أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن “هناك جملة شروط من البنك الدولي لتخفيض الانفاق وهذا ضروري، ابتداءً من رواتب الوزراء والنواب والمستحقات الوهمية لبعض الجمعيات والمباني المستأجرة من الدولة وإعادة النظر بالتدبير رقم 3، وإذا كان من ظلم فإن الظلم الآتي سيكون أكبر إذا ما انهارت الليرة”.
جنبلاط وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية مع الإعلامية ريما خداج ضمن برنامج “حوار مع الأنباء” قال: “يجب إيقاف المال الذي يذهب هدراً، فعلى سبيل المثال أنا استقلت من الندوة البرلمانية، ولي تعويض لمدى الحياة يبلغ ستة آلاف دولار شهرياً، وهذا أحد أسباب الهدر، وكذلك الأمر في الضمان، وعلاوات التعليم في الجامعات الخاصة لبعض الأمنيين، فلدينا الجامعة اللبنانية، وكذلك الملحقين العسكريين، حيث نحن بحاجة لملحق عسكري واحد في الدولة التي تعطينا السلاح أي الولايات المتحدة، فلا لزوم لملحق عسكري في مصر أو تركيا، كما علينا إغلاق بعض السفارات، وتوحيد سلسلة الرتب والرواتب بين المصرف المركزي ومجلس الإنماء والاعمار”.
وحول خطة الكهرباء قال جنبلاط أن “الحريري غير مستعد للدخول بخطة كهرباء عليها خلافات سياسية واتفق على هذا الأمر مع البنك الدولي”.
أضاف: “لا بد من الخروج من قضية البواخر، وإصلاح الشبكات، وتعيين هيئة ناظمة ومجلس إدارة، إذ لا يمكن أن تبقى الكهرباء بيد الوزير حتى لو كان هناك خصخصة يجب أن يبقى للدولة حصتها”.
وأشار إلى أن “ما يعرقل استيراد الغاز هي حروب المصالح في الداخل والتي تنسحب على النفط والكهرباء والاتصالات”.
وعن عرض إيران للمساعدة قال جنبلاط: “المساعدة الإيرانية لا يمكن ترجمتها، وخير إيران فائض بالصواريخ، يكفي”.
وحول محاربة الفساد أكد جنبلاط أنها “لا تكون إلا من خلال القضاء”، مشدداً على ضرورة تعزيز إدارة المناقصات.
ولفت إلى “أهمية الحد من تكاثر الجامعات الخاصة التي تعيث بالعلم فساداً، وتخرّج انصاف متعلمين وتدفع بهم إلى البطالة”، معتبرا أنه يجب التركيز على التعليم المهني.
وعن ما يسمى إنتصار للنظام في سورية قال: “هل يسمى انتصاراً لمن قتل وهجّر نصف شعبه؟”، معتبراً أن “هذا النظام يجب أن يتنحى”.
وأكد أن “النظام هو سبب المشاكل، والكذبة الكبرى هي الممانعة، فكل التنظيمات الإرهابية هي صنيعة هذا النظام، فقبل ان تأتي التنظيمات الإرهابية كان لديه عدة تنظيمات إرهابية مثل كارلوس وأحمد جبريل، وهو نفسه ماذا فعل بنا في لبنان؟ قتل كمال جنبلاط ورفيق الحريري ورياض طه وسليم اللوزي وآخرين”، مضيفاً “سيأتي يوم ويحاسب هذا النظام على جرائمه”.
وعن قداس “التوبة والغفران” قال جنبلاط: “منطق الاستقواء إنتهى، والكلام الذي صدر في القداس كنا بغنى عنه”. وتوجه إلى الوزير جبران باسيل بالقول: “أنت أتيت لتحييّ شهدائك، لكن نحن لدينا أيضا شهداء، ليس مطلوباً فتح الجراح الماضية من حرب 1860 التي كانت حرب محاور”، مؤكداً أن “كلام باسيل لم يلق أي استحسان عند الدروز”. أضاف: “للتذكير حرب الجبل بدأت مع القوات وانكفأوا، ودخلنا في مرحلة التهجير، ثم استمرت الحرب منذ العام 1983 حتى العام 1989 مع الجيش الذي كانت قيادته مع ميشال عون، فكان عليه التذكر (جبران) لا أن يعطينا دروساً في التوبة وهو كان أساس في القتال”.
وأضاف جنبلاط: “إذا بدك التوبة والغفران فيجب أن تشمل فريقك أيضاً”.
ورداً على موقف وزير المهجرين عن “خوف” المسيحيين من النوم ليلا في الجبل، سأل جنبلاط “التيار الوطني الحر” إذا “كان يقبل بهذا الكلام”، مضيفاً “ليس بهذه الطريقة تتم المصالحة، وليس بهذه الطريقة يخاطب المجتمع في الجبل، فلنتكلم بهدوء وليس على طريقة زياد أسود وغيره، اسلوبهم غير موّفق”.
وفي معرض حديثه عن علاقته بالرئيس عون أكد انه ليس نادماً على انتخابه، إنما المطلوب التركيز على الاصلاح والاقتصاد، وعلاقتي جيدة معه.
واستذكر جنبلاط البطريرك صفير والنائب الراحل سمير فرنجية وفارس سعيد وقرنة شهوان التي كانت مدماكاً للانطلاق لتحرير لبنان، مذكراً أنه زار ستريدا جعجع في يسوع الملك وميشال عون في فرنسا.
وعن رسالته للمسيحيين في كل لبنان، قال جنبلاط: “كلنا موجودون، ونحن شعب واحد، فكفى هواجس ولنركز على الإنماء”.
ورداً على سؤال حول الإنماء، أشار جنبلاط إلى أنه “في الماضي تم اقتراح إنشاء مدينة تكنولوجية في الدامور ولكن اتهمنا بأننا نريد توطين الفلسطينيين فيها”. ونفى جنبلاط الاتهامات التي توجه اليه باشتراطه لاقامة مشاريع انمائية الحصول على 51 % من اي مشروع، مشيرا الى المشاريع الناجحة في الجبل والتي لا شراكة له فيها. وعن المجمع التجاري الذي كان احد اصحاب الرساميل ينوي اقامته عند دوار بعقلين قال جنبلاط المشروع توقف بسبب افلاس صاحبه
وعن ملف النازحين وزيارة موسكو، قال أن “أفضل ما خرج عن ملف عودة النازحين هو بيان موسكو أن لا إعمار قبل العودة.
وعن سبب إصراره على العودة الآمنة، أجاب جنبلاط: “حالياً، يقدمون لوائح والنظام يختار”.
ورداً على سؤال حول التخوف من التوطين، قال جنبلاط: “هذا السوري لم يأت إلى لبنان لولا التدمير هناك وآنذاك طلبنا بإنشاء مخيمات لكن الحساسيات المذهبية رفضت هذا الخيار”.
واستغرب جنبلاط استبعاد الوزير صالح الغريب عن زيارة موسكو بعد انتقاد الحريري لعدم اصطحابه إلى بروكسل.
وجواباً على سؤال حول موقف النظام السوري الذي لا يميز بين مواطن وآخر، استشهد جنبلاط بتقرير المصوّر سيزار الذي يلتقط الصور للذين يتعرضون للتعذيب والقتل قائلا: “هم لا يميزون ولا يفرقون”.
وعما يحكى عن خوف من وصاية دولية على لبنان في حال إنهار إقتصادياً ومالياً قال جنبلاط: “لا وصاية، بل هناك نصائح فقط، وما يهمني نصائح البنك الدولي”.
واكد رفضه العودة للتعاون مع النظام السوري حتى لو بقي لوحده، رافضا مقولة ان النظام السوري اعطاه المجد، قائلا المجد اتى من الشهداء.
وانتقد جنبلاط القمم العربية التي لا تتابع بعدها القرارات، مشيرا الى الضعف العربي والانقسام الذي اوصلنا الى هذا الوضع. منوها بالتحول الذي يمر به العالم العربي واصفا اياه بالممتاز. واستغرب “غرام” الرئيس التونسي ببشار الاسد.
وعن خيار لبنان بين المقاومة والاقتصاد (نظرية هانوي أوهونغ كونغ التي طرحها عام 2000) قال جنبلاط نحن نريد استكمال البحث في الخطة الدفاعية، حيث لا يمكن بقاء قرار الحرب والسلم خارج الدولة، فالمطلوب انضمام فصائل حزب الله الى الجيش اللبناني بموافقة ايرانية، مضيفا انه اذا انضمت المقاومة الى الجيش يصبح الاخير قويا ولديه ضمانة ومتانة وحصانة للدفاع عن الجنوب ويصبح لدينا اقتصاد وهكذا تتردد اسرائيل بالإعتداء.
وحول الفساد في القضاء قال لا خيمة فوق رأس احد حتى لو كان المرتكب من حزبنا.
وعن التعيينات اكد انه ماض في تسمية فادي فليحان لمنصب نائب حاكم مصرف لبنان.
موقع الأنباء 2 نيسان 2019