روما – طلال خريس – وطنية – سجلت إيطاليا وفق ما أعلن مدير عام الدفاع المدني أنجيلو بوريلي 97689 حالة إصابة بمرض “كوفيد-19” ووصل إجمالي الوفيات إلى 10779 وتماثل للشفاء 13200 شخص. وسجلت وفاة 53 طبيبا اصيب بفيروس كورونا و90 ممرضا وممرضة، وإصابة أكثر من 4000 شخص. خلال 24 ساعة الماضية، توفي في منطقة لومبارديا 416 شخصا. وتوجه في الأيام الماضية أكثر من 6 الأف طبيب وممرض متطوع من جميع أنحاء البلاد إلى مناطق الشمال المنكوبة.
ووصلت مساء أمس، بعثة طبية من ألبانيا تضم أطباء وممرضين أتوا للوقوف الى جانب زملائهم الايطاليين. رئيس الوفد الألباني صرح لدى وصوله الى المطار في روما: “إننا بلد فقير لكن قلبنا كبير وإيطاليا هي بلدنا الثاني”.
أما الأطباء الصينيون فيستمرون في عملهم بتقديم المساعدة ويتركز نشاطهم في المختبرات الطبية الإيطالية حيث يحاولون تركيب علاجات لشفاء المواطنين المصابين. يتركز عمل الفريق الصيني في منطقة لومبارديا حيث يحتكم المسؤولون هناك لنصائحهم. ويسعى الفريق الصيني الى إقناع المسؤولين بتشديد الاجراءات، إذ يعتبرون أن الإجراءات الضرورية لم يتم اتخاذها بعد فى إيطاليا فهناك الكثير من الناس فى الشوارع التى يجب فى الأساس أن تكون مغلقة لمنع المزيد من حالات الإصابة بالفيروس.
وقال رئيس الصليب الأحمر الصيني صن شووبنج إنه “مندهش لرؤية الكثير من الناس فى الشوارع وهناك من يستخدم وسائل النقل العام وقليل جدا من الناس يرتدون الكمامات”. ولفت الى أنه “لا توجد إجراءات صارمة بما فيه الكفاية في إيطاليا، فإجراءات الحجر الصحي هي التي تقلل عدد المصابين بالفيروس”.
وقال: “يجب على الجميع البقاء فى المنازل، وعلى الجميع المساعدة فى احتواء الفيروس، فحياة الناس هي أهم شي، وليس لدينا خيار آخر”.
من جهة أخرى، يعمل الفريق الطبي الكوبي المؤلف من 54 طبيبا وممرضا في بعض المستشفايات الميدانية التي أنشأها بنفسه في محيط المدن الشمالية. وتستمر قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية الروسية المصممة لمواجهة الحروب البكتريولوجية عملها في المناطق الموبوءة في شمال إيطاليا، وخصوصا في مدينة بيرغامو المنكوبة – مقاطعة لومبارديا، لليوم الثالث على التوالي، لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد. وقام المتخصصون الروس بتطهير عدد من المنشآت الحيوية في مدن عدة في محيط ميلانو ومنها المدينة المنكوبة بيرغامو، بالتعاون مع الخبراء العسكريين الإيطاليين. وعملوا على تطهير آلاف الكيلومترات المربعة ووصلوا الى مدينة البينو حيث يتم تطهير كل الأسطح بما فيها الجدران والاسرة والفرش.
وكتبت صحيفة “لا ريبوبليكا” صباح اليوم: “تقوم القوات الروسية بتطهير كل شيء بدقة وتقوم بتطهير كامل لمراكز الراحة للمسنين لأن فيروس كورونا الأخطر على كبار السن في وقت تعاني فيه إيطاليا من نقص حاد في الموارد الطبية الخاصة بحمايتهم والغريب أن المساعدة جاءت من بلدان بعيدة بدل من الدول المجاورة”.
وانتقد النقابي القيادي في الكونفدرالية العامة الإيطالية للعمل أنسو بارتسيالي في تصريح لـ”الوكالة الوطنية للإعلام” بشدة “زعماء الاتحاد الأوروبي واللجنة الأوروبية لمراوغتهم في اتخاذ خطوات حاسمة لنجدة الدول المنكوبة مثل إيطاليا وأسبانيا”. وقال: “إذا كانت أوروبا مجرد سوق موحدة في أوقات الرخاء، وعنصرية في وقت الشدة فلا مبرر لها لقد أخفق قادة الاتحاد الأوروبي في العمل معا أثناء كارثة العصر”. وتأتي تصريحات المسؤول النقابي على أثر الانتقادات الحادة التي وجهت للتكتل الاقتصادي الأكبر في العالم بسبب تشتت الدول المنضوية تحته في مواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد منذ ظهوره لتصبح الدول الأوروبية بؤرة لتفشيه بعد الصين خاصة في إيطاليا التي يموت المئات فيها يوميا ثم إسبانيا، لتهرع دول أخرى لنجدتها مثل روسيا والصين وكوبا والبانيا الفقيرة”.
في السياق نفسه، أشار قبل أمس رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أثناء حديثه في مجلس الشيوخ الإيطالي الى أن “التقاعس الأوروبي سيترك لأبنائنا العبء الهائل لاقتصاد مدمر”. وقال: “هل نريد أن نكون على مستوى هذا التحدي؟ إذا لنطلق خطة كبيرة: خطة أوروبية للتعافي وإعادة الاستثمار تدعم وتنعش الاقتصاد الأوروبي كله”.
وتابع: “إنه أكثر من خلاف، حصلت مواجهة شديدة وصريحة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأننا نعيش أزمة تسفر عن عدد كبير من الضحايا من مواطنينا وتسبب ركودا اقتصاديا شديدا”.
أضاف كونتي: “أمثل بلدا يعاني كثيرا ولا يمكن أن أسمح لنفسي بالمماطلة. ينبغي علينا تجنب أن نتخذ في أوروبا خيارات مأسوية. إذا لم تثبت أوروبا أنها على مستوى هذا التحدي غير المسبوق، فإن التكتل الأوروبي بكامله قد يفقد بنظر مواطنينا، سبب وجوده”.
الاثنين 30 آذار 2020 الوكالة الوطنية للإعلام