كلف الرئيس الايطالي سيرجو ماتاريلا Sergio Mattarella رئيس الوزراء جوزيبي كونتي Giuseppe Conte اليوم تشكيل حكومة جديدة بعد اتفاق بين حركة 5 نجوم والحزب الديمقراطي لتجنب انتخابات مبكرة، كما اعلن متحدث باسم الرئاسة.
وفي أول ظهور له بعد بعد لقائه مع الرئيس وتكليفه قال كونتي: “إنه الوقت المناسب للشجاعة، لمحاولة تصميم بلد أفضل. هذا هو الوقت المناسب لإنسانية جديدة”.
ويتوقع ان يحصل كونتي على بضعة أيام لاجراء مشاورات سياسية للتحقق من ضمان غالبية في البرلمان بعد موافقة حركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسات والحزب الديمقراطي للعمل معا ضمن ائتلاف جديد. وبهذا الاتفاق توشك إيطاليا أن تطوي صفحة ماتّيو سالفيني، زعيم حزب «الرابطة» اليميني المتطرف.
وتجدر الإشارة أن كونتي الذي لا ينتمي إلى أي حزب، لكنه قريب من الحركة التي كانت قد رشّحته لرئاسة الائتلاف الحكومي مع حزب «الرابطة»، أصبح المرشّح الأقوى لقيادة النجوم الخمس التي تراجعت أسهم زعيمها لويجي دي مايو Luigi Di Maio في الأشهر الأخيرة أمام سيطرة سالفيني شبه المطلقة على الحكومة.
وتفيد مصادر النجوم الخمس والحزب الديمقراطي أن الطرفين قد تجاوزا عقدة رئيس الحكومة بعد أن وافق الحزب الديمقراطي على عودة كونتي رئيساً لها، وقرّرا تأجيل البحث في توزيع الحقائب حتى إنجاز البرنامج الحكومي الذي يجب أن يكون على طاولة رئيس الجمهورية سرجيو ماتّاريلّا، اليوم الخميس. ومن البنود الرئيسية في البرنامج الحكومي إعداد موازنة العام المقبل لعرضها على المفوضية الأوروبية قبل نهاية الخريف، إضافة إلى حزمة من الإصلاحات العدلية وإعادة النظر في قانون الأمن وإجراءات تنظيم الهجرة التي اعتمدتها الحكومة السابقة تحت الضغط المستمر من سالفيني وتهديداته.
وفيما يطالب الحزب الديمقراطي بإلغاء هذا القانون والإجراءات المتفرعة عنه، والتي وافقت عليها الحركة في الأشهر السابقة، تصرّ النجوم الخمس على المطلب الذي كان حصان معركتها الانتخابية، بخفض عدد أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، والذي ما زال الديمقراطيون يرفضونه بشدة.
وكان رئيس الجمهورية قد اجتمع مطولاً أمس، في نهاية المشاورات التي أجراها مع قيادات الأحزاب الممثلة في البرلمان، برئيسي مجلسي الشيوخ والنواب، ما أوحى بأن المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة قد بلغت مرحلة متقدمة.
يذكر أن سالفيني هو الذي أقدم على تقديم طلب بسحب الثقة من رئيس الوزراء في مجلس الشيوخ، مطالباً بالذهاب فوراً إلى صناديق الاقتراع، مدفوعاً باستطلاعات الرأي التي كانت ترجّح فوزه في الانتخابات بنسبة تتجاوز 36 في المائة من الأصوات، علماً بأنه قد حصل على 17 في المائة في الانتخابات الأخيرة. لكن سالفيني حاول العودة عن خطوته، عندما شعر بالتقارب بين الحركة والحزب الديمقراطي، وسحب طلب حجب الثقة من رئيس الحكومة خلال المناقشات في مجلس الشيوخ، لكنه لم يلق تجاوباً من الحركة.
الخميس 29 آب 2019