في إطار الجهود التي تبذل من أجل التعاطي مع المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، ومع متطلباتها، وخصوصا فيما يتعلق بالتعثر الإجتماعي لبعض الزحليين، عقد في بلدية زحلة- معلقة وتعنايل خلال المرحلة الماضية سلسلة إجتماعات. كان آخرها إجتماع مع ممثلي نادي زحلة – أوروبا الذي ولد حديثا في فرنسا وتترأسه المهندسة جوزيان تامر.
خلال الإجتماع كما يشرح رئيس البلدية أسعد زغيب، كان هناك إستفسار عن طبيعة المساعدة التي يمكن أن تقدمها أندية زحلة في الإنتشار لأهالي المدينة المقيمين، وكان جوابنا لنادي زحلة أوروبا تحديدا ولرئيسته، أننا نريد منهم الإهتمام بموضوع مساعدة أهالي التلاميذ المتعثرين في تسديد الاقساط المدرسية، على أن يشمل ذلك التلاميذ الناجحين في مدارسهم.
وبهذا الهدف يكشف زغيب أننا نحاول حاليا أن نقيم جمعية كما أنشأنا جمعيتي ZAHA التي تعنى بالإنتشار، وZAGA التي تعنى بالمطبخ الزحلاوي، وذلك لتأمين إهتمام الجمعية مباشرة بهذا الشق من الحاجات في مدينة زحلة، وهذا برأينا يؤمن إستمرارية أكبر للعمل، وحيادية تسمح بإنجاز المهمة بموضوعية. خصوصا أن الفريق السياسي في البلدية قد يتبدل مع الإنتخابات، وإذا كنا نحن اليوم مرتاحون من الناحية السياسية ونعمل مع الكل ونرى كل الزحليين بنفس العين، همنا أن لا تتأثر هذه الخدمة بأي تغير في وجهة الفريق السياسي الذي قد يتسلم مهمة إدارة البلدية مستقبلا.
يبدي زغيب في المقابل إرتياحا للإجتماع الذي عقد مع تامر واعضاء نادي زحلة _فرنسا، والتفهم الذي لمسه لأهمية هذا الشق من المساعدات التي ستقدم للتلاميذ، خصوصا أن الموجودين في أوروبا يقدرون أهمية العلم بالنسبة للزحليين، وبالأساس هم موجودون في أوروبا وناجحون في الشركات الكبيرة التي أسسوها أو التي يعملون بها بسبب علمهم. وهؤلاء كلهم خريجو الحرب، ولو أننا في الحرب تعثرنا بتعليم أولادنا، لما كان هؤلاء اليوم ناجحون في أوروبا.
ويضيف زغيب، الظرف الذي نمر به اليوم، لم نشهد له مثيلا، وهناك الكثير من الأهالي لم يعودوا قادرين على تأمين الأقساط المدرسية لأولادهم، نحن يجب أن نساعد هؤلاء بطريقة من الطرق، والعلم يجب أن يكمل، أيا كانت الصعوبات، سنقطع اللقمة عن فمنا لنعلم أولادنا، وهذ سيكون من مسؤوليات الجمعية التي سنسعى لتأسيسها، والتي أمل أن يتم التعاون معها من قبل كافة أندية زحلة بالإنتشار.
علما أنه وفقا لزغيب فإن أندية أخرى خارج أوروبا تواصلت خلال المرحلة الماضية مع الكثير من الجمعيات الإنسانية الموجودة في المدينة،وأمنت لها دعما مشكورا في الخدمات التي توفرها.
إجتماعات أخرى كانت قد عقدت في بلدية زحلة مع ممثلي المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، خلصت الى إستعداد هذه المنظمات لتوفير مادة المازوت الى عائلات متعثرة أيضا. وقد ساعدتهم البادية في تأمين المادة بأسعار مقبولة، وبمفاوضات جرت مع بعض الموردين، على أن يباشر بتوزيعها بالتعاون مع الجمعيات التي أمنت بلدية زحلة تشبيكها مع المنظمات، خصوصا أن البلدية غير مخولة تقاضي أي تمويل مباشر من هذه المنظمات.
وتوقع زغيب أن تبدأ نتائج هذه الإجتماعات بالظهور تباعا، معتبرا أن تأخرها هو لصالح العائلات التي كان بعضها قد حصل على إعانات مختلفة في فترة الأعياد، وبالتالي ربما يكون من الأفضل إذا أتت هذه المساعدات للعائلات كإعانة ثانية في شهر شباط.
هذا إضافة الى كون بلدية زحلة بعد تقسيمها المدينة ونطاقها الى أربعة أقسام قد رفعت الى محافظ البقاع كتابا بشراء إعانات بقيمة 60 مليون ليرة أي بمبلغ 15 مليون ليرة مخصصة لكل قسم، سيؤدي تنفيذه الى توزيع إعانة غذائية لنحو 1200 عائلة أو شخص في المدينة جرى تحديد أسمائهم من بين الفئة الأضعف في مختلف أحياء المدينة ومن مختلف الطوائف.