الفاتيكان – طلال خريس – وطنية – بعد ما يقارب الثلاثة أشهر من الإغلاق، تعالت أصوات الصلوات والترانيم والقداديس في كاتدرائية القديس بطرس في روما، وفي آلاف الكنائس في إيطاليا، بعد إعادة فتح أبوابها أمام الزائرين.
وغدا الأول من حزيران تعود متاحف الفاتيكان لتفتح أبوابها وتعرض مجموعة كبيرة من الأعمال التي تملكها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وهي الأهم في العالم. وتعتبر قبلة المتاحف كنيسة سيستينا وقاعات الفنان رافاييل. يزور المتاحف سنويا 7 ملايين زائر، ويدخل الى خزينة الدولة 45 مليون يورو.
حول هذا الحدث أجرت “الوكالة الوطنية للإعلام” في روما، مقابلة مع الأستاذة في جامعة الغريغوريانه الحبرية المتخصصة في شؤون الأديان السماوية الدكتورة أمل جورج حزين التي قالت: “فتح أبواب المؤسسات السياحية والثقافية في الفاتيكان في الأول من حزيران، هو دليل على عودة نسبية ولكن جريئة للحياة الطبيعية في إيطاليا والفاتيكان”.
أضافت: “بعد ما يقارب ثلاثة أشهر من الإغلاق بسبب حال الطوارئ الصحية المتمثلة بتفشي فيروس كورونا، تم الإعلان عن إعادة فتح متاحف الفاتيكان للزائرين والسواح بدءا من الأول من حزيران. وهذا مهم جدا لأنه يبعث الأمل في نفوس المواطنين ويعطيهم القوة ليسيروا قدما بعزم وإصرار رغم الأوضاع الاقتصادية المتردية جدا والناتجة من الوباء”.
وتابعت: “إن إعادة الافتتاح ستتميز أيضا بابتكارات وترميمات مهمة، مثل ترميم صالون كوستانتينو، إحدى القاعات الأربع من قاعات رافاييل. والتجديدات الأخرى تتعلق بمعارض الصور واللوحات في الفاتيكان: مثل القاعة الثامنة المخصصة لرفاييل، الذي يصادف هذا العام اليوبيل ال 500 على وفاته، والتي تم تجديدها وترميمها بالكامل. ه
وقالت “هناك مؤشرات لعودة السياح قريبا لزيارة الفاتيكان والمتاحف”. وأعلنت أن “عدد زائري المتاحف في الفاتيكان وصل في العام 2019 الى ما يقارب السبع ملايين شخص. أما الآن، فبالطبع لن يكون الوضع سهلا في البداية، ولا يمكن التكهن بعدد الزائرين بعد الافتتاح. لكن، وبالتأكيد، لن تكون السياحة بعد وباء فيروس كورونا كما كانت عليه قبله وخصوصا من ناحية توافد وحضور السواح من خارج إيطاليا”.
ولفتت الى ان “الخوف من الوباء يسيطر على نفوس الجميع وأصبح الكثيرون يخشون من وضع إيطاليا بالذات بسبب ما حصل فيها. لذلك، في البداية سيكون الاعتماد على السياحة والزوار المحليين أي الإيطاليين، لأن التوقعات تقول بأن السياحة من الخارج لن تعود إلى طبيعتها قبل العام 2021 على أحسن تقدير”.
وختمت: “بالطبع من المهم جدا إعادة فتح المتاحف أمام الزائرين، وهي من أهم المتاحف في العالم، لتبدأ الحياة بالعودة إلى طبيعتها ولو تدريجا وهو مؤشر إيجابي جدا. إنه مؤشر لإشراقة شمس الأمل والحياة المفعمة بالتفاؤل والإيجابية”.
كابيلا سيستينا والمتحف المصري
المتحف المصري هو واحد من أجمل المتاحف في الفاتيكان، تم تشييده في القرن السادس عشر تحديدا في العام 1839 ميلادية، يحتوي على الكثير من القطع الأثرية المصرية في العصر الروماني. ومن أمثلة هذه القطع الأثرية تمثال رمسيس الثاني والعديد من التوابيت التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 1000 سنة قبل الميلاد، إضافة الى بعض المومياء.
أما كنيسة Chapelle “كابيلا سيستينا” فهي من أكبر الكنائس الموجودة في قصر البابوي، وهذه الكنيسة هي المقر الرسمي للبابا. وتتميز الكنيسة بالهندسة المعمارية الفريدة وتصميم هذه الكنيسة مقتبس من معبد سليمان بالعهد القديم. وتحتوي على مجموعة من اللوحات الجدارية لأشهر الفنانين في عصر النهضة مثل مايكل أنجلو ورافاييل اللذين رسما أيضا على أسقف الكنيسة، وقد استغرقت هذه الرسومات أكثر من 10 أعوام.
الأحد 31 أيار 2020 الوكالة الوطنية للإعلام