المطران درويش زار رئيس الجمهورية ودعاه الى تدشين مطرانية سيدة النجاة

زار رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا على رأس وفد من المجلس الأبرشي  العام، بحضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والنائب ميشال ضاهر، ووجّه الى فخامته الدعوة للمشاركة في عيد الأبرشية، عيد انتقال السيدة العذراء في 15 آب وتدشين مبنى المطرانية بعد تجديده.

في مستهل اللقاء تحدث المطران درويش فقال:” عندما نخاطبكم أو نكون في حضرتكم فإنما نخاطب فيكم مزِّيتين: الأولى مزيّة ابن المؤسسة العسكرية الضابط، والمنضبط وصاحب القرار. أما الثانية فهي مزية رجل الدولة الرؤيوي الذي يجمع بين الحزم والحكمة في تقدير مصلحة الوطن، حيث الدستور هو المرجع وحيث روح الدستور هي المُفاعل المعياري الخلاّق. لذلك نطمئنّ رغم الانواء، لأن ربّان السفينة المتشبث بالبوصلة مصمم على السهر حتى الرسو على شاطئ الامان، ومن بعد الامان على انطلاق ورشة التأهيل الكبرى لدولة حديثة لا يخفق فيها الى جانب العلم المفدّى سوى نبض المواطنة، حتى يُقبل المواطنون على صنع غد جديد مشرق عنوانه تثبيت السلم الاهلي والتنافس على الخير العام والغنى الروحي وتسديد كامل الدين من اجل الانطلاق نحو البحبوحة والازدهار.”

تابع:” نحن ندرك ان لبنان كلّه في قلبك، بل المشرق كلّه. لكننا نأمل عناية استثنائية بزحلة وخصوصيتها، بل بسهل البقاع الفسيح، المحتاج الى مشاريع انمائية على الصعد كافة، ونسُوق مثالاً على ذلك، الجامعة اللبنانية حيث بات لها مجمعاتها في المناطق كافة، باستثناء البقاع. لذلك نثق بأن يكون لهذا الشأن الحيوي متابعة حثيثة من السلطة التنفيذية لوضع القرارات المتخذة على هذا الصعيد موضع التنفيذ. كما يعنينا في سياق التصدي للأولويات الملحّة ان يراعى الوضع الصحي البالغ الحساسية في المستشفيات اللبنانية التي يوشك بعضها على الاقفال بسبب انتفاء القدرة على التكيّف مع العجز المتراكم والمتفاقم منذ سنوات عديدة، من دون ان ننسى الجهود الميدانية الحثيثة التي يبذلها معالي وزير الصحة مع الفريق الوزاري المختص على هذا الصعيد.”

وأشار المطران درويش الى ان الوفد جاء لشكر الرئيس عون على رؤيته الثاقبة للبنان، بلد الرسالة. ولدعوته لرعاية هذه السنة عيد الابرشية في الخامس عشر من شهر آب وهو عيد سيدة الانتقال، اضافة الى حضور تدشين المطرانية بعد اعادة تأهيلها.

وقال:” اطّلعنا اليوم عبر وسائل الاعلام على رسالتكم الموجهة الى شبيبة لبنان، انها وثيقة مهمة تضع شبيبتنا في موقع المسؤولية، ومن جهتنا سنوزّع هذه الوثيقة على جميع ابنائنا وبناتنا في الابرشية وستكون موضوع درس في مؤتمر شبيبة كنيستنا الذي سينعقد في الربوة خلال شهر آب القادم.

وختاماً فخامة الرئيس نشد على أيديكم ونبتهل الى الله ان يسدد خطاكم ويمنحكم الصحة والعافية لما في مصحة لبنان ومنعته واستقراره.”

الرئيس عون رحب من جهته بالوفد، وأعرب عن سروره بالدعوة التي وجهت اليه، متمنياً التوفيق لأبناء رعية الروم الملكيين الكاثوليك في البقاع.

ثم تطرّق أمامهم إلى الأحداث الأخيرة في عاليه، وما خلفته من تداعيات داخلية، فأكد أن ما حدث ليس عارضاً ولا يجب أن يتكرر، وحرية تنقل اللبنانيين في المناطق يجب أن تبقى مصانة، “فكيف بالحري حرية تنقل ممثلي الشعب من وزراء ونواب يمثلون الأمة اللبنانية، خصوصاً اذا كان تنقلهم في المنطقة التي انتخبوا فيها”.

وقال: ” لن نسمح لأحد بأن يكمل في هذا المسار في أي منطقة لبنانية كان وعند اي مكون طائفي. ولبنان سيظل موحداً، وأتمنى على الجميع ان يؤكدوا على ذلك في كل مناسبة”.

وأضاف الرئيس عون: ” اذا أرادت الأحزاب أن تتمسك بطابعها الطائفي فلبنان الى زوال. المنطقة كلها تواجه خطر التقسيم، ولا نريد ان يصبح لبنان بلدا للكانتونات في ظل ما يجري فيها. المصالحة في الجبل ثابتة ولا يجب ان يخشى أحد على ذلك. وما حصل في العام 1983 لن يتكرر اليوم”.

وأكد العمل على توحيد لبنان سياسيا، مشيرا الى تصميمه على إزالة نتائج الحرب الاهلية من النفوس وعلى الارض.

وشدد رئيس الجمهورية على ان التدابير التي اتخذت في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع يوم الاثنين الماضي ستنفذ، والبيان الذي صدر هو رسالة الى الجميع، مؤكداً على وجوب تقديم مرتكبي الاحداث الاخيرة الى القضاء لتأخذ العدالة مجراها الطبيعي، وهذا ما سيحصل دائماً.

الجمعة 5 تموز 2019

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *