ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، قداس افتتاح حملة الصوم لكاريتاس لبنان، عاونه فيه المشرف على كاريتاس المطران ميشال عون، النائب البطريركي على صربا المطران بولس روحانا، رئيس كاريتاس الأب ميشال عبود، في حضور الوزير السابق سليم الصايغ، قائمقام كسروان – الفتوح جوزيف منصور، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، القنصل ايلي نصار، رئيس رابطات الأخويات المحامي جوزيف عازار وأعضاء مكتب ومجلس إدارة وهيئات الأقاليم وشبيبة كاريتاس.
وألقى الراعي عظة بعنوان “حول يسوع الماء الى خمر فائق الجودة”، قال فيها: “مع هذا الأحد يبدأ زمن الصوم الكبير، وهو الزمن المسيحاني الذي يجدد فيه الرب يسوع كل شيء من أجل سعادة الإنسان وفرح الجماعة. هذا ما جرى في عرس قانا الجليل، حيث “حول يسوع الماء إلى خمر فائق الجودة” (يو10:2)، فكانت فرحة العروسين، وسعادة المدعوين. وكان إظهار ألوهيته، وإيمان تلاميذه. والكل بوساطة إيمانية راجية من مريم أمه”.
أضاف: “وضعت الكنيسة زمن الصوم الكبير لغايات ثلاث: ترميم العلاقة مع الله بالصلاة والتأمل في كلامه الحي، وترميم العلاقة مع الذات بالصيام والتقشف والتوبة، وترميم العلاقة مع الإخوة بالصدقة وأعمال الرحمة تجاه الفقراء، والمصالحة وإزالة النزاعات. من أجل هذه الغايات تقام أسابيع الرياضة الروحية في الرعايا، وممارسة سر التوبة والاعتراف، وتقوم مبادرات فردية وجماعية لجمع المساعدات وتوزيعها على الإخوة والأخوات المحتاجين. وفي مقدمتها رابطة كاريتاس لبنان الحاضرة معنا في هذه الليتورجيا الإلهية، والتي نفتتح معها حملة التبرعات طيلة زمن الصوم الكبير بدءا من اليوم وحتى الأحد الذي يلي أحد القيامة، بموجب قرار من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، لكونها جهاز الكنائس الكاثوليكية الراعوي – الاجتماعي على كل الأراضي اللبنانية”.
وتابع: “وجهت رسالة الصوم الكبير عن هذه المواضيع، وهي بعنوان “الصوم جسر بين الدنح والفصح”. وتم توزيعها منذ أسبوعين على الأبرشيات والرهبانيات، وفيها بالإضافة إلى المفهوم اللاهوتي والروحي، توجيهات راعوية بشأن ممارسة الصيام والقطاعة”.
وقال: “يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، مفتتحين زمن الصوم الكبير، الزمن المسيحاني المقبول، وزمن التجدد الروحي بنعمة المسيح الفادي وعمل الروح القدس. ويطيب لي أن أرحب بكم جميعا، وأحييكم بعد عودتي من روما حيث ذكرناكم بالصلاة من قرب ضريحي القديسين الرسولين بطرس وبولس، وأحمل إليكم بركة قداسة البابا فرنسيس، الذي التقيناه مرتين: الأولى في اجتماع خاص مع أصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك، والثانية مع أعضاء مجمع التربية الكاثوليكية لمناسبة جمعيتها العمومية. وأود أن أوجه تحية خاصة إلى رابطة كاريتاس لبنان، إلى سيادة أخينا المطران ميشال عون، المشرف عليها من مجلس البطاركة والأساقفة، ورئيسها الذي ينهي عهده عزيزنا الأب بول كرم الذي نشكر له الست سنوات من الخدمة والتفاني، والى رئيسها الجديد عزيزنا الأب ميشال عبود الكرملي ابن كاريتاس لبنان الذي خدمها 16 سنة وتولى رئاسة اقليم عكار بمحبة وتفان. وأحيي أعضاء المكتب والمجلس والإدارة وهيئات الأقاليم وشبيبة كاريتاس وسائر المتطوعين الذين سيضحون بوقتهم وراحتهم للقيام بحملة جمع التبرعات على أبواب الكنائس وفي المدارس والجامعات والمؤسسات الخاصة والعامة وفي الساحات وعلى الطرقات، وأخص شبيبة كاريتاس التي تضحي بالكثير. وندعو إلى تسهيلها والمساهمة فيها ولو بفلس الأرملة، تعبيرا عن التضامن مع الإخوة الفقراء والمعوزين. ونحيي أيضا مجموعة الحجاج، كهنة وعلمانيين، الآتين من بولندا، وطن القديس البابا يوحنا بولس الثاني الذي آمن بلبنان ورسالته وهو يشفع به من سمائه. نرحب بهم في ما يقومون بزيارة تقوية إلى أرض القديس شربل والمزارات الدينية في لبنان ونتمنى لهم طيب الإقامة”.
أضاف: “إن حال الفقر المتزايد، والأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة، تقتضي منا جميعا أن نتضامن في خدمة المحبة لئلا يخور أحد في الطريق ويموت جوعا أو لانعدام إمكان شراء دواء. فبمقدار ما نساهم في حملة كاريتاس ولو بالقليل، تأتي البركة مضاعفة من جودة الله، متذكرين كيف أن الرب يسوع أشبع بخمسة أرغفة وسمكتين خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال. ورفعوا من الفضلات إثنتي عشرة قفة مملوءة (متى 14: 20-21)”.
وتابع: “لا بد من التذكير بالبرامج التي تحققها كاريتاس – لبنان، ونختصرها بتأمين مساعدات مادية فورية وغذائية للعائلات، الرعاية الصحية الأولية في مراكزها العشرة والعديد من عياداتها الجوالة، تعليم الأولاد ذوي الحاجات الخاصة في مراكزها الأربعة، دعم المدارس الرسمية من خلال توزيع مواد غذائية على الطلاب وتأمين الأدوات التعليمية والنقل والبرامج الصحية، دورات تدريبية على المعلوماتية لجميع أفراد المجتمع وإعطاء شهادة رسمية، استكشاف حاجات الأفراد والعائلات بواسطة مساعدات اجتماعيات والعمل على توفيرها بالإضافة إلى تأمين وجبات طعام ساخنة وتنظيم نشاطات ترفيهية للأطفال في أقاليم كاريتاس الستة والثلاثين، القيام بمشاريع تنموية في المناطق وتوفير فرص عمل بالتعاون مع البلديات، إن خدمة المحبة التي تؤديها كاريتاس – لبنان ومثيلاتها من المؤسسات الاجتماعية غير الحكومية والمبادرات الفردية والجماعية المتنوعة، لا تحل بحد ذاتها الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية، التي توجب على الدولة إيجاد السبل للخروج منها، ووضع البلاد على طريق الحل. الأنظار موجهة إلى الحكومة الجديدة التي تسلمت كرة النار بشجاعة، آملة بمؤازرة الجميع الوصول إلى خلاص مركب الوطن من الغرق. لذلك لا ينظر إلى الحكومة بموقف المتفرج والمشكك، بل بموقف المؤازر والمسؤول. كلنا مسؤولون عن كلنا”.
وختم الراعي: “أما مبادرات المحبة والتضامن والتكاتف، فتبقى ذات قيمة مادية ومعنوية وروحية. نسأل الله أن يباركها، من أجل مزيد من العطاء الذي به تتمجد محبة الله الواحد والثالوث”.
الاحد 23 شباط 2020 الوكالة الوطنية للإعلام