المطران عبد الساتر للرؤساء الثلاثة في عيد مار مارون: الاستقالة أشرف!

النهار – أكثر ما استوقف المراقبين في القداس الرسمي لمناسبة عيد القديس مارون في الكنيسة التي تحمل اسمه في الجميزة الترتيبات الأمنية البالغة التشدد التي اتخذت في وسط بيروت ومحيط الكنيسة، بحيث بدت المنطقة كأنّها منطقة عسكرية لمنع أي إمكان لتسلّل المتظاهرين الى مكان المناسبة. اذاً القداس أقيم تحت هاجس الثورة.

وكان وصل رئيس الجمهورية ميشال عون إلى كنيسة مار مارون في الجمّيزة، للمشاركة في قداس مار مارون، وسبقه وصول رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة حسان دياب، إلى شخصيات سياسية ودينية.

وألقى راعي أبرشية بيروت الماروني المطران بولس عبد الساتر عظة في المناسبة، قال فيها: “ما قيمة الانسان ان كانت حياته عقيمة والذي يأتي ويروح ولا يأتي ثمرا ولا يترك اثرا له سوى ذكر سيئ ومارون جاء ليعيش بهذا النهج”.

وتوجه الى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، قائلاً: “لاجلكم نصلي في صباح هذا العيد، حتى يكون ذكركم طيبا وحياتكم مثمرة. أيها السياسيون إننا ائتمناكم على أرواحنا ومستقبلنا، تذكروا أن السلطة خدمة. نريد ان نحيا حياة إنسانية كريمة وقد تعبنا من المماحكات العقيمة. نحن قلقون على مستقبل أولادنا لذا نريد مبادرات تبث الامل وخطابات تجمع وافعالا تبني، نريدكم قادة مسؤولين”.

وتابع: “ألا يحرك ضمائركم نحيب الام على ولدها الذي انتحر أمام ناظريها لعجزه عن تأمين حاجات اولاده. ألا يستحق عشرات الالوف من اللبنانيين الذين انتخبوكم أن تصلحوا الخلل في الاداء السياسي والاقتصادي والمالي، وأن تعملوا ليل نهار مع الثوار الحقيقيين على ايجاد ما يؤمن لكل مواطن عيشة كريم والا فالاستقالة اشرف. ماذا تنتظرون؟”.

وأضاف: “ليس زعيماً من يحسب الوطن ملكية له ولاولاده من بعده ويحتكر السلطة ويظلم من وثقوا به. الزعيم الاصيل هو الزعيم الوطني هو الذي يقاوم التوطين والتجنيس وهو الذي يختار الرحيل على ان يخذل شعبه او ان يسيىء اليه”.

ولم يسبق أن انفجر الحضور بالتصفيق لعظة مطران كما فعلوا في كنيسة القديس مارون بالتصفيق الحار للمطران بولس عبد الساتر لدى انتهائه من إلقاء عظته المهمة جداً، والتي وجّه فيها انتقادات لاذعة للسياسيين والمسؤولين والزعماء أمام الرؤساء الثلاثة مباشرة، وتحذيرات من الخطورة المتعاظمة للازمة.

وكان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الموجود في روما تضرّع الى الله في قداس عيد مار مارون، “من اجل لبنان لكي يخرجه من أزماته الخانقة السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية على يد ذوي الارادة الصالحة الذين يريدون حقا خلاص لبنان وخير شعبه”، وقال: “نصلي ايضا من أجل انتفاضة الشباب والشعب في المناطق اللبنانية كافة، بحيث تبقى انتفاضتهم شعلة موقدة، تخاطب ضمائر المسؤولين وتحاسبهم على واجباتهم الوطنية، وتقوم أعمالهم وتبقى حضارية في مطالبها ووسائلها واحترامها للمؤسسات الدستورية، فلا تتخطى حدودها، ولا تسمح بأن يندس الى صفوفها ذوو النيات السيئة الذين يعتدون ويشوهون بهاء وجهها”.

المصدر: موقع النهار
الاحد 9 شباط 2020

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *