لبّى اعلاميو واعلاميات زحلة دعوة رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش الى جولة في ارجاء المتحف البيزنطي، حديقة الأساقفة، كابيلا ذخائر القديسين ومكتبة سيدة النجاة، قبل تدشينها رسمياً يوم السبت المقبل برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور غبطة البطريرك يوسف العبسي ومطارنة سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك واساقفة زحلة.
استهلت الجولة من امام مدخل كاتدرائية سيدة النجاة حيث كان للمطران درويش كلمة رحّب فيها بالإعلاميين والإعلاميات شاكراً تعاونهم الدائم وقال ” من دواعي سروري بمناسبة الإحتفال بيوبيلي الكهنوتي الذهبي ويوبيلي الأسقفي الفضي ان أقدم الى زحلة واهلها مشاريع تحفظ تاريخ المدينة والمطرانية وتقدمها الى الأجيال القادمة”.
وشرح بالتفصيل عملية ترميم كاتدرائية سيدة النجاة وتاريخ بنائها “الذي يعود الى بداية القرن التاسع عشر كما تثبت الوثائق التاريخية المحفوظة في المطرانية . ففي سنة 1775 بدأ المطران يوسف فرحات ببناء كنيسة سيدة الانتقال في الدار الأسقفية ونعرفها الآن باسم الكابيلا، أما كنيسة سيدة النجاة فبدأ ببنائها المطران مكاريوس طويل ووسعها وأكمل بناءها المطران باسيليوس شاهيات. ورممت للمرة الاولى في سنة 1861 بعدما طال الحريق نفائسها الأدبية والدينية والعلمية. ثم قامت ورشة ترميم 1897 على عهد المطران أغناطيوس ملوك. اما المطران أفتيميوس يواكيم فحسن بناءها وبلطَها عام 1927”.
أما ورشة الترميم الأخيرة التي شهدتها الكاتدرائية فكانت على عهد المطران عصام يوحنا درويش عام 2016 في ورشة استمرت اكثر من سنة، عمل فيها مهندسون وفنانون من لبنان ودول العالم اثمرت اعمالهم جوهرة كنسية في مدينة زحلة . وشملت ورشة الترميم، رسم ايقونات تمثل مراحل حياة السيدة المسيح، زيّنت القسم العلوي من الكاتدرائية فيما تمت عملية كشف الحجر الذي بنيت به المطرانية وكان مطلياً بطبقة من الطين. واثناء عملية كشف الحجر كانت المفاجئة المتمثلة بإكتشاف فريد من نوعه في العالم، اذ تبين وجود غرفتي اعتراف من الجهتين الخلفيتين للكاتدرائية مبنيتين داخل الجدران الضخمة، وهما غرفتي اعتراف تحتويان نوافذ الى الخارج والداخل، كان يستعملها المؤمنون للإعتراف من الخارج قبل الدخول الى الكنيسة، او من الداخل بعد دخولهم اليها.
كما شملت الورشة تأهيل الموزاييك القديم الموجود في صحن الكاتدرائية فاستقدم معلمين مختصين بترميم هذا النوع من الموزاييك، وتبليط ارضية الكاتدرائية بالرخام الجديد، اضافة الى تمديدات الكهرباء والإضاءة والصوت، واستحداث نظام تدفئة وتبريد حديث جداً، وتركيب باب جديد للكاتدرائية من النحاس منقوش عليه ايقونة سيدة النجاة وايقونة القيامة والإنجيليين الأربعة.
كما تم ترميم الهياكل الثلاثة وطليها بالذهب والرسومات البيزنطية والصدف الطبيعي، وتأهيل الإيكونوستاز والأيقونات والرسومات الجدارية .
والأهم من هذا كلّه كان اكتشاف قاعة كبيرة تحت المذابح، تم ابراز جمالها، وستستخدم ككابيلا ومدافن خاصة بالأساقفة والكهنة الذين خدموا الكاتدرائية.
ومؤخراً استكمل الرسامون الأوكرانيون رسم سقف “التريبون” في الكاتدرائية برسومات تمثل مراحل درب الصليب ولكن على الطريقة البيزنطية.
وانتقل الحضور الى داخل المتحف البيزنطي الذي انشئ حديثاً، ابدوا دهشتهم واعجابهم لما شاهدوا من جمال واتقان في العمل. واشار درويش الى ان المتحف سيحتوي ايقونات بيزنطية من مجموعته الخاصة والتي جمعها طيلة خمسين عاماً من مختلف انحاء العالم وهي ايقونات نادرة، اضافة الى ايقونات محفوظة في المطرانية. وسيضم المتحف ايضاً بدلات المطارنة القديمة وخاصة بدلة مقدمة من امبراطور النمسا عام 1860 حيكت بخيوط الذهب الخالص، اضافة الى ادوات كنسية مختلفة ومنها التي تضررت اثناء انفجار مطرانية سيدة النجاة عام 1987. وتم تجهيز المتحف بأحدث وسائل الحماية والأمن من اجهزة انذار وكاميرات مراقبة وانظمة اطفاء وتبريد وتدفئة وانارة وصوت. وسيكون المتحف مفتوحاً امام الجميع وفي اوقات محددة.
المحطة التالية كانت في حديقة الأساقفة حيث اطّلع الإعلاميون على الأعمال الجارية وكانت كلمة للمطران درويش كلمة شرح فيها الأعمال الجارية من عملية تبليط الأرض وزرع الورد والأشجار كما تحدث عن ازاحة الستارة عن تمثال البطريرك كيرللس مغبغب الذي لعب دوراً بارزاً في ضم الأقضية الأربعة واعلان دولة لبنان الكبير يوم كان مطراناً في زحلة، اضافة الى نقل تمثال المطران اندره حداد من الساحة الداخلية الى الساحة الخارجية ووضعه الى جانب باقي التماثيل.
وفي رد على اسئلة الصحافيين حول كلفة المشروع قال المطران درويش “كل ما تشاهدونه من مشاريع كانت من اصدقاء من خارج لبنان”. واضاف “الى جانب هذه المشاريع لم ننسى العمل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين في زحلة، فطاولة يوحنا الرحيم تقدم يومياً ومجاناً 1500 وجبة طعام، والمطرانية تقدم بشكل دوري مساعدات غذائية، الى جانب عمل الجمعية الخيرية الكاثوليكية.”
وزار الحضور كابيلا ذخائر القديسين الملاصقة لكاتدرائية سيدة النجاة حيث ستوضع بشكل دائم ذخائر 14 قديساً ليتبرك منها المؤمنون.
وجال الحضور في ارجاء الطابق الأول للمطرانية الذي شهد عملية تجديد مميزة، من قاعة الإجتماعات التي اطلق عليها اسم “قاعة يوحنا فم الذهب” وصالون المطرانية وقاعة الأرشيف حيث اطّلعوا على وثائق تاريخية تعود الى العهد العثماني، و صالون المطران حيث ابدوا اعجابهم بالتحفة الفنية التي آل اليها، والممر الرئيسي الذي ازدان سقفه بأيقونات ورسومات نفذها فنانون من اوكرانيا.
نهاية الجولة كانت في مكتبة سيدة النجاة حيث كانت كلمة للمطران درويش حول العمل في المكتبة وأعداد الكتب والوثائق التي تحتويها، ومشغل ترميم الكتب القديمة. واشار الى ان المكتبة ستكون موصولة بمكتبات كبريات الجامعات في العالم لمساعدة الباحثين في عملهم.
وشكر درويش عائلة السفير الراحل فؤاد الترك التي قدّمت مكتبته كاملة ومكتبه الشخصي وكرسيه الخاص ومجموعة من الصور مع الشخصيات العالمية اضافة الى الأوسمة التي حصل عليها. كما شكر سيادته عائلة العميد الراحل الدكتور انيس مسلّم لتقديمها مكتبته الخاصة التي تضم حوالي 1500 كتاب، وشكر رئيس بلدية زحلة المهندس اسعد زغيب والمجلس البلدي لتقديمهم مجموعة من الكتب النادرة عن تاريخ زحلة للعلامة عيسى اسكندر المعلوف والشعراء فوزي وشفيق ورياض المعلوف.
وفي ختام كلمته كانت كلمة شكر من المطران درويش الى المهندسين الذين اشرفا على كل الورش وهما الياس عطالله وجان ابو نجم بالإضافة إلى القيّم العام الأب اليان ابو شعر
وفي نهاية الزيارة شكر الإعلاميون والإعلاميات المطران درويش على جهوده وعمله في الأبرشية وتحويلها الى قبلة انظار اللبنانيين، ووضعها على خارطة السياحة الدينية العالمية.
واقيم كوكتيل على شرف الإعلاميين في ختام الزيارة.
الجمعة 21 ايار 2021