نظمت مؤسسة “سلوم” الإنسانية بالتعاون مع مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة وجمعية “النهوض” للدراسات والتمكين، ندوة بعنوان “المياه هي الحياة”، بمشاركة وزير البيئة فادي جريصاتي، وحضور السفيرة السويسرية مونيكا شمتز كيرغوز، رئيس المؤسسة ابراهيم سلوم، السفير ايلي الترك، محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة ممثلا برئيس دائرة المحافظة رواد سلوم، رئيس مجلس ادارة مصلحة الابحاث العلمية الزراعية في تل عمارة الدكتور ميشال افرام، رئيس اتحاد بلديات البقاع الاوسط محمد البسط، رئيس اتحاد بلديات البحيرة يحيى ضاهر ورؤساء بلديات البقاع وعدد من الاكاديميين والفنيين البيئيين.
وشدد جريصاتي على أن “موضوع البيئة ليس محصورا بوزارة البيئة بل يطال كل الوزارات والدولة بدءا من المواطن الى البلديات الى المصانع وصولا الى الدولة التي نريد لها ان تستفيق من غيبوبتها المزمنة، واليوم بدأنا العمل والمحاسبة ستبدأ”. وقال: “المحاسبة والتوعية تبدآن من المواطن ومن يرمي ورقة وصولا الى البلدية التي يجب عليها عدم التحجج بالامكانات، الى المصانع التي عليها خلق صناعة نظيفة وسليمة ونحن بجانبها، ووزارة البيئة حاضرة للتعاون ومد يد المساعدة”.
وكان سلوم ألقى كلمة أشار فيها إلى أن “اجتماع اليوم في قلب سهل هو لنرفع الصوت لانقاذ الحياة في البقاع، فللأسف أن إهمال الدولة من جهة وأزمة النفايات ومشكلة النزوح والمخيمات العشوائية على ضفاف النهر وغياب البنى التحتية وقنوات الصرف الصحي ومحطات التكرير في القرى التي يمر النهر عبرها، حول شريان الحياة هذا إلى مصدر للموت والأمراض ورفع نسبة التلوث فيه إلى أرقام خيالية وحول النهر إلى كارثة وطنية”. لافتا إلى أن “أزمة نهر الليطاني تتطلب من الدولة وضع وتنفيذ الخطط الاستراتيجية التي تقود إلى إنعاش النهر مجددا وتأمين البنى التحتية الضرورية ومحطات التكرير لتمكين القرى والبلدات والمعامل والمصانع من تنقية مياهها الملوثة والصرف الصحي”.
واستغربت السفيرة السويسرية مشهد اطفال يسبحون بالمياه الملوثة، مشددة على أن “تبادل اللوم وتقاذف المسؤولية يؤدي الى زيادة المشكلة دون حلها”.
وعرض افرام لواقع مصلحة الابحاث وتوسعها جغرافيا، وتحدث عن “دور سلبي للزراعة في التلويث للمياه والانهر والتربة والمزروعات”، واستعرض نتائج فحوصات مخبرية عن معدلات التلوث في الخضار “التي تجاوزت عشرات ومئات الاضعاف من المعدل المسموح”.
واعتبر رئيس الجمعية نزيه خياط ان “الكارثة البيئية التي أصابت منطقة البقاع بنهرها واهلها تثبت أن العمل البلدي كان مقصرا علميا وعمليا عن التدخل لمعالجة الازمة، والاخطر ان البعض كان متواطئا مع المعتدين على المجرى”.
بعد الافتتاح، انطلقت ورش العمل بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين، منهم المستشارة البيئية التي تعنى بخريطة الطريق لمكافحة تلوث الليطاني الدكتورة منال مسلم، وكانت مداخلة لافرام تحدث فيها عن القطاع الزراعي وآثاره على البيئة، وتحدث كريم حداد عن التلوث الناتج من القطاع الصناعي ومشاكله وحلوله، وقدم المحاضر والباحث في علوم المياه في الجامعة اللبنانية الدكتور ناجي كعدي نتائج الفحوصات المخبرية عن نوعية المياه التي تعد كارثية وتستعمل في الري للزراعة. وكانت مداخلة للدكتور ايهاب جمعة تحدث فيها عن تردي نوعية المياه السطحية والجوفية، ثم كان عرض فيديو عن نهر الليطاني من تنفيذ المخرج ايلي برباري والاعلامية ندى الحوت. وخصصت الورشة الثانية لمداخلات البلديات تحدث فيها رئيس اتحاد بلديات البقاع الاوسط محمد البسط ورئيس اتحاد بلديات البحيرة يحيى ضاهر، وكانت مداخلات لصناعيين اشتكوا من الحملات التشهيرية مؤكدين التعاون لحل مشاكل التلوث.
السبت 09 آذار 2019