الفاتيكان – طلال خريس – وطنية – لم يتمكن المؤمنون في إيطاليا كعادتهم هذا العام من حضور القداديس والقيام بطقوس عيد الفصح المجيد نتيجة تفشي فيروس كورونا والحجر المنزلي المفروض، إلا أن الطقس الجميل دفع ببعض الكنائس الريفية للقيام بقداديس في الهواء الطلق مع حفظ المسافة بين المصلين.
الوكالة الوطنية للأعلام جالت في روما والفاتيكان لتطلع يوم عيد الفصح على الأوضاع، فلا مسيرات أو قداديس تقليدية وساحة القديس بطرس في الفاتيكان خالية تماما من المؤمنين الذين كانت تكتظ بهم عادة في هذه المناسبة ويأتون من جميع أرجاء المعمورة ليصلوا ويتباركوا ويزوروا أجمل متاحف العالم.
تابع المؤمنون على الشاشات، في أهم عيد مسيحي، القداديس التي ترأسها البابا فرنسيس وتابعوا من منازلهم قداس الأحد الذي أختتم عيد الفصح.
إلا أن صدى الكنيسة بقي عاليا واحتلت صباح اليوم عناوين الصحف الإيطالية والأجنبية أخبار الحبر الأعظم البابا فرنسيس وصرخته : “يا رب لا تتركنا في الظلام وفي ظل الموت واحمنا بدرع قوتك”. عنوان تصدر أهم الصحف الإيطالية جريدة لا ستامبا.
وعادة لا تخصص الصحف اليسارية مساحات واسعة للأعياد الدينية كما هو حاصل اليوم إلا أن الأمر تغير تماما. في صفحتها الأولى كتبت الصحيفة اليسارية ألفتو كوتيديانو: “وجّه البابا فرنسيس تحيّةً إلى القدّيسين في حياتنا اليومية، وهم الأطباء والمتطوعون ورجال الدين والكهنة والعاملون الذين يؤدّون مهمّاتهم كي يستمرّ هذا المجتمع. ودعا البابا فرانسيس أب الكنيسة الكاثوليكية، خلال قداس ليلة الفصح، إلى “أن يكون الجميع قويًا، متمسكين بالأمل في مواجهة الفيروس القاتل، كورونا المستجد. أن كل شيء سيكون على ما يرام، نقولها بإصرار في هذه الأسابيع، متمسكين بجمال إنسانيتنا ومع مرور الأيام وتزايد المخاوف فإن أكبر الآمال قد يتبخر.. لكن يتوجب علينا أن يكون لدينا أمل على الرغم من الأيام الحزينة”.
أما صحيفة أبوسرفاتوريو رومانو الناطقة بلسان الكرسي الرسولي فقد أفردت مساحة أوسع لما جاء في كلمة الحبر الأعظم بالنسبة للشرق الأوسط “ليكن هذا زمنا يشهد أخيراً نهايةً للحرب الطويلة التي أدمت سورية، وللصراع في اليمن، والتوترات في العراق وأيضا في لبنان”.
وأضافت الصحيفة الفاتيكانية: “الأب الأقدس ضم صوته إلى نداء الأمم المتحدة من أجل وقف فوري لإطلاق النار في مختلف مناطق النزاعات، بهدف حماية المدنيّين من فيروس كورونا المستجدّ”. “دعونا نسكت صرخة الموت، كفى حروبا! فليتوقف إنتاج الأسلحة وتجارتها، لأننا بحاجة إلى خبز وليس إلى بنادق”.
جون فيليبس الصحفي البريطاني كتب في “التلغراف: “يعطينا قداسة البابا في عصر الانهزام جرعات من الأمل”. وذكر ماعبر عنه البابا: “أن يدفع الالتزام المشترك ضد الوباء الجميع إلى الإقرار بالحاجة إلى تعزيز الصلات الأخوية بين الناس” وذكر فيليبس ما قاله اب الكنيسة في العظة التي ألقاها مساء السبت في الكاتدرائية القديس بطرس عشية عيد الفصح أن “الظلمة والموت لن ينتصران” مؤكدا أن عيد الفصح هو “إعلان رجاء”.
أخيرا أشادت المنظمات النقابية العمالية التي تمثل أكثر من 12 مليون بما طالب به الحبر الأعظم أن يكون هناك أجر ثابت ومضمون لجميع العمال في العالم وقال النقابي البارز أنسو بارتسيالي للوكالة الوطنية للإعلام: لا يمكننا إلا أن ننحني أمام قداسته، بابا فرنسيس أتى من بعيد حيث الفقر المأساة ليكون رسالة للمستضعفين.
الاثنين 13 نيسان 2020 الوكالة الوطنية للإعلام