طلال خريس-روما
تنظم البلديات والمجتمع المدني في المدن الإيطالية لقاءات جماهيرية تستذكر فيها القاضيين جيوفاني فالكوني وباولو بورسيلينو اللذين اغتالتهما المافيا الإيطالية قبل 27 عاما، لأنهما قاوما سيطرتها.
ففي بلدة ترفينيانو القربية من روما، نظمت البلدية لقاء شارك فيه قائد شرطة كاباتشي سرجو دي كابريو، وكاباتشي هي المدينة التي سقط فيها القاضي فلكوني ورئيس جمعية أهلية لمكافحة الجريمة والمخدرات الأب أنطونيو كولوتشا.
وقالت رئيسة البلدية كلوديا ماتشوكي ل”الوكالة الوطنية للاعلام” ان “للبلديات دورا أساسيا في التوعية خصوصا أن البلديات هي من تدير المدارس وتبدأ العمل التوعوي مع الأجيال الصاعدة”.
أضافت: “ما شهدناه اليوم من مشاركة جماهيرية يدل على وعي السكان وارادتهم القوية لمكافحة المافيا والجريمة. انه المجتمع المدني الذي يرفض العيش مع الجريمة”.
كما تحدثت “الوطنية” مع قائد الشرطة في مدينة كاباتشي وسألته اذا تغير الوضع منذ مقتل فالكوني أم لا فقال: “بعد اغتيال القضاة استطاعت السلطات أن توجه ضربة قاسية للمافيا وهذا بفضل كل ما أعده القاضي فالكوني ورفاقة من معلومات قيمة، إضافة إلى وقوف الشعب الإيطالي مع دولته في مكافحة المافيا، عندما ينكسر الصمت تنهزم الجريمة”.
السنة الماضية دعا البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، سكان رعيتين من الطبقة العاملة في مدينة اوستيا، التي تنتشر فيها عصابات المافيا، إلى الابتعاد عن “مكامن الخوف”.
أما الاب كولوتشا فذكر في حديث الى “الوكالة الوطنية للإعلام” بمواقف البابا فرنسيس الذي تحدث “السنة الماضية خلال قداس عن ميثاق الصمت الذي تفرضه جماعات الجريمة المنظمة على أعضائها والخوف الذي يستخدمونه كأداة لمنع الآخرين من التحدث إلى الشرطة”، وقال: “يريد المسيح كسر جدران اللامبالاة والصمت وقضبان القمع والغطرسة، وتمهيد الطريق للعدالة والمدنية والشرعية. وشجع السكان على التحرر من مكامن الخوف والاكتئاب”.
يذكر أن القاضيين كانا كشفا التسلل الهرمي للمافيا وأسماء سياسية لم تبرز من قبل لها ارتباطاتها بالمافيا. وبعد بضعة أشهر من اغتيالهما في صقلية، تم إلقاء القبض على 474 من “الطوابق العليا في العائلات”. 370 فردا منهم حكم عليهم بالسجن لسنوات طويلة. وكان جيوفاني فالكوني أول قاض في تاريخ إيطاليا يجرؤ على كسر قاعدة “التعايش السلمي” مع “كوزا نوسترا” التي حولت صقلية إلى دولة ضمن دولة. منظمة تخضع الناس لقوانين غير مكتوبة، وتكون القواعد السائدة فيها الخوف والقتل والابتزاز.
الإثنين 17 حزيران 2019