ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس “خميس الاسرار” في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، والقى عظة من وحي المناسبة قال فيها: “هذه الليتورجيا الالهية نحتفل بذكرى تأسيس سري القربان والكهنوت. فالرب يسوع في عشائه الفصحي الأخير بحسب عادة العهد القديم، ليلة آلامه وموته، أسس سر القربان، اذ اخذ الخبز وباركه وشكر وقال: “خذوا كلوا منه كلكم هذا هو جسدي يُبذل من أجلكم ومن أجل الكثيرين لمغفرة الخطايا”.
وأخذ كأس الخمر وبارك وشكر وقال :” خذوا اشربوا منه كلكم، هذا هو دمي للعهد الجديد، الذي يراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا”.
وأسس سر الكهنوت بشخص تلاميذه قائلا: “اصنعوا هذا لذكري حتى مجيئي”. انه بذلك وهب الكنيسة جسده ودمه ذبيحة فداء ووليمته لحياة العالم. وسلمها بالكهنوت خدمة محبته العظمى هذه. وأشار الى ان خدمة محبته تقتضي من الكهنة التفاني والبذل على مثاله. واعطى علامة لذلك اذ قام عن العشاء وغسل ارجل التلاميذ، كهنة العهد الجديد، علامة لغسل قلوبهم بنعمة محبته والفداء”.
أضاف: “اننا نهنىء الشعب المسيحي بهبة سر القربان وبحضور الرب يسوع الدائم ذبيحة تفتدي ووليمة تحيي، في كل قداس يقيمه كاهن الآن وهنا، ونهنىء الأساقفة والكهنة بعيد ميلادهم الكهنوتي. وفي هذا اليوم المعروف بخميس الأسرار يحتفل البطريرك بتبريك الميرون وزيوت المعمودية ومسحة المرضى. وبما ان الميرون هو علامة وحدة الكنيسة اذ يحتفل بتبريكه البطريرك مع الأساقفة والكهنة والمؤمنين. وهذا اصبح من الصعب بسبب الانتشار، تم الاتفاق على تبريكه اثناء انعقاد سينودوس الأساقفة المقدس. واليوم يبارك البطريرك مع مطارنة الكرسي البطريركي والأسرة البطريركية زيوت العماد ومسحة المرضى”.
وتابع: “وجرت العادة في هذه الليلة ان يُعرض القربان المقدس في الكنائس وان يزوره المؤمنون للعبادة في 7 كنائس، تذكارا للأسرار السبعة. اما الأساس، بحسب التقليد فهو ان السيدة العذراء بحثت عن يسوع بعد ان علمت باعتقاله، في سبعة اماكن ابتداء من مكان اعتقاله، مرورا بمجلس الكهنة، ودار بيلاطس وهيرودوس فبيلاطس من جديد، وصولا الى الجلجلة”.
وختم: “ونحن نحتفل بكل هذه الاسرار المقدسة، نقدم ذبيحة الشكر هذه ملتمسين من الرب يسوع، في هذا الظرف الصعب الذي تعيشه البشرية كلها بسبب وباء كورونا، ان يرحم جميع الناس ويشفي كل المصابين، ويحد من انتشاره. ونطلب من قدرته الالهية القضاء على هذا الوباء وان يعيد كل القلوب الى الله ويعيد الحياة الطبيعية والسليمة الى الكرة الارضية بأسرها”.
الخميس 9 نيسان 2020 الوكالة الوطنية للإعلام