باستوري للوطنية: قريباً عدد البدينين يفوق عدد الجائعين!

روما – طلال خريس – الوكالة الوطنية للاعلام
أكد الطبيب المتخصص في مجال الغذاء البروفيسور رلفايلي باستوري لـ”الوكالة الوطنية للإعلام” عن موضوع البدانة الذي حذر منه المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) غرازيانو دا سيلفا أن “أكثر من ملياري شخص يعانون زيادة الوزن. وثلث هؤلاء (أي أكثر من 670 مليون شخص) يعانون من البدانة، وهي الحالة المرتبطة بشكل كبير بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وبعض أشكال السرطان”.

وأكد أن “عدد الأشخاص الذين يعانون البدانة في العالم ستفوق في وقت قريب جدا أعداد من يعانون الجوع، والذين بلغ عددهم 821 مليون شخص عام 2018″، لافتا أنه “في حين يرتبط الجوع بشكل أساسي بالمناطق المتضررة من النزاعات أو تأثيرات التغير المناخي، فإن البدانة منتشرة في كل مكان بحيث أننا نشهد عولمة للبدانة”.

وختم: “ثمانية دول من بين 20 دولة تسجل أسرع ارتفاع في أعداد البالغين الذين يعانون البدانة توجد في أفريقيا، كما أن 38 مليون طفل يعانون زيادة الوزن تقل أعمارهم عن خمسة أعوام، نحو نصفهم في آسيا. وعالميا تنطوي هذه المشكلة على كلفة باهظة تقدر بنحو ترليوني دولار سنويا من الرعاية الصحية والإنتاجية الضائعة”.

دا سيلفا
وكان دا سيلفا حذر من “عولمة البدانة”، داعيا وزراء الزراعة في مجموعة العشرين إلى “وضع قوانين لضمان اتباع أنماط غذائية صحية وتشجيع الأنظمة الغذائية التي تضمن إنتاج أغذية صحية ومغذية للجميع”، متمنيا ان “تعالج مشاكل الجوع والبدانة والتغير المناخي المرتبطة ببعضها”.

إشارة إلى أن دا سيلفا قد طالب مرارا الأسرة الدولية بأن “تسن قوانين وتضع معايير لإحداث تحول في الأنظمة الغذائية لتوفير الغذاء الصحي والمغذي للجميع بطرق مستدامة”. وهو أطلق الدعوة نفسها خلال اجتماع وزراء زراعة دول مجموعة العشرين الذي انعقد في نيجاتا في اليابان لمناقشة أولويات الاستثمار في تطوير الزراعة المستدامة.

وأكد في النداء الذي وجهه أن “الجوع هو أسوأ أشكال سوء التغذية وتجب معالجته، ولكن علينا أن نضع في اعتبارنا أن أشكالا أخرى من سوء التغذية مثل البدانة، تتسبب كذلك في اضرار متزايدة وخطيرة على صحة البشر. إن مواجهة هذه المشكلة لن يصبح ممكنا إلا من خلال الشراكة بين القطاعين الخاص والعام”، موضحا أن “السبب الرئيسي في زيادة انتشار البدانة وزيادة الوزن هو عدم قدرة الأنظمة الغذائية على توفير أنماط غذائية صحية”.

وخلص إلى أن “النظم الغذائية الحالية تخفق في توفير الغذاء الصحي والمغذيات الضرورية لضمان حياة صحية للناس. فهي غير موجهة لإنتاج الغذاء الصحي بل فقط لإنتاج الغذاء، ونتيجة لذلك فالناس يتناولون الأغذية غير الصحية بشكل متزايد. وفيما نناقش كيف يمكن للزراعة أن تسهم في التنمية المستدامة، علينا أن نضع في الاعتبار تحديات الغذاء التي يواجهها البشر في وقتنا الحالي بما في ذلك تحسين نوعية الغذاء”.

الثلاثاء 14 أيار 2019

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *