روما – طلال خريس – تحت عنوان معضلة الفيروس كورونا في أوروبا، كتب الدكتور حسين جلوس الطبيب اللبناني في شمال ايطاليا والبروفيسور في جامعة بافيا للدراسات San Matteo Pavia والمشارك الى جانب أطباء لبنانيين وايطاليين آخرين في جهود مكافحة فيروس كورونا في إيطاليا، التوضيحات والشروحات التالية حول الفيروس وسبب تفشيه في ايطاليا:
“في بلدان الاتحاد الأوروبي تم التقليل من مشكلة عدوى الفيروس كورونا، و ليست إيطاليا هي من نشرت الفيروس. ليس من المعقول من ناحية علم الوباء أن إيطاليا التي علقت استقبال الطائرات من الصين يوجد فيها أكثر من ٢٠٠٠ حالة، في حين أن ألمانيا التي لم تغلقها في نفس التاريخ فيها اقل من ٢٠٠ حالة.
لا ننسى ايضا ان ايطاليا أجرت اكثر من ٢٥٠٠٠ فحص مخبري لمواطنيها بينما المانيا اجرت اقل من ١٠٠٠.
إن العواقب الحقيقية الوحيدة لنقص التشخيص الفرنسي والألماني هي أن الصورة الدولية لتلك البلدان لا تزال قوية، مثل اقتصادها، بينما اصبحت ايطاليا البلد المعدي.
يمكننا القول أن ايطاليا قامت بتضخيم المشكلة عن طريق إجراء كل هذه المسوحات. لا أريد أن اقول أننا أجرينا التشخيصات الخاطئة، ولكن ببساطة، مع هذا العدد الكبير من المسوحات، استبقنا المشكلة قبل ألمانيا وفرنسا، وهذا ما جعلنا عرضة للإنتقادات من مختلف الدول، ورغم ذلك، أعتقد أن الوضع الإيطالي مماثل تمامًا للوضع الفرنسي والألماني.
قامت إنكلترا بحوالي ٧٠٠٠ فحص مخبري، ولكن هناك أيضًا اختلاف مهم مقارنةً بما تم في إيطاليا. هناك قرروا على الفور القيام بها على وجه الحصر على الاشخاص الذين ابدوا عوارض الانفلونزا وحافظوا باستمرار على هذا الخط، بينما المسح الايطالي شمل ايضا الافراد دون عوارض.
في إيطاليا يعدّ مسح السكان من بين الأقدم في العالم. ينتمي العدد الأكثر من الوفيات ومرضى وحدة العناية المركزة إلى الفئة العمرية التي تزيد عن ٦٥ عامًا، لذا فإن إيطاليا أكثر عرضة في هذا الصدد. إن الديموغرافيا التي تميز الشعب الإيطالي تعرضها بالتأكيد لمخاطر أكبر.
أعتقد أن هذا هو أول وباء في العالم الحديث، المليء بوسائل التواصل الاجتماعي حيث سرعة الاتصال أسرع من الفيروسات. ولكن ليس هناك شك في أن هذا ليس مرضًا يمكن الاستهانة به. نحن نتحدث عن فيروس له خصائص خبيثة للغاية، حيث إنه شديد العدوى وله خصائص قاتلة وإن بنسبة متدنية، واخيرا يؤثر بشكل رئيسي على كبار السن.
الأربعاء 4 آذار 2020