روما – طلال خريس – سجلت ايطاليا انخفاضا في عدد الإصابات بفضل تجاوب المواطنين مع الاجراءات الحكومية وخصوصا التباعد الاجتماعي. لقد سجل يوم أمس 23.232 إصابة (ومنذ يومين 22.930) ليصبح مجموع عدد المصابين 1.455.022 منذ بدء الجائحة. ارتفع عدد الوفيات في 24 ساعة الماضية إلى 853 (منذ يومين 630 حالة) ليصبح مجموع الوفيات منذ بداية الجائحة 51.306 وفاة.
وأشار المدير العام لقسم الوقاية لوزارة الصحة الإيطالية جوفاني ريتسه، في لقاء صحافي، الى أن “عدد الذين تماثلوا إلى الشفاء منذ بداية الازمة 605.330 (تعافى أمس 1.537 شخصا) وعدد المصابين الحالي 798.386 إصابة”.
أضافت إيطاليا أمس عددا من المناطق إلى تصنيف المناطق الشديدة الخطورة، وهي المقاطعات الثلاثة بولتزانو (أقصى شمال إيطاليا)، كامبانيا (جنوب إيطاليا) وتوسكانا (وسط إيطاليا) إلى التي ستطبق فيها قيود شديدة لكن من دون الإغلاق، بدءا من يوم الأحد المقبل. الوضع الأصعب في مقاطعة كامبانيا وعاصمتها نابولي، التي تحذر فيها السلطات من قرب انهيار النظام الصحي.
واستغرب البعض قرار إعادة فتح غالبية المدارس الابتدائية والمتوسطة يوم 9 كانون الأول بعد إغلاق طويل. وتبرر السلطات الإيطالية قراراها بفتح المدارس بعدم وجود إصابات فيها وقد اختبرت المهارات التنظيمية الخاصة بالوقاية، صلابة المدرسين وقدرة التلاميذ المتحمسين على ضبط النفس.
واستأنفت المدارس في معظم المناطق الإيطالية، وعاد إليها 5.6 ملايين تلميذ إلى فصولهم.
في لقاء مع الصحافيين الأجانب، شاركت فيه “الوكالة الوطنية للإعلام”، قال وزير الصحة الإيطالي روبيرتو سبيرانسا: “من المنتظر إعادة فتح كل المدارس، لأن هناك حماس كبير سواء من جانب المدرسين أو من جانب الأطفال، وهم يعبرون عن شوقهم لرؤية بعضهم”.
واستبعد سبيرانسا الإغلاق التام وأكد أن “الإيطاليين سيقضون فترة الأعياد بفرح، أي انه سيتوقف الإغلاق بدءا من 3 كانون الأول 2020 معتمدا على وقاية المواطنين”.
من جهته، أكد رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي هو أيضا ذلك يوم أمس، مذكرا أنه “لا حظر على المواطنين بالتنقل داخل المناطق الإيطالية، إلا أن رؤساء البلديات يمكنهم التدخل وإغلاق الأماكن العامة إذا تبين أن التباعد الاجتماعي مستحيل”.
في هذا الإطار، سألت “الوكالة الوطنية للإعلام” طبيب القلب والشرايين والمتخصص بأمراض الشيخوخة فرنشيسكو بوتسار عن مصدر الإصابات فقال: “تعتبر إيطاليا واحدة من أعلى دول العالم في ارتفاع أعمار سكانها، إذ إن نحو 23.3 في المئة من مواطنيها فوق سن الـ 65، ما زاد من فرصة انتشار المرض بينهم. كما أن هناك ترابطا عائليا قويا ووجود أسر متعددة الأجيال لا تزال تعيش تحت سقف واحد وتحيي المناسبات بشكل عائلي، هو من الأسباب التي أدت إلى تفاقم تفشي الفيروس. وهناك من يستسلم ويرفض الاستمرار بالتقيد بالإجراءات خصوصا بين الشباب الذين لا تظهر عليهم الأعراض وينقلونها لكبار السن”.
الأربعاء 25 تشرين الثاني 2020 الوكالة الوطنية للإعلام