Bekaa.com –
إنطلاقا من رسالتها الإنسانية وعملها الدؤوب في التوعية الصحية، وتكريما لذكرى جاد خاطر، نظمت مؤسسة ميشال ضاهر الإجتماعية بالشراكة مع جمعية قلب ريمي ربيز وبالتعاون مع الدكتور مالك الخطيب ندوة حول السكتة القلبية لدى الشباب على مسرح الكلية الشرقية في زحلة. وتم خلال الندوة التوقيع على العريضة الشعبية للدعوة الى اقرار قانون متعلق بإلزامية استخدام أجهزة تنظيم ضربات القلب والتدريب عليها.
رئيسة المؤسسة السيدة مارلين ضاهر قالت: “هدفنا تثبيت الشباب في أرضهم وإعطاؤهم أملا بمستقبل أفضل”. وسألت: “هل كان ممكنا بقاء جاد وريمي -وغيرهم ممن توقف قلبهم فجأة- بيننا لو أجروا تخطيطا مبكرا للقلب! ولو كان ال defibrillator متوفرا وهو منظم لاضطرابات القلب المهددة للحياة، ولو أجري لهم الإنعاش اللازم!”.
أضافت ضاهر: “التخطيط يكشف على الأقل 75 في المئة من الحالات التي تسبب توقف القلب المفاجئ، وهذه مسؤولية أريد أن أتحملها دائما في توعية الشباب وفي تقديم خدمات التخطيط المجاني لهم”.
وناشدت الأهالي إخضاع أولادهم فوق سن الثانية عشرة الى تخطيط للقلب داعية الشباب والشابات الى زيارة أي مستوصف للمؤسسة في الراسية-زحلة والفرزل وحوش حالا، لإجراء التخطيط المجاني تحت اشراف أطباء اختصاصيين في كهرباء القلب من الجامعة الأميركية ومستشفى الروم وبالتعاون مع الدكتور مالك الخطيب.
كما أعلنت انه وبالتعاون مع الصليب الاحمر سيتم تنظيم ورشات تدريب مجانية على إنعاش القلب CPR واستعمال defibrillator، داعية من يرغب الى التواصل مع الجمعية وموضحة أن المتدربين سيحصلون على بطاقات تخولهم إسعاف الحالات الطارئة التي قد يصادفونها.
الدكتور مالك الخطيب شرح من جهته الفرق ما بين الذبحة القلبية الناتجة عن انسداد شرايين القلب والتي يتعرض لها عادة أشخاص فوق سن الخمسين فيكون القلب ما زال ينبض ولكن انسياب الشرايين متوقف، وبين توقف القلب المفاجئ والذي يعتبر في معظم الوقت ناتجا عن مشاكل جينية وراثية تؤثر على كهرباء القلب وتؤدي الى توقفه فجأة والذي يصيب الشباب بين عمر 12 و 35 ويعتبر قاتلا.
وشرح ظروف توقف القلب المفاجئ، لافتا الى أن العارض الأول قد يكون موتا مباشرا من دون وجع أو ضيق نفس، وأحيانا نادرة يواجه المريض عوارض غياب عن الوعي. لذلك يجب اجراء تخطيط القلب المسبق وتدريبات الإنعاش التي يجب أن تبدأ في أول دقيقة او دقيقتين من سقوط المريض أرضا لإعادة ضخ الدم من القلب الى الدماغ لان خلايا الدماغ تموت خلال عشر دقائق من الإصابة. ففي كل دقيقة هناك تلف لعشرة في المئة من الدماغ. في الدقيقة الخامسة يكون المريض في حالة تلف خمسين في المئة من دماغه وفي الدقيقة العاشرة يدخل المريض في حالة موت دماغي.
ولفت الخطيب الى أهمية تركيب أجهزة تنظيم ضربات القلب AED خلال الإنعاش وهو صادم كهربائي يراقب دقات القلب ويعطي صدمات كهربائية خلال احدى عشرة ثانية. ويجب اجراء التدريبات اللازمة لاستخدامه.
وقال: “نبدأ عادة بفحص الأولاد بعد سن العشرة لأنه قبل هذا السن يندر توقف القلب المفاجئ. ويجب في حال وفاة شخص من العائلة أن أن يصار الى إجراء تخطيط قلب لأفراد العائلة المتبقين وفحص جيني للمتوفي لمعرفة سبب الوفاة ومصدر الحالة الجينية من ناحية الأم أو الأب”.
السيد جوني ربيز ممثلا جمعية قلب ريمي شدد على أن تخطيط القلب يجب أن يجرى لدى طبيب مختص بكهرباء القلب لتحديد النتائج بدقة، موضحا أن لا علاقة لما يتم تداوله عن أن توقف القلب المفاجئ يصيب الرياضيين فقط، ولكن الصحيح أن الرياضة قد ترهق حاملي الجينات الوراثية التي تؤثر على كهرباء القلب ولكن في الوقت نفسه فإن العدد الأكبر من المرضى لا يمارسون الرياضة، ولذلك التخطيط المبكر ضروري لاتخاذ الإجراءات الوقائية بما فيها تجنب رياضات معينة.
ولفت الى ان مهام الجمعية توسيع دائرة المحاضرات واجراء تخطيط القلب المجاني وتدريبات الإنعاش واستخدام الصادم الكهربائي.
من ناحيتها، سيلفيا ربيز الشريك المؤسس في جمعية ريمي ربيز ووالدة ريمي الذي توفي عام 2013 إثر توقف قلبه بشكل مفاجئ، لفتت الى أنه لو كان جهاز تنظيم ضربات القلب موجودا لكانت حياة ريمي قد أنقذت بدل خسارته في ثوان. وشرحت أنه لم يتبين لدى ريمي أي عوارض سابقة لتدارك الحادثة المأساوية، ورأت “أن السكوت يقتل ومن هنا رسالة الجمعية في تنظيم محاضرات التوعية عن توقف القلب المفاجئ”.
السبت 3 آب 2019 Bekaa.com