أشار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص في حديث لبرنامج “لبنان في أسبوع” مع ناتالي عيسى عبر “اذاعة لبنان” الى أن “موقف جعجع واضح من المبادرة الفرنسية منذ لحظة اعلانها من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. فبطبيعة الحال “القوات” داعمة للمبادرة الفرنسية وشاركت في الدعوتين للقاء مع ماكرون في قصر الصنوبر، وما خلق التساؤل اليوم هو تمايز “القوات” في المشاورات وتسميتها للسفير نواف سلام”.
أضاف: “إن الموقف القواتي يعبر عن إرادة أن يملك الشخص الذي نريد تكليفه مواصفات معينة، رأينا أنها موجودة عند سلام أكثر من أديب. لكن ذلك لا يعني أننا ضد المبادرة رغم أن تسميتنا لسلام كانت رسالة للكل أن لا شيء يجبرنا أن نمشي بجدول الاعمال المقرر أو أمر اليوم المفروض. فكنا خارج الاطار العام بتسمية الشخص، لكن لم نكن خارج الاطار العام بالولوج للحل، والدليل أننا اليوم ندعم المبادرة الفرنسية بكل أهدافها التي تتلخص بإجراء إصلاحات تأخرنا كثيرا بتحقيقها ووضع خطة اقتصادية مالية إنقاذية بالتنسيق مع المجتمع الدولي ممثلا بصندوق النقد، وبالتالي تكون الحكومة حكومة مهمة وإنقاذ”.
وقال: “لا نرى في المدى المنظور أي خشبة خلاص سوى إنجاح المبادرة الفرنسية”.
وتابع: “إننا على مدى 30 سنة من الممارسة السياسية على يد سلطة أوصلتنا الى الفقر والجوع لم نصل اليها في أيام الحروب”، مطالبا ب “محاسبتها والشروع في استرجاع الأموال المنهوبة”، متسائلا: “لماذا ترفض الانتخابات النيابية المبكرة لإسقاط التهمة عن الشعب بالإخفاق في اختيار ممثليه”.
واستغرب تصرف البعض القائم على التعطيل في تشكيل الحكومة رغم مد اليد من قبل الفرنسيين، متسائلا: “لماذا يرفضون هذه المبادرة بوضع العراقيل والشروط”.
وقال عقيص: “أستغرب أن يذهب الثنائي الشيعي بموقفه الى هذا الحد، في الوقت أن كل الفرقاء بمن فيهم حليفهم الأساسي “التيار الوطني الحر” يسهلون مهمة التأليف وسنتخلى عن الأعراف السائدة سابقا في تشكيل الحكومات”.
وعن تخوف الثنائي الشيعي من استغلال المبادرة لتكون جسر عبور لتصفية الحسابات وتحقيق مكاسب قال عقيص: “الامر ليس مطروحا، المطلوب اليوم تخليص شعبنا من مشاكله، ولاحقا نعود الى هذه الإشكاليات في الحصص والتسميات وغيرها…”
وعن العلاقة مع الحزب التقدمي الاشتراكي قال عقيص: “العلاقة تمر بطلعات ونزلات، وما يجمع القوات بوليد جنبلاط هو مصالحة الجبل، وهذا الرابط يعطي لهذه العلاقة طابعا مهما، ولكن القوات منذ فترة لم يعد لديها هاجس التحالفات والاتفاقات السياسية”.
وعن مسألة الاستقالة من المجلس النيابي وتراجع الاشتراكي في حينها، قال: “هذه الاستقالة كنا سنقدمها بكل سرور اذا كانت ستحقق الغاية منها، وهو التعجيل بالانتخابات المبكرة، وعلى هذا الأساس قدمت الكتائب الاستقالة من دون الرجوع إلينا، ونحن استشرنا الكتل الباقية وشارفنا على تحقيق ذلك، لكنهم تراجعوا وكنا أمام توجس اذا ما استقلنا ككتلة قوات من دون الباقين لن نذهب الى انتخابات، والدليل أن 8 نواب استقالوا ولا انتخابات في الأفق”.
وعن العلاقة مع “التيار الوطني الحر” والاشكال أمام مقر “التيار” قال: “نحن كقوات لبنانية مصرون على المصالحة بين كل اللبنانيين لما فيه خير هذا الوطن، ونتوحد تحت شرعية الدولة اللبنانية ونبني مؤسساتنا، وأن يكون لبنان متصالحا مع كل أطيافه، وما جرى أمام ميرنا الشالوحي نعتبره حادثا وطوي، وسنعمل من جهتنا، وآمل أن يحذو حذونا الفريق الآخر، بمنع تكراره ونعول على هيبة الدولة وأن تتحمل مسؤولياتها، ونقول إن عددا كبيرا من الملفات نلتقي عليها مع “التيار” مثل قانون الانتخاب واللامركزية الموسعة وغيرها… وخلال الأسبوع قدمنا قانونين شبه متطابقين في ما خص الانفجار وحماية المواطنين في المناطق المتضررة…”
وعبر عن “خيبة القوات من التيار الذي عقدت معه الاتفاق لاجتثاث الفساد ولم يحصل ذلك” معولا على “عودة التلاقي في هذا المضمار والخروج من ممارسات عمقت الفساد في الدولة”. ودعا الى “الابتعاد عن الصدامات والخصومات المسيحية المسيحية والى حين أن تصبح دولة مدنية، نشجع على إدارة الخلاف بشكل حضاري للحفاظ على الوجود الفاعل في هذا البلد”.
وتطرق عقيص الى حجم المآسي التي تمر على المواطنين، متطرقا الى أكثر من حادث خلال هذا الأسبوع، كمسألة اغتصاب فتاة وقتلها، ووفاة اللاعب محمد عطوي نتيجة رصاص طائش، وصدم فتاة أمام الجامعة في زحلة نتيجة عدم وجود جسر للمشاة. وفي هذا الاطار، أعلن عن مبادرة فردية سيقوم بها “بمناداة الخيرين والعمل على إقامة جسر للمشاة في هذه النقطة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية”، متأسفا أن لا تكون الدولة غائبة عن القيام بواجباتها تجاه المواطنين.
وقال: “نحن نخجل من ترداد معزوفة أن لا مال لصرفها على سلامتكم، فيجب التحرك من أجل تحقيق السلامة العامة إن من خلال تأمين جسور المشاة أو تأهيل طريق ضهر البيدر، وكلها مبادرات فردية”.
السبت 19 ايلول 2020 الوكالة الوطنية للإعلام