رفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصلاة مساء اليوم، على نية استقلال لبنان، خلال ساعة السجود امام القربان المقدس التي اقامها في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي.
وفي تأمله الروحي عشية عيد الاستقلال قال الراعي: “بسجودنا اليوم امام القربان المقدس ليلة عيد استقلال لبنان، وفي الليلة التي يتوافد فيها المؤمنون الى عنايا للصلاة امام ضريح القديس شربل في الثاني والعشرين من كل شهر، نصلي ونسجد امام الرب يسوع على نية لبنان، لبنان المستقل اي لبنان صاحب قراره بنفسه. فالاستقلال وسيادة الدولة يكمّلان بعضهما، ومعروف ان الازمة التي نعيشها اليوم بالنسبة الى تأليف الحكومة هي مشكلة سيادة في القرار ومشكلة استقلال كامل”.
اضاف: “فسنة 1943 يوم كان الاستقلال الناجز وخروج كل الجيوش الاجنبية وبخاصة الجيش الفرنسي، كان الميثاق الوطني الذي قال لا للشرق ولا للغرب، يعني ان يكون لبنان غير مرتبط في قراره باي بلد، انما يكون سيد قراره، ولديه سيادته واستقلاليته، وهكذا انطلقت الدولة اللبنانية. ولكن مع الاسف ومع الوقت حصل الانحراف، وراح كل فريق يرتبط بدولة معينة وهذا ما عثر مسيرة لبنان”.
وتابع: “لذلك نحن نصلي من اجل ان يكون الاستقلال ناجزا بكل مفاهيمه وان تكون سيادة الوطن كاملة. نلتمس ذلك من امنا مريم العذراء وشفاعتها، نلتمسه من الرب يسوع الحاضر معنا في سر القربان والمكرم بكنائسنا كلها خاصة في لبنان، البلد الذي عاشت فيه المسيحية عمق مسيحيتها ونلتمش شفاعة مار شربل مع كل الناس الذين يتوجهون غدا الى عنايا. فكونوا على ثقة ان مار شربل والقديسين الجدد ابناء لبنان لن يتخلوا عنه وهذا ايماننا ورجاؤنا ولا يمكن ان يتركوا لبنان يسقط ولو كنا على وشك السقوط، فالمسيح لم يسقط فحسب انما مات وقام من الموت وهو قادر على انهاضنا من قعر الوادي”.
وختم الراعي: “نصلي من اجل استقلال لبنان الكامل وسيادته الكاملة كي يستمر بتأدية رسالته في الشرق وهو صاحب رسالة في هذا العالم. ان الصعوبات ستزيدنا محبة للبنان، وهذا ما نشهده ونشاهده في قلوب وعلى وجوه شبابنا وصبايانا الذين يقومون بالحراك المدني، ومطلبهم ان يسلم لبنان وان يستعيد قراره وقوته، وهذا ما يعطيهم القوة والفرح في تحركهم. لقد حضر الكثير من اللبنانيين من خارج لبنان لان هذا الحراك حرك محبة لبنان في قلوبهم، وقد رأوا في المتظاهرين وجه لبنان الحقيقي. نحن نصلي كي تستمر هذه الانتفاضة بشكل سلمي وحضاري وقوتها تكمن بمقدار ما هي سلمية وحضارية”.
الخميس 21 تشرين الثاني 2019 الوكالة الوطنية للإعلام