روما – طلال خريس – الوكالة الوطنية للإعلام –
زارت بعثة من الصحافة الأجنبية في إيطاليا، تضم خمسة عشرة وسيلة إعلامية من اصل 430 بينها الوكالة الوطنية للاعلام، أقدم مدن العالم مدينة الكهوف ماتيرا Matera الايطالية، لمناسبة إعلانها عاصمة الثقافة الأوروبية، بدعوة من بلدية ماتيرا (400 كلم من روما) ولجنة تنظيم الاحتفالات في العاصمة الثقافية الأوروبية للعام 2019.
في شهر آذار الماضي، أعلن الإتحاد الأوروبي أن عاصمة الثقافة الأوروبية للعام 2019، ستكون ماتيرا في محافظة لا بزليكاته في الجنوب الإيطالي، وقد بدأت التحضيرات لبداية الاحتفالات بهذا الحدث الكبير في شهر أيلول المقبل.
في بداية الجولة، تحدثت منسقة لجنة ماتيرا 2019 كاترينا فينينشا الى “الوكالة الوطنية للاعلام”: “بعد هذا الإعلان زار مدينتنا حتى اليوم 480 الف سائح وقد يزورها عام 2020 اكثر من 700 الف سائح وقد خصص الاتحاد الأوروبي 52 مليون يورو لمشاريع سياحية في المدينة التاريخية منها تحديث الخطوط الحديدية”.
ويقول المسؤول الإعلامي لهيئة تنظيم الاحتفالات في مدينة الكهوف سارافينو باترنوست لل “وكالة الوطنية للاعلام” التي تشارك في زيارة بعثة من جمعية الصحافة الاجنبية في إيطاليا: “رغم ادراكنا بالتاريخ المشترك في حوض البحر الأبيض المتوسط وعلاقتنا المميزة مع حوضه الشرقي وهنا أعني لبنان، في الأمس الفينيقيون واليوم الشعب اللبناني لم تكن لدينا قدرات للقيام بمناسبات مشتركة. ماتيرا تنهض اليوم وتنظر باعتزاز لتاريخها ومحيطها وتمد يدى العون للشعوب التي لم تنعم بالسلام. لبنان شريك أساسي لنا إن كان على الصعيد الثقافي او السياسي”.
أضاف: “ان اعتبار مدينتنا مدينة أوروبية للثقافة لا يعني الاقتصار على المهرجانات، وليس مجرد لقب بل يمنحنا القدرة لتنظيم سلسلة من الأحداث ذات الاهتمامات الثقافية مع محيطنا المتوسط، وهي فرصة لتلقي المزيد من المزايا الاقتصادية والاجتماعية أيضا. وتعتبر منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة مدينة ماتيرا الأثرية مكانا من التراث العالمي الذي يستوجب الحماية والتأمين. اليوم، أصبحت المدينة منطقة سياحية شهيرة في إيطاليا وتحولت كهوفها إلى مطاعم سياحية وفنادق فاخرة للسياح الزائرين من كل أنحاء العالم.
مدينة ساسي دي ماتيرا، واحدة من المدن القلائل على سطح الأرض التي لا تزال تحافظ على تاريخها المعماري العريق. فمنذ أكثر من 9000 سنة، كانت هذه المدينة الإيطالية موطنا لأكثر من 1000 كهف منحوت في واد صخري يطل على نهر كبير في المدينة. وتحتوي ماتيرا على عديد من الكنائس التي يعود تاريخها إلى القرنين الثالث عشر والتاسع عشر، كما تم تصوير العديد من أفلام السينما، أبرزها فيلم “آلام المسيح” بطولة ميل جيبسون، واخر الأفلام لجيمس بوند”.
تستمر جولة بعثة الصحافة الأجنبية في أقدم مدن العالم ماتيرا، أي مدينة الكهوف السكنية (900 كهف)، التي تقع في إقليم بازيليكاتا في الجنوب الإيطالي وهي دخلت في قائمة منظمة “يونيسكو” العام 1993 كموقع تراث عالمي، لتصبح من أشهر المعالم السياحية الموجودة إيطاليا.
التقت “الوكالة الوطنية للاعلام” الباحث التاريخي ميكيلي ذاذا الذي قال: “اكتشفت البعثات الاستكشافية مجموعة متنوعة من التماثيل والعملات والسيراميك، يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وكان سكان المدينة يستعملونها خلال القرون الماضية، ومن بينها عملات فينيقية. لم يكن الفنيقيون شعبا مستعمرا بل كانوا يهتمون بالتنمية الزراعية والتجارة، مما يعني وجود 1400 موقع فينيقي في جزيرة سردينا، وكلها تدل إلى شعب رائع لم يكن مستعمرا بل كان همه التجارة. عودة الى علاقة ماتيرا مع الفنيقيين. أهم موقع يدل إلى حضارة الفنيقيين هو ميناء بوليكورو القريب من ماتيرا، حيث وجدت العملات الفنيقية وبعض المعدات الزراعية”.
وعن الكهوف، قال: “طوال آلاف السنين، ظلت كهوف مدينة ماتيرا مسكونة بشكل مستمر من الناس، ولكن في فترة الخمسينات، عانى ساكنو الكهوف من فقر مدقع بسبب شح المياه وغياب شبكات الكهرباء والصرف الصحي، مما دفع الحكومة وقتئذ إلى إجلاء سكان المدينة. وكانت منظمة “يونيسكو” التابعة للأمم المتحدة، وضعت مدينة ماتيرا الأثرية على لائحة التراث العالمي الذي يستوجب الحماية والتأمين. أما اليوم، فأصبحت المدينة منطقة سياحية شهيرة في إيطاليا وتحولت كهوفها إلى مطاعم سياحية وفنادق فاخرة للسياح الزائرين من كل أنحاء العالم”.
وشدد على أن “مدينة ماتيرا، واحدة من المدن القلائل في العالم التي لا تزال تحافظ على تاريخها المعماري العريق. فمنذ أكثر من 9000 سنة، كانت هذه المدينة الإيطالية موطنا لأكثر من 9000 كهف منحوت في وادي صخري يطل على نهر كبير في المدينة. ويعتقد أن كهوف المدينة التي كانت مسكنا لسكانها القدماء الأصليين هي أقدم المستوطنات البشرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط ويعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم”.
السبت 29 حزيران 2019