قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم أثناء الاحتفال بالذبيحة الإلهية في كابيلا مار يوسف في باحة المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي في بيروت: “أليست السلطة المدنية نوعا من أبوة تجاه المواطنين، ولكن هذه السلطة لا تكون أبوة، إلا إذا اتصفت بفضيلة العفة، على مثال أبوة يوسف. العفة لا تعني البتولية، بل التحرر من التملك في كل ميادين الحياة. الحب نفسه، إذا لم يكن عفيفا، مال إلى تملك الآخر، واستعماله، واستغلاله، وخنقه، وجعله تعيسا.
السلطة عندنا في لبنان أصبحت منظومة سياسية حاكمة، فسقطت وحرمت نفسها من ثقة الشعب والعالم، لأنها لم تكن عفيفة، بل جاءت لتستملك المال العام والشعب والدين فأفرغت الخزينة، ورمت الشعب في البؤس، وسيست الدين والطوائف وجعلتها بغيضة، هذا هو الفساد بالذات. ورأسه عدم تشكيل حكومة من اختصاصيين من دون انتماءات حزبية، لا كما رأينا في الصحف، إذا صدقت، حقائب موزعة على الأحزاب والتيارات والكتل النيابية على الاسس ذاتها التي كانت تعتمد في تأليف الحكومات السياسية السابقة. كيف يشرح لنا هذا التناقض الذي سيؤدي بها حتما إلى الفشل. أيها المعنيون مباشرة بتأليف الحكومة كفاكم لعبا بالوقت الضائع وبمصير الوطن وحياة الناس. كونوا أكثر جدية، ألفوا حكومة بالتشاور لا بالتضاد. ألفوا حكومة إنقاذ من اختصاصيين مستقلين وذوي كفاءة عالية، فتبدأ بالإصلاحات، لعل البلاد تعود إلى دورتها الطبيعية، بأسرع ما يمكن”.
وسأل: “كيف نكافح الفساد ونحن نشاهد تعطيل عمل القضاء الحر والمسؤول عن هذه المكافحة، بتلوينه طائفيا ومذهبيا وسياسيا؟، قلنا أن أولى مقومات الحياد الناشط، الذي هو باب خلاص لبنان، تكوين سيادة الدولة بسلاحها الشرعي وفرض القانون والعدالة على الجميع. إننا في هذه الموجة العارمة بوجه القضاء الملتزم بممارسة واجبه، ندعو السياسيين إلى تحييد لبنان عن تسييس الدين والطائفة، من أجل حماية الوحدة الداخلية والمساواة في دولة القانون، بل ندعوهم إلى تحييد ذواتهم عن ذواتهم ليسلم الخير العام. إننا نلتمس شفاعة القديس يوسف لينعم علينا الله صفات هذا القديس وفضائله، لمجد الثالوث القدوس الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين”
كان البطريرك الراعي ترأس الذبيحة الإلهية في كابيلا مار يوسف في باحة المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي في بيروت على نية المطران كميل زيدان، عاونه راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر والمطران سمير مظلوم، بمشاركة وحضور المطرانين بولس مطر وسمير نصار، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات الأم ماري أنطوانيت سعادة، رئيسة المستشفى الأم هادية أبي شبلة وأعضاء مجلس الادارة، عائلة المطران زيدان الذي بعطية منه تم ترميم الكنيسة، إضافة الى أفراد من الطاقمين الطبي والتمريضي والموظفين والعاملين في المستشفى ولفيف من الكهنة والراهبات.
وكرس الراعي خلال الذبيحة الإلهية المذبح ومسحه بزيت الميرون المقدس وتقدمت عائلة المطران زيدان حاملة مستلزمات المذبح التي باركها البطريرك الراعي قبل تجهيزه.
وكان عرض لصور تظهر مراحل ترميم الكنيسة وتجديدها.
السبت 12 كانون الأول ديسمبر 2020 الوكالة الوطنية للإعلام