روما – طلال خريس – وطنية – تحتفل إيطاليا اليوم بذكرى تحررها من الفاشية. ففي مثل هذا اليوم من العام 1945 أي منذ 75 عاما، تحررت إيطاليا بعد تدخل الحلفاء، من نير النظام الفاشي بقيادة بينيتو موسوليني المتحالف مع أدولف هتلر.
بعد يومين من التاريخ المذكور، ألقي القبض على موسوليني في شمال البلاد خلال محاولته الفرار ليعدم في الثامن والعشرين من نيسان من قبل حركة المقاومة الإيطالية مع عشيقته وعدد من أعوانه قرب بحيرة كومو في شمال البلاد.
قبل أزمة وباء كورونا، كانت إيطاليا تحتفل بهذا العيد الوطني بمسيرات تنظمها “الجمعية الوطنية لأنصار إيطاليا” (ANPI)، في أنحاء البلاد كافة، ولكن هذا العام اقتصرت الاحتفالات على وضع رئيس الدولة سرجيو ماتاريللا صباح اليوم، إكليل من الزهر على ضريح الجندي المجهول في ساحة البندقية.
بالنسبة للاكثرية الايطالية، عيد التحرير Festa di Liberazione، هو عيد وطني، لكن الاحزاب السياسية ذات الطابع اليميني القومي، تعتبر أن هذا اليوم أدى الى انقسام الإيطاليين، لأن النظام الفاشي كان نظاما جماهيريا وكان يعبر عن طموح الإيطاليين.
وقالت زعيمة حزب “أشقاء إيطاليا” Fratelli d’Italia اليميني المتطرف جورجيا ميلوني أن “هذا اليوم يجب أن يكون ذكرى لجميع ضحايا الحروب ويصبح أيضا يوم إحياء ذكرى الضحايا من الفيروس التاجي، ويجب أن يصبح يوما للوفاق الوطني”، مشيرة الى أنه في السنوات الماضي “واجهت إيطاليا سلسلة من حوادث متصلة مع الفاشية الجديدة في احتفال البلاد بذكرى تحريرها من النظام الفاشي”.
بينما النقابي البارز في الكونفدرالية العامة الإيطالية للعمل CGIL – إحدى أهم المنظمات العمالية وتضم 5 ملايين منتسب – انسو بارتسيالي، فقد أكد في حديث ل “الوكالة الوطنية للاعلام”، أنها “ليست المرة الأولى التي تحاول من خلالها قوى الفاشية الجديدة طمس الحقيقة وتبرير ما ارتكبته والنازية من جرائم ضد الإنسانية. سقوط الفاشية في إيطاليا شكل منعطفا كبيرا نحو الحرية والديموقراطية بعد تضحيات كبيرة قدمها شعبنا. سنحافظ على هذه الذكرى بأي ثمن”.
في هذا السياق، وتعبيرا عن التضامن والصداقة مع الشعب الايطالي أضيئت ليل أمس السفارات العربية في إيطاليا بألوان العلم الايطالي، بقرار من مجلس السفراء العرب في روما لابراز عمق العلاقات التاريخية والثقافية.
وقالت رئيسة بعثة جامعة الدول العربية في إيطاليا السفيرة إيناس مكاوي أن “هذه المبادرة تأتي في إطار التضامن مع إيطاليا ضد مرض فيروس كورونا- كوفيد 19 التي أطلقها مجلس السفراء العرب في إيطاليا بداية أبريل 2020”.
بدورها، وجهت سفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر رسالة الى وزير الخارجية الإيطالية لويجي دي مايو مهنأة بالعيد.
من ناحية أخرى وعلى صعيد تطورات الوباء بقيت الأرقام الصحية إيجابية ولو ان كورونا أودى أمس بحياة 420 مصابا (كان 464) ليصبح مجموع الوفيات التراكمي منذ تفشي الوباء 25969 ضحية. وبقي عدد الحالات الحرجة على تناقص اذ بلغ اليوم 2173 (وكان بالأمس 2267) أي 2% من عدد المصابين الحاليين الإجمالي البالغ 106527 مصابا. فيما بلغ العدد الإجمالي للمتماثلين الى الشفاء 60498 شخصا بينما كان بالأمس 57576.
في الصورة السفارة اللبنانية في روما رافعة العلم الإيطالي ومضاءة بألوانه
السبت 25 نيسان 2020 الوكالة الوطنية للإعلام