روما – طلال خريس – وطنية – على الرغم من مرور أسبوعين تقريبا على عودة الحياة الى طبيعتها في ايطاليا، لا مؤشرات لعودة القطاع السياحي إلى نشاطه. فحتى السياحة الداخلية ستكون خجولة جدا ولا تفي بإنقاذ الحد الأدنى من الاقتصاد.
وقال الرئيس السابق لبلدية البندقية الكاتب الشهير ماسيمو كاتشاري في اتصال هاتفي مع “الوكالة الوطنية للإعلام”: “إنني حزين. معاناة إيطاليا ستستمر إلى ما بعد 2021. لا أعني فقط الوضع الصحي الذي أخذ يتحسن، بل الوضع الاقتصادي”.
أما بالنسبة للدعم الذي ستقدمه المفوضية الأوروبية ويبلغ 500 مليار يورو، فيقول: “أعتقد أننا سنحصل على 30 مليار يورو هبة، وما تبقى من 470 مليارا ستكون قروضا علينا إعادتها، أي ما سيراكم علينا ديونا هي بالأصل ضخمة جدا”.
ورحبت الحكومة الإيطالية من جانبها، باقتراح المفوضية الأوروبية دعم إيطاليا بمبلغ 500 مليار (قروض ودعم دون مقابل) لغرض التعافي الاقتصادي من جائحة “كورونا”.
واعتبر رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الأمر “إشارة ممتازة من بروكسل وخطوة في الإتجاه الصحيح الذي حددته إيطاليا سابقا”.
وأوضحت المفوضية الأوروبية في بيان أن “الهدف من الدعم إعادة دوران العجلة الاقتصادية في دول الاتحاد (27 دولة)، بعد تفشي الفيروس على نطاق واسع”.
ويأتي الدعم بعد مبادرة قدمتها كل من ألمانيا وفرنسا اللتين طالبتا المفوضية، بالحصول على قرض بمقدار 500 مليار يورو من السوق المالية، وإعادة توزيعها على الدول الأعضاء. لكن كل ذلك مرتبط بتصويت المجلس الأوروبي وسط معارضة الدنمارك والسويد والنمسا، التي تقترح تقديم المبلغ على شكل قروض مشروطة ويجب إعادتها. علما أن نسبة مشاركة الدول المعارضة للقرار بتمويل الإتحاد لا تفوق 14 في المئة بينما تمول فرنسا وإيطاليا وألمانيا الإتحاد بتمويل بنسبة 64 في المئة.
وفي 16 نيسان الماضي، قدمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اعتذارات لإيطاليا “لفشل دول الإتحاد في مساعدتها في وقف مبكر لوقف جائحة فيروس كورونا”.
وقالت: “إن هذا الوباء السريع بهذا الحجم لا يمكن التغلب عليه من دون الاعتراف بالحقيقة. نعم، صحيح إنه لم يكن هناك أي طرف مستعدا لذلك”.
أضافت: “من الصحيح أيضا أن من هرعوا إلى تقديم يد المساعدة لإيطاليا في البداية كانوا قليلين جدا. أجل، لهذه الأسباب فإن أوروبا قاطبة تلتمس الاعتذار الصادق من إيطاليا”.
ولقيت الاعتذارات التي قدمتها رئيسة المفوضية الأوروبية استحسانا من القوى السياسية الإيطالية الحاكمة، لكن اليمين المتمثل بحزب الرابطة ويتزعمه ماتيو سلفيني أكد أن “الاعتذارات لا تكفي، وأن أوروبا تركت إيطاليا وحيدة في أزمتها”.
وجاء اعتذار رئيسة المفوضية الأوروبية بعد انتشار الاستياء في إيطاليا على نطاق واسع إزاء رد فعل أوروبا تجاه الوباء، بدءا من عدم إرسال المساعدات الطبية، وما أعقب ذلك من رفض بين بعض الدول الأوروبية لإقرار السندات المشتركة للتخفيف من تكلفة التعافي.
الجمعة 29 أيار 2020 الوكالة الوطنية للإعلام