ايطاليا توظف صناعتها في معركتها ضد كورونا وجمعيات بيئية تربط بين التلوث وانتشار الوباء

روما – طلال خريس – فكتوريا موسى – تصارع إيطاليا وباء كورونا على كل الجبهات لكن الجبهة الأقوى هي الجماهير التي ما زالت تلتزم بالبقاء في منازلها رغم بعض الخروقات.

وبدا ان الدولة الصناعية الكبرى استيقظت من الصدمة القاتلة وشرعت تكتشف امكانياتها التكنولوجية لتسخرها في خدمة الطب. وبدأت العديد من المصانع المتوقفة تحويل انتاجها لتصنع مستلزمات طبية من أجهزة التنفس وملابس الوقاية والكمامات المفقودة تماما والتي بأمس الحاجة اليها.

وقد تحول عدد كبير من مصانع المفروشات إلى مصانع للكمامات والقفازات والملابس الطبية الواقية. ومصانع السيارات توظف الروبوتات في المستشفايات لمراقبة المرضى المصابين ما يقلل من خطر إصابة الطواقم الطبية بعدوى الفيروس.

هذه اليقظة في فترة وجيزة انعكست على الأوضاع الصحية بشكل إيجابي. فقد انخفض عدد الوفيات في الأيام العشرة الماضية بنسبة 45% (العدد الإجمالي للوفيات 17669 وفاة) وانخفض عدد المصابين إلى النصف مقارنة مع أخر أسبوع من شهر آذار المنصرم .

في مؤتمره الصحفي اليومي أكد مدير عام الدفاع المدني أنجيلو بورريللي :” نشهد تطورا ملموسا وعلينا الالتزام ببيوتنا حتى نحمي أنفسنا وأولادنا من الفيروس ونصمد حتى السيطرة عليه كليا، أننا نحقق تقدما فلا تستسلموا”.

وكان وصل عدد المصابين الحاليين بفيروس كورونا إلى 95262 بزيادة تصل إلى  1195 خلال  24 ساعة ( أول أمس 1941)

وينخفض يوميا عدد المصابين في العناية الفائقة بين 70 و 90 شخص نصفهم في مقاطعة لومبارديا حيث يوجد    1257 مصاب. بلغ عدد المصابين في العزل المنزلي والذين يتلقون العلاج 63084  بينما يرقد في المستشفايات 28485 ( أقل من أول أمس 233)

وتماثل للشفاء يوم أمس 2099 شخص (أعلى نسبة منذ بداية الأزمة) ليصل العدد الإجمالي للمتماثلين للشفاء الى 26491 مريضا.  

كما نرى تراجعا ملموسا في عدد الخاضعين للعناية المشددة بالمستشفيات لأول مرة منذ ظهور وباء كورونا.

في سياق متصل لم تخف جمعيات بيئية سرورها لتحسن الوضع البيئي واعتبرت أن لانتشار كورونا إيجابيات على البيئة، وربطت بين مستويات التلوث وانتشار الفيروس. ففي بيان لها أشارت رابطة البيئة Lega Ambiente  إلى أن التلوث الهوائي قد مهد الطريق أمام انتشار فيروس كورونا وانتشاره في شمال البلاد، مستندة الى بيانات تظهر، على الأقل، علاقة بين المستويات العالية من الجزيئات الدقيقة (بي إم 10) في الهواء وعدد الحالات المصابة بالوباء.

اعتمدت رابطة البيئة على دراسات قام بها عشرات الباحثين والأطباء من الجمعية الإيطالية للطب البيئي (سيما)، التي استنتجت أن هناك علاقة بين تجاوز الحد المسموح به لتركيزات الجزيئات الدقيقة (بي إم 10) و (بي إم 2.5) في الهواء وعدد حالات الاصابة بالوباء. وتشير الى أن بلدات في المقاطعات الشمالية (لومبارديا وفينيتو اميليا رومانيا)، التي تعتبر قلب ايطاليا الصناعي النابض، وهي الأكثر تلوثا، شكلت بؤرة انتشار كوفيد 19.

وترى الجمعيات البيئة ان الوضع تحسن بشكل جذري وقد أظهرت صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية بعد الإغلاق الذي فرضته السلطات على الحركة، بما فيها حركة المركبات، في شمال إيطاليا لاحتواء انتشار الفيروس، انخفاضا كبيرا في مستويات التلوث الهوائي.

الخميس 9 نيسان 2020

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *