لقاء للتيار الوطني في روما حول أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط

روما – طلال خريس – الوكالة الوطنية للإعلام –
نظم التيار الوطني الحر في روما أمس لقاء حاشدا حول أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط.

شارك في اللقاء سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الياس الخازن، قاضي المحكمة الدينية في الفاتيكان المونسينيور عبدو يعقوب، نائب رئيس جمعية “مسيحيو الشرق في خطر” ايلي حداد، وحضره الملحق العسكري في السفارة اللبنانية العميد غسان فاضل، مدير شركة الميدل ايست في روما الأستاذ مروان عطالله، ولفيف من رجال الدين وعدد من الأصدقاء مسلمين ومسيحيين.

وألقى ممثل التيار الوطني في ايطاليا اندريه شكرجي كلمة قال فيها: “في منطقة تشوبها الصراعات، يتعرض فيها المسيحيون، ومنذ قرن تقريبا، لشتى أنواع الاضطهاد، وفي بعض الأحيان حرمانهم من ممارسة طقوسهم الدينية. وقد أصبح الوضع أكثر مأساويا بعد حلول ما يسمى بالربيع العربي الذي لم يضعف المسيحيين ويهجرهم فحسب بل أضعف المسلمين بسبب انتشار الفكر التكفيري المتطرف. وفي بعض البلدان التي اجتاحها الإرهاب تقلص عدد المسيحيين من مليونين الى 200 الف نسمة.

وركزت الكلمات التي ألقيت على أن لبنان ما يزال بلدا للعيش المشترك رغم كل ما يدور حوله من حروب ونزاعات مسلحة، وهو قادر على حل أي خلاف عبر المفاوضات والحوار، لأن لبنان وبالرغم من صغر حجمه الجغرافي، يتميز بوعيه الديني والتسامح، ما يجعله مركزا للحوارات لحل النزاعات حول العالم بخاصة تلك التي تواجه نزاعات بين الطوائف. فلبنان ممكن أن يتحول إلى مساحة للحوار بين الحضارات والثقافات”.

وطالب المتحدثون بإعلان لبنان مركزا دوليا ومختبرا عالميا للحوار بين الأديان. فلبنان أكثر من مجرد بلد، هو رسالة حرية ونموذج للتعددية ومساحة مميزة للحوار والتعايش بين مختلف الثقافات والأعراق والأديان، رغم الاضطهاد الذي عانى منه المسيحييون ولاسيما الأرمن الذين تعرضوا لابشع مجزرة، وقد اختار المسيحيون فيه النظام العادل المتعدد الذي لا يعيش إلا بالحوار، بمعنى قبول التعدد والاختلاف.

كما أكدوا أهمية العمل من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق وبخاصة في لبنان ليبقى بلد الرسالة.

وخلص المجتمعون الى أن حروب هذا القرن في العراق وسوريا وظهور تنظيم الدولة الإسلامية جعل مستقبل المسيحيين في مهب الريح. ومعاناتهم في الشرق هي معاناة المسلمين الذين يواجهون التطرف الديني، وشددوا على ان المسيحيين يرفضون أضعاف اي طرف من مكونات الشرق الأوسط وهم رواد في الحياة الثقافية والفكرية والإبداعية، ويستمرون في تنفيذ رسالتهم المقدسة في الشرق العربي.

وقدم سمعان داوود شهادته حول ما تعرض له المسيحيون في سوريا، وقال: “تغيرت اشياء كثيرة، ضرب العيش المشترك في أرض الأديان السماوية، قررت أن أرحل عن سوريتي، لكن في وطني منزلا سأعود اليه ولا اعرف اذا كان أولادي سيعودون ايضا”.

وتحدث الخازن عن دور لبنان والمسيحيين فيه في حماية الآقليات والتواصل من زمن طويل مع الكرسي الرسولي. 

وصرح في نهاية اللقاء للوكالة الوطنية للإعلام: “بالفعل تكلل اللقاء بنجاح، الحضور كان مميزا جدا، ضم شخصيات معنية بالشؤون الدينية والسياسية، الأمر الذي يشجعنا على القيام بمزيد من المبادرات. موقف الغرب من المسيحيين يجب ألا يكون موسميا يدين فيه الاعتداءات على الآقليات بل أن تكون لديه رؤية استراتيجية لتجنب ويلات جديدة تواجهها تلك الأقليات كما حدث في سوريا والعراق ومصر. ” 

السبت 01 حزيران 2019

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *