بلدية زحلة – توقف العمل في مشروع تحسين مدخل زحلة، هو مرحلي فقط، وفقا لما يؤكده رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل أسعد زغيب، كونه نتيجة لتداعيات الواقع المالي والمصرفي المتأزم، بإنتظار إبتداع المخارج التي تسمح بإنطلاق العجلة مجددا.
فوفقا لزغيب أي مشروع إنمائي بنيوي يحتاج الى مواد أولية من صب باطون وثمن ترابة وحديد وتسليح غيرها، بات يفرض على المتعهد تمويل كلفتها فورا وبالدولار الأميركي، فيما المصارف تمتنع عن فتح الإعتمادات وحسابات الكفالات، التي تسمح بسد كلفة هذه المواد بعد تكييل العمل وإستلامه من قبل البلدية، العملية التي قد تستغرق نحو شهر من بعد إنجاز العمل.
وعليه فإن المشكلة هي مع المصارف التي أوقفت كل التسهيلات ما كبل يدي المقاولين، ولم يعودوا قادرين على تنفيذ أي مشروع.
أما الحل وفقا لزغيب، فيمكن أن يكون بتضغير دفاتر مناقصات المشاريع، الى الحدود التي تسمح بتأمين الكفالة المالية اللازمة، وتسمح بتمويل المشاريع مباشرة ونقدا من قبل المقاول، مع تسهيلات قد تلجأ اليها البلدية، التي لا يمكنها تسديد المستحقات سوى بواسطة الشيكات المصرفية.
وهنا يرى زغيب أيضا حاجة للتغيير في ذهنية التعاطي بالأموال نقدا، والإعتماد بشكل أساسي على الشيكات المصرفية، أي أن المقاول الذي يقبض شيكا، يمكنه أن يسدد أيضا للمورد شيكات مصرفية، وكذلك يفعل المورد بالنسبة لمصدره، وبالتالي يمكن للحلقة أن تكتمل. وهذا يفرض أن يكون لكل مواطن حسابا مصرفيا.
بالنسبة لزغيب نحن في مرحلة تغيير شامل ومرحلة إنتقالية غير مخيفة. وهذه النقلة تحتاج الى استيعاب المواطنين، الذين عليهم الإقتناع بالتعامل بالمستندات المصرفية والعملة الوطنية.
وإنما الأصعب كمل يقول زغيب، هو كيفية التعاطي مع نهب المال العام وإيجاد الآلية التي تعيد البلد الى السكة. وعلى المودعين أن يقتنعوا بالفوائد القليلة، وعلى المصارف وقف البذخ على المظاهر التي لا تليق ببلد صغير وارداته صغيرة كلبنان.
الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020 بلدية زحلة