كارين اليان ضاهر – موقع النهار – تبدو المبادرات البناءة والإيجابية أكثر ما يحتاجه الوطن في ظل هذه الأزمة التي تمر بها البلاد. قد تكون الإمكانات ضئيلة أحياناً إلا أنها لا تمنع ذوي النوايا الحسنة ومن يطمحون إلى المضي قدماً في عملية التغيير على صعيد الوطن عامةً، من العمل بفاعلية لتحقيق هذه الأهداف. والتغيير يبدأ أولاً في ثقافة المواطن. هذا ما استطاع رئيس بلدية راشيا الوادي صالح أبو منصور أن يبادر إلى العمل عليه بعد 3 أيام على انتخابه حين قام بمبادرات تشجيعية إيجابية تهدف إلى حماية البيئة من جهة وإلى تغيير في ثقافة الفرد.
بدءاً من 1 كانون الأول يعاقب كل من يرمي النفايات من السيارة في راشيا الوادي، إلا أن العقوبة لا تشبه أية اخرى ولا تقضي بدفع غرامة مالية بل بغرس شجرة يقوم الشخص المعني بشرائها. هذا ما اكده رئيس بلدية راشيا الوادي حين تحدث عن هذه المبادرة الإيجابية الهادفة إلى إدخال تحسينات في العمل البلدي وطريقة التعاطي مع المجتمع. “أميل إلى هذا النوع من المساعي الهادفة القادرة على التغيير في ثقافة الافراد. وأقوم بدراسات وأخضع إلى دورات شخصياً في لاهاي سنوياً سعياً إلى تطبيق هذه الأمور المعتمدة فيها في لبنان. انطلقت بهذه الفكرة التي لا تعتبر مكلفة، فثمة كاميرات مراقبة في راشيا منها ثابتة ومنها متنقلة يمكن استخدامها. علماً أن شراءها سابقاً لم يكن مكلفاً بل لم يتخطّ سعر الواحدة منها الـ 30 دولاراً أميركياً. بالنسبة لي يمكن كلفة قليلة العمل بإيجابية أياً كانت الإمكانات. فهذا يساهم في تزويد الناس بمزيد من الأمل كما ينعكس إيجاباً على المنطقة بشكل فاعل. هذا ولم نشأ أن نفرض عقوبة مالية لأن الآلية المعتمدة لدى فرض الضبط والغرامة معقدة وتدخل الناس في أزمة لا نريدها. انطلاقاً من ذلك أردنا الاستفادة واستخدام هذه المبادرة لزيادة الثروة الحرجية لدينا في الوقت نفسه”.
بهذه الطريقة اعتمدت البلدية لغة بعيدة عن القسوة والعقاب بمعناه التقليدي، بل لجأت إلى ثقافة جميلة ولغة أقرب إلى الناس للتواصل معهم والعمل على تغيير ذهنيتهم. هذا فيما يشير السيد أبو منصور إلى أن قسماً من الثوار اليوم هم متطوعون في المبادرة. “وخلال الفترة الأولى سيحرص رئيس البلدية شخصياً على تنفيذ هذه المبادرة علماً أنه في وقت لاحق من الطبيعي أن يصبح المواطن نفسه مراقباً. يشجع السيد أبو منصور باقي البلديات على العمل بإيجابية بهدف التحسين والتطوير أياً كانت الإمكانات لديها. فليس المطلوب دائماً إمكانات كبرى بل يمكن الاستفادة من أبسط الأمور في حال وجود النية بالعمل بجدية وفاعلية.
مبادرة أخرى هادفة
ضمن مساعي بلدية راشيا الوادي لدعم المواطنين في ظل هذه الظروف، أطلقت مبادرة أخرى بإمكاناتها البسيطة حيث استخدمت جراراً زراعياً كان لديها وقامت بصيانته حتى تستخدمه لدعم أهالي البلدة وتحفيزهم على زرع القمح في الأراضي. “يعرف الكل أن حراثة الأرض لها الكلفة الكبرى في عملية الزرع. وبالتالي نحن نؤمن هنا حراثة الارض مجاناً لقاء أن يزرع الأهالي القمح في الأراضي، فلا يكون ذلك مكلفاً لهم. خاصة ان النية تكون موجودة لديهم فيكفي ان تقدم لهم شيئاً حتى يشعروا بالحماسة للقيام بهذه المبادرة”.
انطلاقاً من ذلك يشجع رئيس بلدية راشيا الوادي البلديات الاخرى على القيام بمبادرات مماثلة بهدف نشر الأجواء الإيجابية في البلاد والعمل بفاعلية، وإن لم تكن الإمكانات المتوافرة كبرى. فالمطلوب من كل بلدية الوقوف إلى جانب المواطن ودعمه بشتى الطرق ضمن مساعيها للقيام بواجباتها بفاعلية وإيجابية.
الاثنين 02 كانون الأول 2019 موقع النهار