في إطار مهرجانات الكرمة السياحية لسنة 2019، ينظم “النادي الثقافي الإجتماعي في المعلقة- زحلة” في القصر البلدي، برعاية رئيس البلدية أسعد زغيب، بدءا من مساء اليوم وحتى مساء الإثنين في 2 أيلول المقبل معرضا بعنوان “من ذاكرة المعلقة”.
وبهذه المناسبة نشرت بلدية زحلة نبذة عن تاريخ المعلقة وزحلة في فترة الانتداب الفرنسي ودورها في إعلان دولة لبنان الكبير، جاء فيها:
“المعرض يعيد نبش جزءا من تاريخ المعلقة وزحلة، لنعود الى حقبة تسبق تاريخ الصور الملتقطة فيه، وتحديدا الى سنة 1920، السنة التي إعتبرت مصيرية في تاريخ هذه المحلة، وفي تاريخ زحلة ولبنان عموما، من حيث الدور الذي لعبته زحلة في ضم الأقضية الاربعة، تمهيدا لإعلان لبنان الكبير.
وهو يتزامن مع تحضيرات ستبدأها المدينة، للإحتفال بالمئوية الاولى لضم الاقضية الاربعة وإعلان دولة لبنان الكبير، والتي إستكملت في 7 كانون الاول من سنة 1920 بزوال “صخرة المعلقة” الذي انهى الوضع الانقسامي بين المعلقة وزحلة، ووحد بلديتيهما في بلدية واحدة.
لعبت المعلقة ورجالاتها دورا كبيرا في ضم الأقضية الأربعة، وقد وثق أحد هذه الادوار، من خلال التحركات مواجهة محاولة حكومة البقاع الشريفية قبل ضم الأقضية الأربعة، الضغط على أعضاء المجلس البلدي في المعلقة كل على حدة، والزامه على توقيع عريضة تطالب بسيادة الامير فيصل والحماية الاميركية او الانكليزية مع رفض الحماية الفرنسية على البقاع. فكان ان صدرت عريضة موقعة من أعضاء مجلس بلدية المعلقة موسى نمور، ملحم زلاقط، موسى صقر، ابرهيم سعدالله، خليل سلهب، مخايل فلفلي، وسمعان خزعل، تطالب ب “ضمان سلامتنا واعطائنا حرية الاختيار”.
في تفاصيل اضافية يوردها كتاب تاريخ زحلة الاجتماعي والاقتصادي بين 1910 و1948 للباحث حسام شمعون حول هذه الوقائع يروي “انه عندما اشيع عن لجنة اميركية آتية الى البقاع للوقوف على رغبات الأهلين، أرادت حكومة البقاع الشريفية حمل رئيس بلدية المعلقة حينها موسى افندي نمور على توقيع طلب موجه الى اللجنة المذكورة، يطلب بالوحدة مع سوريا بحدودها المعلومة، وبإمارة الامير فيصل، وقبول المساعدة الاميركية وان لم تكن فالانكليزية، وبرفض المساعدة الفرنسية رفضا باتا. ولما ابى موسى نمور هذا الطلب عزلته من رئاسة البلدية، وعهدت بها الى نجيب افندي الدبس، الذي أخذ على عاتقه اقناع سائر الاعضاء على موافقة رأي الحكومة ولكنه لم يفلح.
وفي يوم الجمعة 11 تموز استدعت الحكومة أعضاء البلدية كل على حدة وطلبت منهم في غرفة القائمقام توقيع العريضة المشار اليها، فابى الاعضاء هذا الطلب واجتمعوا في الدائرة واتخذوا قرارا مطابقا لرغبتهم، وطلبوا فيه الحاق البقاع بلبنان ومساعدة فرنسا. ولما نمي الخبر الى القائمقام العربي أعلم بدوره الحاكم العام، الذي أصدر أمرا رقم 93 يقضي بكف يد أعضاء البلدية جميعهم ومحاكمتهم، وعينت الحكومة بدلا منهم أشخاصا جاروها في توقيع العريضة كما شاءت.
أما الرئيس نمور والأعضاء فلم يثنهم عن عزمهم ضغط الحكومة وارهاقها لهم، فامتثلوا امام اللجنة واطلعوها على تفاصيل ما جرى لهم، وسلموها نسخة عن قرار العزل المصدقة، الصادر بتاريخ الجمعة 11 تموز 1919، يوم وصول اللجنة الى البقاع.
تحققت رغبة الزحليين بعد إعلان دولة لبنان الكبير، وأزيلت الصخرة في يوم الثلاثاء 7 كانون الاول من سنة 1920، وللمناسبة التأمت بجلسة فوق العادة هيئة بلديتي زحلة والمعلقة برئاسة متصرف لواء البقاع، وتم الاتفاق على توحيد البلديتين والبلدتين، بناء على تصديق بلدية المعلقة، على ان يبقى رئيس بلدية زحلة آنذاك ندره جحا رئيسا. وقد تقرر ايضا ان يكون لبلدة المعلقة عضوا من كل طائفة، فضم لبلدية زحلة ثلاثة أعضاء جدد وأصبحت البلدية مؤلفة من عشرة أعضاء. وصار إسم بلدية زحلة، بلدية زحلة –معلقة. قبل أن يضاف الى التسمية نطاق بلديتي التويتي وتعنايل أيضا في السنوات الأخيرة.
كان لهذا الضم الأثر السياسي من خلال ادخال موسى نمور، الى الساحة السياسية في زحلة، وتمهيد الطريق أمامه الى البرلمان. علما أن الانتخابات البلدية الاولى التي جرت بعد هذا الضم، أفرزت شخصيات سياسية جديدة، فمن أثبت قواعده في البلدية أثبت نفوذه في النيابة أيضا.
السبت 31 آب 2019 بلدية زحلة