ألقى السفير البابوي المطران جوزف سبيتري كلمة في دورة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك العادية الثالثة والخمسين، التي انعقدت اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، كلمة نقل فيها أولا “الى أعضاء المجلس والى سكان أرض الأرز النبيلة” بركة قداسة البابا فرنسيس وقربه بالصلاة من الجميع”، مذكرا بالرسالة التي وجهها قداسته الأحد 27 تشرين الأول الى “الشعب اللبناني العزيز، وبخاصة الى الشباب، داعيا الجميع الى إيجاد الحلول المحقة عن طريق الحوار”.
ثم توقف عند الحدث الوطني الذي يتمثل “بالانتفاضة الشعبية المذهلة التي انبرى فيها المتظاهرون، وبخاصة الشباب والصبايا، موجها اليهم الشكر على الدينامية الإيجابية التي خلقوها والتي لا ينبغي أن تنطفئ بأي شكل من الأشكال، وعلينا أن نعمل كل ما بوسعنا كي يكون تحركهم حافزا للبنان متجدد، أكثر عدالة وديمقراطية، وأكثر تضامنا وأخوة”.
وكان مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك قد انعقد برئاسة صاحب الغبطة والنيافة، الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق للموارنة، وبمشاركة أصحاب الغبطة مار يوسف العبسي، بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، ومار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك أنطاكيه للسريان الكاثوليك، ومار كريكور بيدروس العشرين، بطريرك كاثوليكوس الأرمن الكاثوليك على كرسي كيليكيا، وأصحاب السيادة المطارنة، وقدس الرؤساء العامين والرؤساء الأعلين، وحضرات الرئيسات العامات أعضاء المكتب الدائم للرهبانيات النسائية. وشارك في الجلسة الافتتاحية سيادة السفير البابوي المطران جوزف سبيتري. كما شارك في موضوع الدورة خبراء وأخصّائيون في الإعلام.
وجاء في بيان المجلس تحت عنوان الاوضاع في لبنان:
استمع المجتمعون الى قدس الأباتي نعمة الله الهاشم يقدم قراءة اقتصادية واجتماعية وسياسية وكنسية للأوضاع الراهنة.
وبعد المناقشة اعتبروا ان ما يشهده لبنان منذ 17 تشرين الأول هو انتفاضة تاريخية تجاوز فيها الشعب الانتماء الطائفي والمذهبي والحزبي الى الانتماء الوطني الذي كان القاعدة الأساسية لبناء لبنان الكبير منذ مائة سنة.
كما لاحظوا أن شباب لبنان وشعبه ما كانوا لينتفضوا لو لم يبلغ وجعهم حده الأقصى من المعاناة من الفساد وفقدان الثقة بالقادة السياسيين، ومن الانهيار الاجتماعي والاقتصادي وتغليب المحاصصة والزبائنية في الحكم السائدة منذ سنوات طويلة. فراحوا يطالبون بحكومة ذات مصداقية وفعالية، لكي تستطيع إجراء ما يلزم من إصلاحات في الهيكليات والبنى، ومن مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة وضبط المال العام، وبتأمين التعليم وفرص العمل، وتوفير الضمانات اللازمة لمختلف فئات المجتمع.
يرى المجتمعون في ظاهرة الاعتصام في الساحات والشوارع حدثا فريدا من نوعه في تاريخ لبنان. وإنهم إذ يتبنون المطالب المحقة، يدعون المعتصمين الى توخي الحكمة ليبقى تحركهم سلميا وحضاريا ولا يستغل سياسيا أو حزبيا أو إيديولوجيا، كما يدعونهم الى الابتعاد عن التشنج والعنف والكلام النابي. ويطالبون فخامة رئيس الجمهورية الإسراع في اتخاذ التدابير الدستورية الواجبة لتأليف الحكومة وحماية لبنان وسيادته واستقلاله ووحدة شعبه، والنهوض بالاقتصاد وبناء دولة القانون عبر اختيار أصحاب الكفاءات لخدمته، تجاوبا مع طموحات جميع اللبنانيين وبخاصة الشباب.
الجمعة 15 تشرين الثاني 2019