اوضح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل خليل ياسين، حول ما أشيع عن ان الصين تمتنع عن تسليم لبنان اللقاح “سينوفارم” المضاد لكورونا بسبب موقف لبنان من قضية الايغور بحسب ما ذكرته بعض وسائل الاعلام، وقال “يؤسفنا ما نشر في موقع اخبار اليوم مقالاً بعنوان” ماذا يعيق استيراد اللقاح الصيني الى لبنان؟”، من دون ان تستند الى مصدر فعلي، بل اوحت انه خبر لترويج اشاعة ضمن اجندة معينة. ليقول المقال ( افادت معلومات أن الحكومة الصينية امتنعت عن تزويد وزارة الصحة اللبنانية باللقاح المصنّع في بلدها بسبب موقف لبنان الرسمي من أزمة “مسلمي الايغور” في مجلس حقوق الإنسان.
وموقف لبنان في هذا السياق هو باعطاء مسلمي “الايغور” حقوقهم كاملة ورفع الغبن وعدم التعرض لهم، الامر الذي لم يعجب الصين.)
يتابع ياسين موضحاً “ان هذا الخبر عارٍ عن الصحة، وليس هناك من اسباب تمنع تسليم لبنان اللقاح الصيني، انما المشكلة لبنانية بحت لا علاقة للصين بها، بل أن الصين وبناء لطلب من الجانب اللبناني، قررت إهداء لبنان 50 ألف جرعة من لقاح “سينوفارم” المضاد لكورونا لمساعدته في مكافحة الوباء وقد اعلن ذلك رسميا سعادة السفير وانغ كيجيان عبر صفحته” . متمنياً عدم زج اسم الصين في الخلافات اللبنانية اللبنانية، فذلك يسيء لدور الصين كما يسيء للبنان.
ليشرح ياسين أن موقف لبنان كان داعماً للصين في جنيف و ليس العكس، وهذا يؤكد مدى التحريض على الصين. بل يوضع الخبر في خانة الاشاعات الكاذبة التحريضية التي تسوقها بعض الجهات التي لها ارتباطات مشبوهة. وتمنى على وسائل الاعلام التي نشرت الخبر ان تنشر التوضيح. وان تستقي المعلومة من مصدرها الاساسي لا الاعتماد على مصادر ليست موجودة الا في ذهن المروج للاشاعة. وذكّر ياسين ان جمهورية الصين الشعبية تلتزم سياسة عدم التدخل بشؤون الآخرين الداخلية وتتعاطى مع الدول على اساس الندية من دولة الى دولة، بغض النظر عن الجهات السياسية التي تتولى زمام الحكم فالصين تتجه في علاقاتها مع الدول اعتمادا على مبادئها الوطنية والقومية، وهي تتمسك بمبادئها الداعية لدعم استقلال الدول.
وقال ان الصين تنطلق في تعاملها مع الدول من المبادىء الخمسة للتعايش السلمي التي تدعو اليها على قاعدة :
١- الاحترام المتبادل للسيادة .
٢- وحدة الاراضي وعدم الاعتداء على الآخرين .
٣- عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى .
٤- المساواة والمنفعة المتبادلة .
٥- التعايش السلمي بغض النظر عن اختلاف الأنظمة السياسية”.
ورأى أن سياسة الصين “ثابتة بموقفها المبدأي في ما يخص لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وأيضاَ سبق للسفير وانغ كيجيان صرح به بتغريدته التي قال فيها :
أود أن أقتبس ما قاله فخامة الرئيس شي جين بينغ في مقر جامعة الدول العربية عام 2016: إن الصين لا تقوم بتنصيب الوكلاء في الشرق الأوسط، ولا تنتزع ما يسمى بـ”مجال النفوذ” من أي واحد ولا تنوي “ملء الفراغ”، وفي لبنان نحن مع الجميع”.
بالنسبة إلى التعاون مع إيران، قال: “إن التعاون الطبيعي بين الأطراف المختلفة وإيران في إطار القانون الدولي هو أمر معقول ومشروع تماما ويجب احترامه وحمايته. الجانب الصيني يعارض العقوبات الامريكية الأحادية الجانب على ايران وما يسمى بـ”الولاية القضائية الطويلة الذراع” ويدافع بقوة عن الحقوق والمصالح القانونية والمشروعة للشركات الصينية”.
واضاف ياسين: “انني اؤكد على استعداد الصين الدائم للعب الدور البناء في سبيل استقرار الشرق الأوسط وهي تحث دائما جميع الاطراف الى حل النزاعات عبر الحوار والاطر السلمية انطلاقا من مقررات مجلس الامن ذات الصلة التزاما منها بالشرعية الدولية وسيادة القانون وهذا ما تؤكده دائما الصين في المحافل الدولية واكده معالي عضو مجلس الدولة وزير خارجية الصين وانغ يي في زيارته الاخيرة لجامعة الدول العربية”.
وختم ياسين: “انطلاقا من كل ما ذكرناه فاني ادعو جميع اللبنانين بكل مكوناتهم السياسية والطائفية الى عدم زج الصين في اي نزاعات داخلية او تصويرها مساندة او معادية لاي طرف واتمنى ان يكون التعاطي مع الصين كدولة صديقة وعدم تحويل لبنان لمنصة لمهاجمة الصين تنفيذا لاجندات اميركية او غيرها.