عارف مغامس – راشيا – وطنية – سجل مستشفى راشيا الحكومي انجازا طبيا جديدا، حيث أجرى طبيبا القلب نجيب عاصي ووليد سرحان أول عملية قلب مفتوح لسيدة تبلغ من العمر 35 عاما تعاني من انسداد في الصمام التاجي Mitral stenosis تكللت بالنجاح، وهي الأولى من نوعها في مستشفى راشيا الحكومي.
واوضح الطبيب المتخصص في جراحة القلب والشرايين عاصي، أن المريضة كانت قد خضعت لعملية ترميم لهذا الصمام قبل ثماني سنوات لكن حالتها ازدادت سوءا فاحتاجت إلى عملية تغيير الصمام التاجي واستعمل صمام ميكانيكي نظرا لعمرها، وجرت العملية بطريقة روتينية دون أن تتعرض المريضة لأية مضاعفات، وقد غادرت المستشفى في عيد الأم، وسوف تتم متابعتها في منزلها بالعلاج الدوائي اللازم”.
واشار الدكتور عاصي إلى أن تجربة اجراء عمليات قلب مفتوح للاطفال حصلت، بمهمة قام بها فريق أميركي بالتعاون معنا في جمعية pure heart والدكتور سرحان والدكتور نوفيك عام 2017 في مستشفى راشيا، وهي خطوة شجعتنا لاجراء عمليات قلب للكبار، لافتا الى أن ثمة تحضيرات لعملية قلب جديدة رغم الظروف الصعبة التي نمر بها، مشيدا بجهوزية المستشفى وجهازه التقني والطبي والتمريضي.
من جهته، قال الأخصائي بجراحة القلب عند الأطفال ومؤسس جمعية Pure Heart للعناية بالأطفال ذوي التشوهات الخلقية في القلب الدكتور وليد سرحان: “بعد الانجاز الأول الذي تحقق في العام 2017 باجراء سبع عمليات قلب مفتوح للاطفال، اليوم نؤكد من مستشفى راشيا الحكومي أنه متى توافرت العوامل الضرورية وسبل الدعم والرعاية والإدارة الحكيمة وفريق العمل الطبي المتكامل والمتعاون، تستطيع المستشفيات الحكومية في المناطق أن تصل الى أعلى مستويات الخبرة والكفاءة بتقديم الخدمات الطبية والصحية الملحة والضرورية لأهالي المنطقة بمستويات توازي الخدمات التي تقدم في المستشفيات المتقدمة”.
وتابع سرحان: “كثيرون هم الذين يعرفون أهمية هذا الانجاز، لكن قلة من يعرفون حجم الجهد والصعوبات التي واجهتنا للاستمرار في هذا المشروع، بعد ان راهن كثر على فشله، ولكننا خطونا الخطوة الأولى لخطة عمل متكاملة يتم تحضيرها مع إدارة المستشفى لقسم القلب المفتوح في المستشفى”، معربا عن شكره لإدارة المستشفى على “إيمانها وثقتها بإمكانياتنا وأهمية تحقيق هكذا إنجازات، والشكر للدكتور عاصي الذي لولا تواجده وتوجيهاته لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم”.
وأكد المدير الطبي في مستشفى راشيا الحكومي الدكتور ربيع أبو شامي “أن العملية أجريت في ظروف تقنية ممتازة لمريضة تعاني من انسداد في الصمام التاجي”، وقال: “ارتأينا إجراء العملية في وقتها حيث كانت مبرمجة مسبقا، حرصا على عدم تراجع الوضع الصحي للمريضة، في هذه الظروف الصعبة وفي عز هذه الازمة، وقد اتخذت المستشفى عبر فريقها الطبي والتمريضي كل الإجراءات الوقائية اللازمة نظرا للأزمة المستجدة. ونحن في إدارة المستشفى وبعد استقبال فريق طبي اميركي واجراء 7 عمليات قلب مفتوح لاطفال بالتعاون مع الطبيببن عاصي وسرحان في العام 2017، تكون لدينا الثقة الكاملة بالفريق الطبي، وبعد افتتاح قسم تمييل القلب والشرايين كان لا بد من استكمال هذا الانجاز وافتتاح قسم جراحة القلب والشرايين”.
وشكر الطبيبان عاصي وسرحان ووزارة الصحة على ثقتها وترخيص هذا القسم بعد الكشف على معدات القسم وتجهيزاته، مشيرا الى ان “المريضة بحالة صحية جيدة وغادرت المستشفى اليوم”، كما شكر ثقة الجميع، مؤكدا “بذل الجهود لتطوير المستشفى”، لافتا الى ان عددا من المرضى سوف تجرى لهم عمليات، واطفال ينتظرون اشراف الفريق الأميركي بعد انتهاء الازمة والكبار بحسب ما يرتئيه الطبيبان عاصي وسرحان.
اما رئيس اللجنة الطبية الدكتور ناصر رافع فهنأ المستشفى وفريقه الطبي وادارته على هذا الانجاز بعد الإنجاز السابق الذي تحقق باجراء عمليات قلب مفتوح لاطفال، مؤكدا جهوزية المستشفى لمتابعة المرضى ومعالجتهم.
وأثنى مدير مستشفى راشيا الحكومي الدكتور ياسر عمار على جهود الطبيبين عاصي وسرحان، منوها “بروح المسؤولية التي يتحملها الفريق الطبي والتمريضي، والمسؤولية الكبرى والجدية لوزارة الصحة العامة، والجهود الكبيرة التي يبذلها النائب وائل أبو فاعور لتجهيز الاقسام وتطوير المستشفى، بتوجيهات ورعاية من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط”.
من جهته، اكد رئيس مجلس ادارة المستشفى الدكتور حسن الخوير “ان رسالة المستشفى هي رسالة إنسانية سامية، وواجبنا ان نكون الى جانب الأهالي في كل الظروف”. وشكر الفريق الطبي على “هذا الإنجاز الذي شكل بصمة جديدة تضاف الى سجل المستشفى الذي يتطور باستمرار”.
أما المريضة المعافاة، وقبيل خروجها من المستشفى بعد العملية، عبرت وببسمة أمل وامتنان عن شكرها للأطباء وللمستشفى وادارته وطواقمه، معتبرة أنها تلقت “أكبر هدية في عيد الأم”.
الاثنين 23 آذار 2020 الوكالة الوطنية للإعلام