روما – طلال خريس – وطنية – تستمر في إيطاليا معركة الأطباء والطواقم الطبية ضد وباء “كوفيد-19″، وشاء القدر أن يكون عدد كبير من الأطباء اللبنانيين في الخطوط الأمامية مع زملائهم الإيطاليين، بعدما تركوا لبنان في منتصف الثمانينات هربا من الحرب إلى العلم في وطن استقبلهم واحتضنهم في أصعب الظروف.
عدد كبير من الطلبة اللبنانيين اختار الطب، وهم يقدرون حاليا بأكثر من 200 طبيب، معظمهم في المناطق المنكوبة. ورغم مرور أكثر من شهرين على جائحة كورونا، ما زالت حالة الذعر منتشرة بين الطواقم الطبية، إذ انتقلت العدوى إلى عدد كبير منهم، ووصل عدد الأطباء الذين توفوا إلى 162 طبيبا وتوفى أكثر من 200 ممرض وممرضة.
وللحديث عن تطورات كورونا في إيطاليا، التقت “الوكالة الوطنية للاعلام” طبيب الأشعة عبدالحميد برجاوي الذي أصيب بالفيروس وشفي منه في 19 نيسان الماضي، وشرح الاعراض والمراحل التي رافقت إصابته، من الحرارة المرتفعة إلى غرفة العناية الفائقة إلى فترة ما بعد الشفاء. وأكد العودة إلى رسالته.
يقول برجاوي: “اعمل كطبيب أشعة، في التصوير الصوتي وكنت على اتصال قريب مع المرضى و قد يكون بينهم من كان حاملا للفيروس قبل انتشار الوباء. بدأت العوراض تظهرعلي وشعرت بارتفاع كبير بدرجات الحرارة، حاولت معالجة وضعي في منزلي ولكن دون اية نتيجة، إلى ان حضر الصديق الدكتور محمد شري وقام بفحصي ووجد نسبة الأوكسجين منخفضة جدا لدي. بدأنا العلاج بالمضادات الحيوية antibiotic ولم ألمس تحسنا حتى جاء الدكتور عبد الحليم برجاوي والبروفسور فؤاد قانصوه اللذين إرتأوا إدخالي الى مستشفى San Rocco Di Lome حيث مكثت شهرا من 20 آذار الى 19 نيسان.
وتابع “عرفت بإصابتي مذ دخولي قسم الطورائ بعد اجراء فحص PCR ، بدأوا بعلاجي بالمضادات الحيوية والمضادات للفيروس وارتفاع الحرارة. ولكن بعد ذلك باسبوع نقلت الى قسم العناية الفائقة وتمت الإستعانة بجهاز التنفس الإصطناعي وذلك بسبب عدم وصول الأوكسجين بالكمية المطلوبة إلى الرئتين مع تعديل بالعلاج والتركيز على مسيل الدم والكورتيزون بكميات مرتفعة، ما سبب رتفاع نسبة السكري في الدم حيث وصل الى 400 مغ.
مكثت في غرفة العناية الفائقة لغاية أحد الشعانين ومن ثم تم نقلي الى غرفة متابعة حيث مكثت حوالي ثمانية أيام، الأيام الأولى لم استطيع مغادرة السرير بسبب انعدام القوة الجسدية وضغط الدم المنخفض الى حين تم نقلي من جديد الى قسم العلاج الفيزيائي لأستعيد جزء من الحركة والقوة في العضلات لغاية 19 نيسان الماضي حيث خرجت من المستشفى تحت نظام الحجر المنزلي” .
ثم تحدث الطبيب اللبناني عن فترة ما بعد الشفاء فقال: “في الأسبوع المقبل سأعاود فحص PCR وسأعود الى العمل بعد الفحص والإنتهاء من فترة العلاج الفيزيائي التي أجريها في المنزل.” وعن عزمه الأستمرار بعمله أكد عبد الحميد برجاوي: “في مهمتنا لا نستطيع ان تختار المريض او نرفضه، كما لا يمكننا التميز بسبب العرق، اللون، او المعتقد، فهناك رسالة أخلاقية يجب تأديتها.”
ودعا اللبنانيين إلى “التزام قواعد التعبئة العامة، لأن لبنان لغاية الآن استطاع السيطرة على الوضع، وهو أفضل بكثير من الدول المتقدمة، والفضل في ذلك يعود إلى التعاون بين المواطنين والدولة، والدور الذي تقوم به وزارة الصحة ووزيرها حسن حمد الذي أوجه له التحية وكذلك الجيش والقوى الأمنية، العين الساهرة على تطبيق القرارات. ولكن في اليومين الماضيين، عادت الاحتجاجات الشعبية المحقة، ولكن من دون أدنى مراعاة للتباعد الاجتماعي”. وأمل أن “يبعد الله تفشي الوباء عن لبنان، لأن إمكاناته لا تسمح بمواجهة كارثة أكبر”.
وختاما وجه برجاوي تحية الى “كل اللذين وقفوا بجانبي خاصة الطاقم الطبي وكذلك وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والشكر معطوف لسفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر والقنصل العام في ميلانو محمد خليل الذين كانوا يتابعون وضعي الصحي مع أخي عبد الحليم برجاوي ومبادرتهم الإتصال بي بعد خروجي من المستشفى.”
الجمعة 1 أيار 2020 الوكالة الوطنية للإعلام