راشيا – عارف مغامس –
في خطوة لتكريس التواصل الدائم بين أبناء الوطن والمغتربين لتشجيعهم على الاستثمار في الوطن وتعميق جسور التلاقي، رعى وزير الصناعة وائل أبو فاعور مهرجان “لقاء الفرح في ينطا بين المقيم والمغترب” بدعوة من بلدية ينطا ولجنة الوقف في البلدة، وجمعية آفاق مركز انماء راشيا والبقاع الغربي، اتحاد بلديات قلعة الاستقلال، حيث أقيم الحفل في ساحة ” مقام سيدي أيلون” في بلدة ينطا في قضاء راشيا بحضور رئيس مكتب الإغتراب عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي الدكتور بهاء أبو كروم ممثلا الوزير أبو فاعور، القيادي في التقدمي وهبي أبو فاعور، وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي، قائمقام راشيا نبيل المصري، آمر فصيلة راشيا في قوى الامن الداخلي النقيب أيمن الورداني، طبيب قضاء راشيا الدكتور سامر حرب، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور، مدير مستشفى راشيا الحكومي الدكتور ياسر عمار، رئيس بلدية دير العشاير ممثلا رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال فوزي سالم، ونائب رئيس الاتحاد عصام الهادي، رئيس بلدية ينطا الدكتور خالد الحكيم، رئيس جمعية آفاق أحمد ثابت، أعضاءالمجلس المذهبي الدرزي المربي علي فايق، والمهندس مروان شروف، والسابقين ابراهيم نصر ومحمود خضر، رؤساء بلديات ومخاتير أعضاء وكالة ومعتمدين وحشد من مغتربي ينطا وفعالياتها ومن الأهالي ومن فرع الحزب التقدمي الاشتراكي في البلدة وقطاعات الحزب.
استهل الاحتفال بكلمة ترحيب من مديرة مدرسة ينطا المربية مها زيدان شددت فيها على أهمية تكريس ثقافة التلاقي والمحبة والتواصل بين أبناء ينطا المقيمين والمغتربين، ثم تحدث المربي سالم اشتي باسم لجنة وقف ينطا فاعتبر ان هذا اليوم مميز ومبارك فعدد المغتربين الذين عادوا هذا الصيف الى البلدة نخطى الألف مغترب وهو أمر لم يحصل سابقا، ثم ان اختيار ” مقام سيدي أيلون” مكانا للقاء يعطي المناسبة بعدا روحيا، وشكر اشتي كل من أسهم في هذا اللقاء.
ثم تحدث رئيس بلدية ينطا الدكتور خالد الحكيم فقال: “بين الاقامة والاغتراب مسافة يطويها الحنين ويلفها الصمت، ويكدرها العتب، ويتعبها السفر في تيه الغربة وقلق الأهل، تلك المسافة تختصر اليوم بعنوان لقاء الفرح الينطاوي، اذ لا حدود فاصلة بين حد الطموح والمغامرة في أقاصي المكان هجرة واغترابا وقسوة حال، وحد الانتظار على بيادر الحصاد في أقاصي الذاكرة التي وخز مدارجها جرح وطن نازف على حد سكين الانقسام ومقصلة خنجر التمذهب في بلاد لم تعد تتسع لاهلها ولا تفتح ذراعيها لابنائها المنتشرين في اصقاع المعمورة. لكنكم آليتم على انفسكم وتحديتم الواقع المرير وصوبتم النظر الى الجانب المليء من الكأس الى مساحة الفرح هذه، الى ينطا الجمال والفرح، التي ما كدرت خاطر مغترب، ولا صغعت خد مقيم من اهلها الطيبين الصابرين على كل شيء.
وتابع الحكيم ” اليوم برعايتكم الكريمة والخيرة يا معالي الوزير وفي مقام الطهر والتسامي والعرفان والنقاء، نقول اهلا وسهلا بضيوفنا الاعزاء الكرام، اهل المحبة والتواضع وأهل الكرامة والأصالة.
وأضاف “يطيب لي في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا ان أغتنم الفرصة لاقول لاهلي جميعا في الاغتراب خصوصا في كندا، أنتم ربيع ينطا وقمرها الساهر الناظر بألف عين الى كل حبة تراب وسنبلة قمح وثمرة شجرة معطاءة في هذه الحقول والاودية، وأنتم البسمة الندية التي ترطب ملعب الذكريات وتضيء وهج الحلم المرتسم في المقل والموسوم على جباه التعب وقسمات الوجوه الكادحة. وانتم قمح هذه الارض وسنابلها التي ما بخلت يوما على بيادر الانتظار.
وتوجه للمغتربين فقال “عودوا ايها الاحبة واستثمروا في ربوع بلدكم واهلكم واجدادكم، وافتحوا قنوات العبور نحو افق جديد لمستقبل افضل لابنائكم .انتم تحديتم قسوة الظروف وقهر الحاجة لكنكم تحلقون اليوم في كل سماء وفوق مدارات الضوء، لتقولوا في الاغتراب ” هذه ينطا” ايقونة جمال وسمفونية تألق وتميز، هنا ينطا البلدة التي انتصرت على العزل والاغتراب بتفاعل حيوي مع الاهل المقيمين الصامدين الصابرين.
وأضاف ” صاحب الرعاية انت للفرح عنوان، وعنوان الكرامة والشجاعة والاقدام بشخصك وبما تمثل من خط تقدمي زعيمه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي القامة الوطنية وليد بك جنبلاط، ورئيس لقائه الديمقراطي القامة الواعدة والصاعدة في محراب العمل والانماء الأستاذ تيمور جنبلاط. فهنيا لنا بك رجل الساعة في كل ساعة ورجل المواقف في كل موقف، تأتي اليوم الى ينطا رافعا راية الزعيم وليد جنبلاط، هذا الرجل المارد الاستثنائي الذي ما غاب يوما عن ساح بل كان وسيبقى صمام أمان الوحدة الوطنية والمصالحة الصادقة، مهما اشتدت الصعوبات وكثرت التحديات، كنا وسنبقى على خطى المختارة، العصية على الحصار والانكسار، مختارة النهج الوطني والوهج التقدمي.
وختم الحكيم ” شكرا معالي الوزير على مبادراتك ومساعيك وجهودك تجاه ينطا وقرى المنطقة والتي لا مجال لتعدادها بوصفها انجازات صارت معروفة للقاصي والداني ومنها فروع الجامعة اللبنانية والمستسفى الحكومي والدوائر الحكومية والعقاربة وشبكات الطرق والماء والكهرباء.ولينطا واهلها الف تحية من القلب على احتضان مهرجان الفرح الذي نأمل ان يكون بدعا ئكم ودعمكم مهرجانا سنويا نلتقي فيه على الفرح، والشكر الجزيل لجمعية آفاق المنظمة لهذا الحفل والتي كما عهدناها سباقة في المبادرات شكرا على تعاونكم ونخوتكم. فبعد رحلة اكثر من ثلاث سنوات في خدمة اهلنا في هذه القرية الجميلة نعاهدكم اننا سنبقى الى جانبكم في عملية النهوض ببلدتنا الحبيبة لاستكمال ما بدأناه من مشاريع مائية وكهربائية وتربوية ورياضية وبيئية لتصير ينطا لؤلؤة القرى التيمية وقمرها الساهر عند اكتاف حرمون.
كلمة رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال فوزي سالم ألقاها ممثله احمد نصر فقال:” إنه لمن السرور بمكان أن تجمعنا ينطا المحبة في لقيا الفرح بين ابنائها الميامين، مقيمين ومغتربين، إذ ليس أجمل ولا أبهى من هذه الحديقة الغناء التي يتآخى فيها نور شمس حرمون مع هذه الجباه الكادحة، حيث رعايتكم العطرة يا معالي الصديق جسر يربط بين الوردة وعطرها ليتناغم حنين الاغتراب مع لهفة ابناء هذه الأرض الطيبة، فيزداد وجهك توهجا وعطاؤك عطاء، وانت في مواقفك وفي كل المحطات الصعبة كنت الى جانب دولة الرئيس سعد الحريري رمز الاعتدال والحكمة والوطنية، وانت بما تمثل من قامة وطنية لا تحاصر ولا تكسر ولا تهاب الصعاب، قامة الزعيم وليد جنبلاط، نعم واليوم كما بالامس يدا بيد مع قامة الرئيس سعد الحريري حامي الدستور واتفاق الطائف وحامل ارث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الرئيس الذي نسج التسويات والتفاهمات من اجل حماية البلد واستمراره واستقراره، ومن اجل الثقة بلبنان.
وأضاف ” اننا في يوم الفرح نؤكد باسم اتحاد بلديات قلعة الاستقلال حبنا للحياة ولابناء الحياة ونحيي جمعية آفاق على نهجها وعملها في تعميم هذه الثقافة ونوجه التحية لبلدية ينطا ورئيسها على جهودهم ونشاطهم، وكل الحب والتقدير للمكرمين ولاهل ينطا في الاغتراب وفي الوطن، لانكم كل من موقعه جدير بهذا الفرح وهذا التناغم الجميل الذي يجمعنا على بيادر الخير ودروب الكرامة.
وختم ” انها مناسبة لنوجه تحية حب وتقدير لفلذات اكبادنا في الاغتراب، هؤلاء ضمانة لبنان وسفراء محبة في الانتشار، واغتنم الفرصة امام اهلنا في الاغتراب،لاوجه دعوة صادقة للمغتربين من اجل الاستثمار في الوطن وتعزيز ثقتهم به لكي يبقى لبنان وتبقى رسالته.
ثم تحدث رئيس جمعية آفاق احمد ثابت فتوجه الى راعي الاحتفال فقال:” انت اليوم حيث تشرق شمس بنور عطر وتغرب بغسق باسم، انت حيث الازهار الضاخكة تبشرك بموسم اثمار تغريك للقكاف، انت في قمة مشرئبة تكل شرقا مستقبلة الضوء وتلتف غربا مواكبة حلول العتمة، انت اليوم حيث الرجال رجال.
وتابع ثابت” لقاء الفرح هو لقاء الاهل المثابرين المجاهدين في حقولهم ومدارسهم وجامعاتهم واعمالهم يحفظون تراثا ويصونون قداسة تحميهم العناية ويرعاهم اولياء وصالحون.
وقال افرح انت في ينطا مع ابناء مغامرين ميامين، جابوا الاصقاع طلبا لعزة وكرامة ، هم في اقاصي الاقاصي منارة تحتذى وشعلة عطاء ويد بركة تلاقي ايادي ابنائها، بجدهم ومثابرتهم ارتقوا الى المراتب في العلم والعمل ، والصيف هنا مهرجان دائم مغترب ومقيم عرسهم تلاقي الاحبة والاهل.
وختم نحن في جمعية افاق لنا شرف المشاركة يوم مميز في سجل نشاطاتنا.
كلمة المغتربين ألقاها رئيس الجمعية الثقافية في ادمنتون المغترب شادي الخلبي، فوجه تحيةً طيبة لمن يحيا القانون والنظام في ديار الغربة ويعيش فرح هذا اللقاء بين المقيم والمغترب في نهار الاغترابي، وتابع “اننا نحلم ان يصبح الوطن حلمَ الشباب والمتعلم قبل غيره ، في بلد تعتمد الدولة سياسة التجويع التهجير ، نعم يا معالي الوزير بكل الأسف نقول هذا فعندما يفتقد المرء شعور الانتماء للدولة ويصبح جلادها جنباً الى جنب مع المسؤول فلا عتب على الشباب اذا أراد الرحيل .
واضاف “رغم كل الظروف الصعبة والأوضاع المتردية في بلادنا يبقى حلمنا بالعودة الى ارض الآباء وأجداد مترسخاً وان لم يكن مُستديماً فهو بالزيارات السنوية ، همنا الوحيد الحفاظ على الجذور والتقاليد والمعتقد، غير ابيهين بالأعباء المادية.
ممثل الوزير أبو فاعور الدكتور بهاء أبو كروم قال:” يشرفني أن أحضر، رفاقي وأنا من مكتب الاغتراب الى هذه المنطقة العزيزة من لبنان لنشترك معا في فرح اللقاء ولقاء الفرح الذي يكرس مفهوم التواصل بين ابناء هذا الوطن المقيمين والمغتربين وانقل اليكم تحيات راعي الاحتفال الرفيق وائل ابو فاعور الذي تخلف عن الحضور معنا هنا لكنه لم يتخلف عن الوقوف الى جانب رئيس الحزب القائد وليد جنبلاط في سعيه الدائم لحماية لبنان واستقراره واقتصاده وحماية المصالحةوالعيش المشترك وحماية القرار الوطني المستقل الذي نخوض معركته ومعركة الحرية والعدالة والقضاء المستقل.
وتابع ابو كروم :” وكما هذا اللقاء للمحبة هنا، لا بد من ان نؤكد اننا مستعدون ومنفتحون على لقاءات التواصل ضمن الثوابت والمرتكزات الوطنية ولا احد احرص منا على حماية الحق والمصلحة العامة للبنان، ولا بد من التأكيد باننا احرص الناس على انطلاق عجلة الاقتصاد ومعالجة الهدروالفساد وتأمين الاجواء لموسم صيف مستقر سيما وان لبنان لا يقوم الا بجناحيه المقيم والمغترب، ما هذه المنطقة العزيزة علينا الا مثال على هذه العلاقات الوثيقة بين المغتربين والمقيمين حيث تتكامل النجاحات في الخارج ولبنان وتتظافر الكفاءات التي تثبت ان ابناء هذه الارض اينما حلوا انما يستمدون من روحية هذا المقام ومن قيمه النبيلة السامية القدرة والاصرار على التمسك بالارض وبالهوية بما يثبت وجودنا وحضورنا في هذا العالم وفي هذه المنطقة التي تتغير فيها الحدود والخرائط ، فيما ليس لدينا خيار الا الثبات والحفاظ على هذه القيم اينما حللنا هنا او في الاغتراب ، ولذلك كله فان التواصل والتمسك بالتاريخ والثقافة والتراث وتربية اولادنا على حب الارض هو الاساس في معركة الوجود والبقاء.
ثم قدم رئيس بلدية ينطا خالد الحكيم واعضاء البلدية لوحة فنية من اعمال الفنان والرسام أمير سلامة لراعي الاحتفال الوزير ابو فاعور، وتم زرع أرزة المغترب في مقام سيدي ايلون، ووزعت جمعية آفاق كتاب ” الهجرة اللبنانية الاسباب والنتائج، النزوح السوري الى لبنان وتداعياته” من اعداد الصحافي عارف مغامس وبرشور عن الهجرة والاغتراب من اعداد رئيس مركز حرمون للتأهيل والرعاية حافظ غطاس ابو لطيف، ليتوجه بعد ذلك الحضور الى عشاء قروي اقامته البلدية للضيوف وللاهالي. واقيمت سهرة فنية تراثية في ساحة النادي.
السبت 10 آب 2019