خاص bekaa.com
عندما تذكر مزارع اللقيس يتبادر إلى ذهنك فورا الصفيحة البعلبكية التي لا يمكن أن تتذوق مثلها خارج بعلبك. لكن قصة Lakkis Farm تكاد تكون أعمق من ذلك، فهي مثال عن المؤسسات العائلية التي بدأت باستثمار صغير ما لبث أن نما وأصبح من الصناعات عالية الجودة في مجال الألبان والأجبان واللحوم في لبنان.
وما يميز هذا النجاح سلسلة المشاريع التي لم تتوقف منذ تسعة عشر عاما. منها ما نفّذ ومنها ما هو قيد التنفيذ. وتوظف مزارع اللقيس اليوم أكثر من 300 شخصا من أبناء المنطقة بين عاملين وموظفين ومهندسين من خريجي الجامعات. هذا الاستثمار لا يعود بالفائدة فقط لأصحابه وإنما يدعم عائلات كثيرة في قضاءي زحلة شتورة وبعلبك ويساهم في منع نزوحها خارج البقاع، فضلا عن دعم الإقتصاد المحلي للمنطقة.
كان ل Bekaa.com جولة في المزرعة الرئيسية في حوش تل صفية-بعلبك حيث رافقتنا المديرة العامة لارا اللقيس في الجولة على مصنع الألبان والأجبان والمختبرات ومزرعة المواشي. منذ اللحظة الأولى لفت انتباهنا إحترام معايير النظافة بشكل صارم. في الخارج حدائق وطرقات نظيفة وروائح ذكية. أما مراعي المواشي وأماكن حلب البقر فمرتّبة ونظيفة بالكامل.
يُمنع الدخول إلى مصنع الألبان والأجبان وغرف التوضيب والتبريد والتخزين الخاضعة للتعقيم من دون اللباس المخصص لذلك.
تقول لارا لقيس المهندسة في الصناعات الغذائية من جامعة القديس يوسف: “بدأ كل شيء من مزرعة صغيرة، عندما قرّر والدي مهيب الذي كان يعمل في أفريقيا العودة إلى بعلبك عام 2000 فانتقل الى صاحب معمل تقليدي صغير للألبان والأجبان، وافتتح أيضا محلا صغيرا في دورس-بعلبك لبيع هذه المنتجات وكان يقع بالقرب من الموقع الحالي. ما إن راجت تجارة الألبان، حتى وسّع عمله إلى بيع اللحوم أيضا، فأسس مسلخا عام 2005 ما لبث في السنوات التالية أن أصبح المسلخ الآلي (الأوتوماتيكي) الأول في لبنان المجهّز بأحدث المعدات.
بعد عامين، ونظرًا للنجاح التجاري وارتفاع الطلب على المنتجات، بدأت مزارع اللقيس عام 2005 نشاطها الخاص في سوق الطعام وقدّمت قائمة غنية من المأكولات في مطعمها في دورس حيث اشتهرت وما تزال بلحومها الطازجة ومعجناتها واطباقها على أنواعها.
تتابع لارا: “مزارع اللقيس تستخدم لحم العجل ذا النوعية الأفضل. ولذلك فأسعارنا ليست مرتفعة مقارنة مع النوعية التي نقدمها. كذلك فكل المكونات المستعملة هي من مزروعاتنا العضوية. علماً أن بعلبك تتوقف بمعظمها عن تقديم الصفيحة بعد الساعة الثانية أو الثالثة من بعد الظهر، فكنا من الأوائل الذين قدمنا الصفيحة طوال اليوم.”
نمت أحلام مهيب اللقيس جنبا إلى جنب مع نجاحه السريع في توسيع دائرة الأعمال فقرر عام 2012 الإستفادة من التكنولوجيا الجديدة في صناعة الألبان والأجبان. ولهذه الغاية، جهّز مصنعاً أوتوماتيكيا بالكامل على مساحة 1100 متر مربع في حوش تل صفية يتوافق مع معايير LIBNOR (مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية) . ويحتوي المصنع على مختبرات علمية لضمان جودة المنتوجات وفحصها باستمرار وكذلك لاختبار أساليب جديدة.
تقدم مزارع اللقيس اليوم مجموعة واسعة من منتجات الألبان والأجبان.
وفيما افتتحت عام 2013 مطعما ثانيا في زحلة، حصلت مزارع اللقيس عام 2015 على شهادة ISO 22000 لصناعة الألبان والأجبان وتعتبر من القلائل الحائزين على هذه الشهادة بالتعاون مع وكالة التنمية الامريكية USAID. وحصلت كذلك على شهادة HACCP في وقت توسعت سلسلة المطاعم الى شتورة عام 2018.
ومن يدري إلى أين سيتمدد اللقيس بعد ذلك! الخطوة التالية التي تدرسها العائلة قد تكون توسيع نطاق العمل عبر إطلاق حق الإمتياز Franchise خارج البقاع، بالإضافة إلى توسيع دائرة المنتجات لتشمل المونة اللبنانية و التركيز على الزراعات العضوية.
فكتوريا موسى BEKAA.COM