النهار – يتنفس لبنان بمواطنيه وكل قطاعاته النفَس الأخير قبل الانهيار، فالسيولة غير موجودة، والاستثمارات متوقفة، والشركات تُقفل أبوابها أو في أفضل الحالات تخفف عمالها وتدفع نصف راتب لموظفيها، أما الحلول المالية والاقتصادية فلا تزال غائبة. في المقابل، يعيش المواطن معاناة كبيرة من جراء ارتفاع أسعار معظم المنتجات، إذ معظمها مستورد وبات أغلى نتيجة الفرق الحاصل في سعر صرف الدولار في سوق الصرافين السوداء، وصعوبة الحصول على العملة الصعبة في ظل قيود المصارف.
من هنا، بدأت صرخات المواطنين وكل القطاعات تعلو، وسوف تكلّلها جمعية الصناعيين بإجراء لقاء في Seaside Arena، الثلاثاء المقبل في 21 كانون الثاني، تحت شعار “آخر صرخة… آخر نفس”، بمشاركة صناعيين من جميع الأراضي اللبنانية، إضافة إلى عدد من النواب، الساعة الثالثة بعد الظهر.
ويعرض الصناعيون في هذ الحدث المطالب التي يحتاج اليها القطاع للاستمرار أولاً وللتنمية، كما يُبرزون دور الصناعة في نمو الاقتصاد اللبناني، وأهميته في هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها لبنان راهناً.
وأكدّ رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميّل لـ “النهار” أنّ المطالب التي ستُعرض “مرتبطة بشحّ المواد الأولية التي تُشكل ضغطاً على استمرار الصناعة، وتاليا نُطالب بمعالجة هذا الموضوع بأسرع وقتٍ ممكن، خصوصاً أنّ الصناعة في لبنان أثبتت جدارتها وقدرتها على المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني، وخلقت فرص عمل كثيرة للشباب الذي عانى سنوات طويلة من البطالة”. وذكّر بحديثه السابق عن أنّ على القطاعات الاقتصادية أن تخلق فرصاً للشباب، وتحديداً القطاعات المنتجة وعلى رأسها الصناعة.
وأشار إلى أنّ الصناعة “تخلق فرص عمل مباشرة في القطاع تحديداً، أو عبر تفعيل باقي القطاعات كالتجارة واستيراد المواد الأولية والتوزيع والمصارف والنقل والخدمات وغيرها”.
وعن مشاكل الصناعة في الفترة الراهنة وسط الضغوط الاقتصادية التي يشهدها لبنان، والشحّ الكبير في السيولة، تحدّث الجميّل عن معاناة الصناعيين في تسديد الرواتب، مطالباً بتوفير السيولة اللازمة لتأمين متطلبات العمّال من جهة، وتفعيل قدرات القطاع من جهة آخرى.
الدور الكبير للصناعة في النهوض الاقتصادي سيخضع لامتحان كبير لإثبات وجوده وأهميته حالياً، لذلك ناشد الجميّل المسؤولين والمعنيين تحقيق مطالبهم بأسرع وقت ممكن للاستمرار في العمل وتخطي الصعوبات.
الدعم الهزيل الذي تلقته الصناعة على مرّ الأعوام الماضية، جعلها تدخل في دوامة الصراع، إلا أنّ الأزمة الحالية أعطتها حقّها من جديد، خصوصاً أنّ الصناعة الوطنية تساهم في تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي الداخلي، وقد تكون سبيلاً لفتح أسواق جديدة.
المصدر: موقع النهار
الجمعة 17 كانون الثاني 2020