أصبحت مطرانا وضعته على رأس اهتماماتي وترجم ذلك بتشييد مقر صيفي للمطرانية في عيتنيت. كما بنينا مشاريع سكنية عديدة بيعت بأسعار الكلفة كتشجيع من المطرانية للشباب والشابات في أبلح والفرزل وصغبين.”

وعن علاقاته الخارجية: “قبل أن أصبح مطرانا ساعدتني أوروبا في بناء قرية الصداقة والمدرسة المهنية ولاحقا انتقلت الى أستراليا لخمسة عشر عاما فتركزت علاقاتي في محيطها ومع الحكومة ومجلس النواب وحكام الولايات لما فيه خير أبرشيتنا ورعيّتنا. وعندما عدت مطراناً لزحلة في 2011 أحييت علاقاتي بأوروبا بما في ذلك أوروبا الشرقية. واليوم العلاقة جيدة جدا في بريطانيا مع الأمير “تشارلز” ومجلسي اللوردات والعموم وفي فرنسا مع الحكومة. ولدي علاقات بنوع خاص مع البرلمان الأوروبي، وقد دعوني في 1 و2 و3 نيسان المقبل للمشاركة في اجتماعاتهم على أن أتوجه إليهم برسالة. هذه العلاقات أكرّسها لخير لبنان وسوريا والمنطقة ولتعزيز الاستقرار في المجتمعات العربية ولمساعدة الغرب على فهم غير المسيحيين وتحديدا الإسلام المعتدل.”

يتابع: “علاقتي بالفاتيكان تتعزز عبر المؤتمرات التي أُدعى اليها. شاركت السنة الماضية في مؤتمر حول النازحين السوريين، ونقلت لقداسة البابا تأكيدي على وجوب بقاء وتعزيز الوجود المسيحي والحريات الدينية في الشرق من لبنان وسوريا وفلسطين إلى الأردن والعراق ومصر ليس فقط لأجل المسيحيين بل لأجل المسلمين أيضاً وربما بشكل أولى، لأن الوجود المسيحي الحر هو حاجة للمنطقة ويساعد المسلمين على التواصل مع العالم وتحديدا مع الغرب ويساعد العالم على فهم المنطقة والإنفتاح عليها.”

في ختام اللقاء شرح لنا المطران درويش عن انتشار عدد من كنائس الروم الملكيين الكاثوليك في العاصمة الإيطالية “روما” وأشار إلى واحدة من أعرق وأجمل وأشهر الكنائس السياحية

           La Bocca Della Verita- Basilica di Santa Maria in Cosmedin

      وكذلك دير San Basilio agli Orti Sallustiani قرب “بياتزا باربيريني”  وكنيسة “مونتيفردي” وغيرهم.

سيادة المطران في سطور

  • راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك منذ عام 2011 وحتى اليوم
  • رئيس رابطة الروم الملكيين في العالم، شارك في تأسيسها عام 2006
  • اسس وبنى العديد من المدارس والمياتم والمدارس المهنية والجمعيات والتعاونيات في لبنان 1983- 1996
  • رئيس اللجنة العليا لمستشفى تل شيحا
  • مؤسس طاولة يوحنا الرحيم للفقراء في زحلة. وهو مطعم يقدم الطعام يومياً ومجاناً لأكثر من الف شخص.
  • رئيس الجمعية الخيرية الكاثوليكية في زحلة.
  • أسس إذاعة صوت السما في زحلة عام 2002 وهي إذاعة دينية.
  • أسس جمعية الصداقة المسيحية – الإسلامية في استراليا عام 2003
  • عضو اللجنة المسكونية والعلاقات بين الأديان، التابعة لمجلس الأساقفة الكاثوليك في استراليا 2003 – 2011
  • رئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي – الإسلامي في لبنان منذ عام 2011
  • الرئيس الفخري لنادي الشرق لحوار الحضارات

في استراليا:

  • راعي ابرشية استراليا ونيوزيلندا للروم الملكيين الكاثوليك 1996 – 2011 أنشأ اول مركز للروم الكاثوليك في استراليا تضمن مركزاً للمطرانية، مقر اقامة للكهنة ومركزاً للرعاية الإجتماعية عام 1997
  • أسس مدرسة المخلصة في منطقة غرين كاير عام 2000
  • أسس لجمعية الخيرية الكاثوليكية في سيدني عام 1998
  • أطلق مجلة الروم الملكيين الكاثوليك في استراليا عام 2000

التكريم والأوسمة

  • وسام الإستحقاق (AM ) MEMBER OF THE ORDER OF AUSTRALIA  وهو أرفع وسام تمنحه الحكومة الأسترالية 2017
  • جائزة جبران خليل جبران الدولية لخدماته في مجال الحوار بين الأديان
  • جائزة رابطة التراث العربي في استراليا عام 2011
  • جائزة الألفة الأسترالية للحوار بين الأديان عام 2008
  • الميدالية الذهبية للتعليم في لبنان عام 1989 من الرئيس الياس الهراوي
  • وسام فارس الصليب الأكبر من منظمة فرسان القديس جاورجيوس القسطنطينية في روما .

فكتوريا موسى Bekaa.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *