روما – طلال خريس – وطنية – عادت الحركة الى بعض المحال التجارية بعد قرار الحكومة الإيطالية بتخفيف التعبئة العامة في البلاد، بعد انخفاض معدلات الإصابات والانخفاض الطفيف في عدد الوفيات في الأسبوعين الماضيين. فمنذ يوم الثلاثاء فتحت المكتبات والمغاسل والمحال التجارية وألبسة الأطفال والرضع أبوابها، وترافق ذلك مع تدابير صارمة على مستوى احترام التباعد الاجتماعي، وضرورة التزام وضع المعقمات على أبواب هذه المحال والقفازات.
وفي آخر حصيلة بلغ مجموع المصابين الحاليين 106607 مريضا بينهم 2936 في حالة حرجة. وبلغ عدد المتماثلين الى الشفاء منذ بداية الازمة 40164 شخصا .
ولكن رغم الانفراج الجزئي، ما يزال عدد الوفيات مرتفعا فقد وصل الى 22170 وفاة، من بينهم 525 حالة وفاة يوم أمس و231 في منطقة لومبارديا وحدها.
ولومبارديا هي مقاطعة من أصل 32 مقاطعة في إيطاليا تسمى بالحكومة المحلية، وعدد سكانها 12 مليون نسمة وتعد الأكثر اكتظاظ بالسكان، خاصة وانها تضم العاصمة الاقتصادية ميلانو.
تبرز التقارير الطبية أن العدد الكبير للوفيات ما يزال في المدن المكتظة، والتي يوجد فيها عدد كبير من المسنين مثل ميلانو 23 في المئة من السكان تفوق أعمارهم 65 سنة، و 70% من المتوفين تتراوح أعمارهم بين 70 و90 عاما، ولديهم أمراض مزمنة.
معظم الذين توفوا حتى الآن كانوا في أقسام العناية الفائقة، و60 % منهم توفوا في مراكز الراحة للمسنيين نقلت إليهم العدوى من طريق العاملين في هذه المراكز.
وفي هذا الاطار، عقد يوم أمس رئيس الهيئة الصحية العليا سيلفيو بروزافيرو مؤتمرا صحافيا من طريق Streaming، شاركت فيه “الوكالة الوطنية للاعلام”، رد فيه بروزافيرو على أسئلة الصحافيين، مشيرا الى أن “معدل الوفيات ومنحنى الوباء في إيطاليا يظهر إشارات إيجابية علينا تعزيزها ولكن المرحلة الثانية لن تبدأ قبل 3 أيار المقبل”.
وعن الاخفاقات التي حدثت، قال: “إن استجابة الحكومة للأزمة كانت هشة وغير ملزمة، وهذا ما قد يفسر الضرر الشديد الذي لحق بالبلاد، ولم تكن المستشفيات مجهزة لمواجهة الفيروس”، مشيرا الى أن “قرار الحجر الكامل لم يصدر إلا في 10 أذار”.
وقال ردا على سؤال عن سبب عدم قدرة الدولة الايطالية على السيطرة على الفيروس حتى الان، وعن ارتفاع الاصابات: “رغم مضاعفة فترة الحجر فلا أحد يعرف حقا كم من الوقت تستمر الإصابة عند شخص مصاب أو كم يظل قادرا على نقل العدوى. لذلك أخذت مقاطعة لومبارديا قرارات جديدة بالنسبة للحجر، فأي شخص تكون فحوصه إيجابية أو تظهر عليه أعراض ويطلب منه البقاء في الحجر الذاتي، عليه أن يبقى 28 يوما، وهي ضعف الفترة الموصى بها. للأسف إجراء ملايين الفحوص أمر مستحيل، لكن يجب التوصل إلى تدابير لمكافحة الفيروس، فهناك أشخاص مصابون لا أعراض لديهم على الإطلاق أو يوجد لديهم أعراض خفيفة، لكنهم يحملون الفيروس بعد أيام عديدة، يشكلون مشكلة، كما حدث في عدد كبير من مراكز المسنين، وأدى إلى الوفيات في مقاطعة لومبارديا”.
أضاف: “أول اكتشاف للفيروس لم يكن في الشمال، بل في العاصمة روما جنوبا، حيث تم رصد أول حالتين لشخصين قادمين من الصين في 29 كانون الثاني تعافوا وعادوا الى بلدهم أي قبل ظهور المرض في مدينة ووهان وسط الصين. في ذلك الحين كان المرض ينتشر سريعا، ولم تكن هناك أجراءات صارمة ولم يلتزم المواطنون منازلهم”.
الجمعة 17 نيسان 2020 الوكالة الوطنية للإعلام