روما طلال خريس – فيكتوريا موسى – في مؤتمره الصحفي اليومي أكد مدير عام الدفاع المدني أنجيلو بورريللي:” أن التحسن الملوس الذي تشهده إيطاليا بمواجهتها كورونا يجب أن يقوي عزيمتنا لأن الفيروس ما زال يشكل خطرا كبيرا على المجتمع وقال أن الحكومة قد تمدد الحجر بعد 13 نيسان إلى فترة إضافية أقلها 14 يوما لأن عدد الوفيات مازال مرتفع جدا وقد توفي اليوم (أمس) 610 مصابين.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في نقابات عمالية يوم الخميس بعد اجتماع وزاري إن الحكومة الإيطالية تعتزم تمديد إجراءات العزل العام المفروضة لاحتواء انتشار كوفيد-19 حتى الثالث من مايو أيار.
وصل عدد المصابين الإجمالي بكورونا إلى 143626 شخص (يشمل العدد المتوفين والمتماثلين للشفاء والمرضى الحاليين) وكشف امس عن 1615 مصاب جديد ليصل عدد المصابين الحاليين الإجمالي الى 96827 اصابة (36 الف شخص منهم يتلقون العلاج في المنزل) وتماثل الى الشفاء يوم أمس 1974 شخصا ليصل عدد المتعافين حتى الآن الى 28470 مريض، لكن عدد الوفيات مايزال مرتفعا حيث توفي خلال ال24 ساعة الماضية 610 مصابين ليصل المجموع منذ بداية أنتشار الفيروس إلى 18279. وككل يوم ينخفض عدد المصابين في العناية الفائقة بين 70 و 90 شخص.
كما لوحظ تراجع ملموس في عدد الخاضعين للعناية المشددة بالمستشفيات لأول مرة منذ ظهور وباء كورونا.
ايطاليا تتعافى ببطء ويتماثل للشفاء عدد كبير من المواطنين وخلال فترة وجيزة، غير أن الأنباء عن كيفية المعالجة نادرة جدا. يجيب على هذا السؤال رئيس قسم الجراحة في مستشفى “لاتينا” الحكومي (90 كلم من روما) البروفسور ماسيمو ميسكوزي في حديث مع مندوب الوكالة الوطنية للإعلام ويشير أن الأطباء يتكتمون على أنواع العلاجات التي يستخدمونها لأن المواطن يمكن أن يستخدمها خطأ ويؤدي ذلك إلى وفاته كما حدث في الولايات المتحدة الأميركية.
ويضيف ميسكوزي:” لكن يمكنني الكشف عن المواد المركبة للدواء وهذا لم يعد سرا. الصينيون بدأوا يستخدمون معنا في مختبرانتا تركيب مزيج من المستحضرات التي نجحت بمعالجة عدد كبير من المصابين وقد أحدث العلاج تحسنا ملموس عند مرضى وحدات العناية المركزة وقلصت الأدوية الجديدة فترة علاجهم من 11-12 يوما إلى 4 أيام”.
ويشرح ميسكوزي اعتمدنا مع زملائنا الصينيين استخدام دواء الملاريا “كلوروكين”Chloroquine كتركيب أساسي وهو كما أكدت النتائج علاج واعد إلا أن المختبرات ترى ضرورة إجراء مزيد من التجارب لإثبات نجاحه واقصد هنا كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين hydroxychloroquine (Plaquenil) عقاران مضادان للملاريا كما هو معروف.
حول اذا كانت إيطاليا فعلا قد سيطرت على الفيروس يجب : “النتائج إيجابية لكنه بقدر ما يلتزم المواطنيين بالحجر بقدر ما نسيطر في وقت أقصر على الوباء. هناك مواطنين ما زالوا يقللون من أهمية التحذيرات الحكومية. وبكل الأحوال يمكن أن يعود الفيروس على نحو موسمي أو على شكل “موجة ثانية” أكثر فتكا قد تظهر في وقت لاحق هذا العام. ولكن يجب القول هناك يقظة شديدة من قبل الدول وتأهب للسيناريو المحتمل.”
في سياق آخر، يطلق أعضاء البعثة الصينية ين الحين والأخر تصريحات تفيد أن إيطاليا لم تقم بما يكفي للمعافاة في وقت سريع كما فعلت الصين، ولكن لذلك أسباب موضوعية وذاتية فندتها صحيفة الكورييري ديلا سيرا.
فقد كتبت جريدة ال “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية: “إجراءات الاحتواء الصارمة التي طبقتها الصين والتي حققت ما يكفي لضمان إمكانية السيطرة التامة على التفشي، في غضون أسابيع لم تتمكن إيطاليا حتى الآن من فرضها. إذ لم يكن من الصعب على دولة ذات قبضة حديدية قامعة مثل الصين أن تتخذ إجراءات صارمة وحازمة لمنع تفاقم الموقف، دون أن تحتاج إلى وقت وجهد كبيريْن لتهيئة الرأي العام لتقبل الأوامر. في الصين التزم غالبية السكان بالعزل المنزلي القسري واستجابوا لأوامر الحكومة ونفذوا الإرشادات والتعليمات، كما طافت دوريات الشرطة بالشوارع للتأكد من عدم تواجد الناس إلا للضرورة القصوى، وتعاملت بقسوة مع المخالفين. ولم تتردَّد السلطات هناك في إغلاق آلاف المصانع وغيرها من المؤسسات الكبرى. أما في إيطاليا هناك اخفاقات، فما زال أكثر من نصف السكان لا يرتدي الكمامات وهي مفقودة في السوق منذ بداية شهر آذار حتى أن ملابس الوقاية للأطباء مازالت غير متوفرة ما أدى إلى وفاة 107 أطباء. في الصين تم استخدام روبوتات ذكية على مستوى واسع لتعقيم المؤسسات والشوارع، وكاميرات حرارية عالية الدقة لكشف الحالات المصابة بالحمّى. كل هذا غير متوفر في إيطاليا حتى الآن رغم التقدم في العلاجات”.
وقد يكون بدء استخدام الروبوتات كممرضين (على نطاق ضيق حتى الآن) من قبل كبريات مصانع السيارات الإيطالية وتحويل مصانع الاقمشة الضخمة لتصنيع السترات الواقية فاتحة ما سمي “اليقظة” الايطالية بعد الصدمة الكبيرة التي أصابت الايطاليين نتيجة انفجار الوباء بشكل غير مسبوق أفقد قدرة المستشفيات والطواقم الطبية على التصدي له.
في السياسة، ثبت حتى الان وبعد عشرات الساعات من الاجتماعات بتقنية الفيديو لمسؤولي الاتحاد الاوروبي ان التوصل الى اتفاق ما زال بعيد المنال، وسط مناقشات مشحونة بين الشمال الأكثر تحفظا من الناحية المالية والجنوب المدين الذى تضرر بشدة من هذا الوباء ويضغط من اجل اتخاذ اجراءات غير مسبوقة مثل اصدار سندات ديون مشتركة للاتحاد الاوروبى .
وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه تحد كبير لوجود أوروبا. وقال “اذا فشلت اوروبا فى التوصل الى سياسة نقدية ومالية ملائمة لمواجهة اكبر تحد منذ الحرب العالمية الثانية، فليس الايطاليون وحدهم وانما المواطنون الاوروبيون أيضا سيشعرون بخيبة امل عميقة “.
وتضغط فرنسا وألمانيا من أجل التوصل إلى حل وسط لكسر الجمود، ولكن النمسا التي توصف دائما بصقر الميزانية والتي أبدت استعدادها لتقديم تنازلات، ما زالت ترى السندات المثيرة للجدل coronabonds “غير ضرورية”. وأكد وزير المالية النمسوي جيرنوت بلوميل “ان هذا غير وارد بالنسبة لنا “.
وقال دبلوماسى كبير بالاتحاد الاوروبى ان الخطر يتزايد من ان وزراء المالية سوف يلمعون الانقسامات من اجل الاعلان عن اتفاق، بيد انهم سيتركون القضايا الرئيسية العالقة لقادة الدول.
في الصورة الروبوت-الممرض تومي في مستشفى سيركولو في فاريزي شمال ايطاليا (رويترز)
الجمعة 10 نيسان 2020