استذكر قسم المجدل الكتائبي الفنان الراحل نصري شمس الدين، باحتفال فني وإعلامي شهده أنطش مار يوحنا مرقس في جبيل، في حضور نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ ممثلا رئيس الحزب، رئيسة بلدية بكفيا المحيدثة نيكول الجميل، رئيس بلدية المجدل سمير عساكر، رئيس إقليم جبيل الكتائبي رستم صعيبي، رئيس قسم المجدل ايلي عساكر، نقيب الممثلين نعمة بدوي ونقيب الفنانين المحترفين جهاد الاطرش، وحشد من الفاعليات البلدية، الإختيارية، الدينية، الإعلامية والفنية، وقدمت الحفل الإعلامية جويل عرموني.
بداية النشيد الوطني ونشيد الكتائب، فكلمة إيلي عساكر الذي شدد على “ضرورة أن نتذكر العظماء ونصري شمس الدين عظيم ترك لنا إرثا كبيرا وقيما تربينا عليها”، مؤكدا أن “الوطن الذي رسمه الأخوان رحباني وفيروز ونصري سيبقى حلمنا الذي نسعى لتحقيقه، وهذه المدرسة العظيمة هي القادرة اليوم على قيادة ثورة الشعب اللبناني”.
ومن ثم كانت كلمة لمصطفى نصري شمس الدين الذي شكر حزب الكتائب على لفتته، وتوجه بسؤال الى المسؤولين اليوم قائلا: “اذا استشهد لبنان اليوم ماذا تقولون لشهدائكم؟” مضيفا “إن من جرح لبنان اليوم سيتألم غدا، ولكن لبنان محروس من دون نواطير ونحن سنبقى”. وختم: “من يستمع للخارج سيبقى مرهونا له”.
وتحدثت الفنانة رونزا عن تجربتها الشخصية في مسرح الأخوين رحباني ووقوفها أمام نصري شمس الدين في مسرحية “الشخص” واصفة صوته ب”المياه التي تنساب من الصخر القاسي”.
أضافت: “إن نصري شمس الدين لم يكن يهتم بالدور وهو الذي أدى كل الأدوار بنجاح كبير فكان الملك والبوياجي وفخر الدين وفي كل هذه الأدوار كان يوصل الرسالة بدقتها وجماليتها”.
بدوره رحب الأطرش بالمبدعين وبالنقيب بدوي شاكرا للكتائب هذا التكريم “لأنه تكريم لنا جميعا”، وتحدث عن إنسانية نصري شمس الدين وقيمه التي ربى عليها عائلته.
وأضاف: “نحن اليوم نبحث في وعينا عن وطن الرحابنة وكل المبدعين وما زلنا نبحث عن لبنان الأخضر”.
واستذكر تاريخ لبنان الحضاري الذي انطلق من جبيل وبصوت نصري شمس الدين في مسرحية فخر الدين. وشدد على أننا “سنظل نعمل ونروي بالدماء أرض لبنان ولن نستسلم لأنه من غير المسموح لنا الإستسلام”.
كلمة مهرجانات بعلبك الدولية ألقاها مدير المهرجانات غي يزبك الذي استهل كلامه بالحديث عن تاريخية مهرجانات بعلبك الدولية، لافتا إلى أهمية هذه المهرجانات التي فتحت أبوابها للكبار وللمواهب ومنهم نصري شمس الدين، كما وجه التحية الى بعلبك وأهلها التي لا زالت تربي أجيالها على أعمال وصوت نصري شمس الدين.
ونوه يزبك بما يقوم به حزب الكتائب اليوم من تكريم لهذا الكبير “علما أنني لا أتعاطى السياسة ولم أنتخب في حياتي إنما أصدق النائب سامي الجميل عندما أسمعه”.
كلمة حزب الكتائب ألقاها الصايغ الذي لفت إلى عظمة الفن والفنانين، وهنأ منظمي هذا الإحتفال، مشددا على أن “الإستسلام ليس قدرا إنما الصمود والمقاومة وتحدي الخطر هو الحتمية الحقيقية التي نؤمن بها”.
وتوجه الى الحضور، بالقول: “أطلب منكم أن تعلموا أبناءكم مدرسة نصري وأغنياته لكي يتعلموا حب لبنان والهوية اللبنانية التي من أجلها قدمنا وما زلنا نقدم الغالي والرخيص”.
كما، توجه الى الفنانين، قائلا: “أنتم مع نصري شمس الدين علمتمونا فن اللاممكن وذهبتم الى الإبداع وتخطيتم الواقع اليومي وبالتالي أنتم من حمل لبنان والإنسان اللبناني الى العالمية وأدخلتم الى الإنسان اللبناني معنى وأهمية وجوده في هذه الأرض”.
وتابع: “من واجباتكم الوطنية اليوم أن تنشدوا أكثر وتؤلفوا أكثر وتبدعوا أكثر، في وقت ينهار الآخرون يوما بعد يوم، في انحطاط لم نر مثيلا له في لبنان. وأنتم تعرفون جيدا أن من يتربعون اليوم على عروشهم فإن عروشهم وهمية ومن سيبقى في النهاية هي عروشكم أنتم”.
وختم متوجها الى السياسيين: “إذا كنتم تعتقدون أن الخوف من الآخر هو أفيون الشعوب وكل يوم تخترعون راجحا جديدا في السياسة لكي يبقى الإنسان اللبناني مسجونا في القمقم، عليكم أن تدركوا أن هذا القمقم انكسر في 17 تشرين والعملاق اللبناني أصبح حرا وهو اليوم يغني أغاني الحرية التي أنشدها نصري في مسرح الأخوين الرحباني، والخطر الحقيقي اليوم هو على الذي يستعمل قضية الشعوب لاستعبادها، ولكن لهؤلاء نقول اذا لم يعجبكم الشعب فهاجروا أنتم”.
وفي الختام، قدمت الكتائب درعا تذكارية الى عائلة الراحل التي بدورها قدمت درعا مماثلة عربون شكر الى حزب الكتائب. وتخلل الاحتفال عرض فيلم وثائقي يلخص مسيرة شمس الدين والكبار الذين مروا على مسرح الأخوين الرحباني.
والفنان الراحل نصري شمس الدين من مواليد بلدة جون (الشوف) في 27 حزيران 1927 توفي في 18 آذار 1983.
السبت 15 شباط 2020 الوكالة الوطنية للإعلام