وفيق الهواري – جنوبية – تساءل الكثيرون عن الفتاة التي انتشرت صورتها في تظاهرة شعبية أوائل أيام الانتفاضة عند ساحة إيليا في صيدا وهي تصرخ ثورة… ثورة. كانت تعابير الوجه تعبّر عن تصميم الشباب على المعارضة وصولاً إلى التغيير. من هي تلك الفتاة؟ إنها ليلى لمع ابنة الرابعة عشرة من العمر تدرس في ثانوية القلعة في صيدا في الصف التاسع. تبتسم عندما نسألها، منذ متى تشاركين في الانتفاضة، وتجيب: لم أستطع المشاركة ليل 17 تشرين الأول، والدتي منعتني بحجة الدروس، لكنها تركتني في المنزل وذهبت هي للمشاركة في التظاهرة. لكنني ومنذ 18 تشرين الأول وأنا أواظب على المشاركة بكل النشاطات.
القرار بالمشاركة
تصمت لحظات قبل أن تكمل حديثها: كنت أتساءل ماذا سأفعل بعد المرحلة الثانوية، معظم الجامعات تتبع أحزاب السلطة وأولها جامعتنا الوطنية، أي الجامعة اللبنانية. لذلك شعرت بضرورة تغيير الواقع فقررت المشاركة في الانتفاضة.
حراك طلاب صيدا
وعن حركتها كطالبة، توضح: بداية شاركنا كأفراد ثم بدأنا نجمع بعضنا كطلاب من مدارس مختلفة ونظمنا أنفسنا في حراك طلاب صيدا. إننا نتشارك حالياً في تعزيز الوعي بمصالحنا كطلاب ومعرفة ما يدور حولنا. تنظر لمن حولها وتقول: ألاحظ أن عدد المشاركين صار أقل من البداية، هناك ناس تعبت من المشاركة، هناك ناس كانت تشارك مع أفراد العائلة والآن فرد واحد يشارك عن العائلة كلها.
ماذا عن المستقبل؟
حتماً سنكمل الطريق، ونكمل الانتفاضة، أيامنا لم تذهب سدى وعلينا أن نكمل كي نحقق كل ما نريد. أكيد كل إنسان لديه أحلامه، أنا أحلم أن أعيش في مكان آمن لا فساد فيه، الناس فيه أفراد أحرار لا يلتحقون بأي زعيم وأستطيع أن أنتسب إلى أي جامعة أريد بدون واسطة من هذا الطرف السياسي أو ذاك وأحلم بتغيير المناهج التربوية وآلية التعليم.
التاريخ المزيّف
تسأل ليلى: هل تعرف ما هو أكثر شيء يزعجني: إنه كتاب التاريخ. أسمع عائلتي يتحدثون عن الحرب الأهلية، والدي ووالدتي يتحدثان عن الحروب الأهلية المستمرة، لكن في كتب التاريخ لا أحد يتحدث عنها، وكأنهم يريدون أن نعيد الحرب بسبب تجاهلهم الحديث عنها.
حلم ليلى
عندما أكبر، وإذا لم يحصل أي تغيير حتماً لن أنتخب أحداً من النواب الموجودين، إنهم ينهبون ويسرقون البلد منذ 30 عاماً ويريدون الاستمرار بذلك، فكيف أنتخبهم؟ وماذا عن الطلاب وكيف تراهم ليلى: توضح قائلة: إنني أعيش مع طلاب من فئات مختلفة، بعضهم لا ينتمي لشيء، وبعضهم ينتمي للوطن، وبعضهم ملتحق طائفياً وأعتقد أن ذلك بسبب الأهل الذين لا يريدون الخروج من الموقع الطائفي.
وماذا تقول ليلى للناس؟ تضحك قبل أن تجيب: أقول للناس الذين ما زالوا في منازلهم، ما تنتظرون للخروج إلى الشارع؟ السلطة تعيد إنتاج نفسها، الحكومة الجديدة تتبع نفس أحزاب السلطة، حتى لو حازت على ثقة النواب فإن الشارع لن يمنحها الثقة، علينا التحرك من أجل مطالبنا.
المصدر: موقع جنوبية
السبت 15 شباط 2020