كتبت مارسل محمد في النهار: مبادرات كثيرة تبرز مؤخراً لدعم القطاعات الإنتاجية في لبنان، بدءاً بالصناعة والزراعة وصولاً إلى السياحة، وكان أيضاً الموضوع الأساسي لمؤتمر Horeca Lebanon الذي حمل عنوان “من أجل صناعة أفضل”، بهدف أن يكون هذا الحدث مكان اجتماع أعمال إقليمي يمكن من خلاله تشكيل مستقبل قطاعَي الضيافة والخدمات الغذائية في لبنان والشرق الأوسط.

افتُتح Horeca Lebanon بنسخته السادسة والعشرين برعاية وزير السياحة اللبناني أفيديس كيدانيان، ويطمح لاستقبال نحو 18 ألف متخصص في قطاع الضيافة والخدمات الغذائية وأكثر من 300 عارض محلي ودولي، حيث سيتمكّن الزوار من استكشاف أكثر من 2500 علامة تجارية لمدة 4 أيام. واللافت أنّ الحدث سيتضمّن أيضاً أكثر من 70 خبيراً دولياً من عالم الطعام والشراب والضيافة ليكونوا ضمن لجنة حكّام لعدد من المسابقات المتنوعة.

إضافة إلى ذلك، يتضمّن الحدث حوارات خاصة بين مختصين وأصحاب مشاريع ومعنيين في هذه المجالات كرؤية الضيافة في لبنان واستراتيجيتها الخاصة والعامة ومساهمتها في الاقتصاد اللبناني، حيث تحدّث الوزير كيدانيان، رئيس نقابة المطاعم والفنادق في لبنان بيار الأشقر، رئيس نقابة أصحاب المؤسسات البحرية جان بيروتي، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز يحيى قصعة، ونقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي.

وأجمع المتحدثون على أنّ الأهمية الكبرى هي الإيمان بلبنان، والإيمان بقدراته والإيمان بسياحة لبنان، إذ أكد الأشقر أنّ الحركة “ليست على قدر طموحاتنا ولا إمكانياتنا ولكننا جاهزون لمرحلة جديدة وللتقدّم في هذا القطاع”. وعن الفنادق وطريقة استقطابها للسياح: “خطة ماكينزي تشير إلى أنّ عدد السياح عام 2023 سيصل إلى 4 ملايين سائح والأمر بمقدورنا، إذ إنّه بعدد غرف الفنادق الموجودة حالياً يمكننا الوصول إلى نحو مليونين أو مليونين ونصف المليون سائح”. لكن هناك تحدياً جديداً هو المواقع الألكترونية التي تعمل على تأجير المنازل أو الغرف في بيوتهم، طلب الأشقر أن يجري تنظيمها كما يحدث في الدول الأجنبية.

كما تمّ التطرّق خلال الحوار إلى السنوات الماضية حين كان القطاع السياحي في أوج مراحله، خصوصاً ما بين 2009 و2011 إذ ارتفعت السياحة الداخلية، وكانت السياحة العربية موجهة، وللمواطن اللبناني قدرة شرائية مقبولة، اعتبرها الرامي المرحلة الذهبية إذ “القطاع المطعمي كان يشكّل 25 في المئة من الدخل السياحي الذي بدوره كان يبلغ نسبة 10 في المئة من الدخل العام. ووصلت حينها المبيعات السياحية إلى 8.7 مليارات دولار ودخل لبنان مليونان و55 ألف سائح بينما كانت نسبة النمو 7 في المئة، وكان عدد المؤسسات حينها نحو 3000، فبدأت بالارتفاع حتى أصبحنا نحو 12 ألف مؤسسة خلال العام 2017 – 2018″، والنتيجة كانت تراجع المردود السياحي نحو 45 في المئة، وتراجع السياحة الداخلية أيضاً”.

كيدنيان تحدّث عن صندوق سياحي، عرض فكرته على لجنة السياحة والزراعة في مجلس النواب، وأكد أنّه سيتمّ الكشف عنها لاحقاً إن جرى التوافق عليها، مشدداً على أنّها لم تكن من جيب المواطن.

بيوت الضيافة… شوق إلى الطبيعة

وفي جلسة أخرى عن بيوت الضيافة، جرى الحوار بين مديرة Les Ateliers de Tyre بيري كوشان، مؤسس “سوق الطيب” كمال مزوق، الشريك المؤسس لـ “Al Haush Agro Guesthouse”، ومؤسس “Boyouti” رفيق بازرجي. ودار النقاش عن سبب الطلب على بيوت الضيافة في لبنان وكيف أنّ هناك أنواع زبائن جُدد يريدون تجربة جديدة خصوصاً بعد انقطاع السياحة، فأصبح معظم الزبائن من اللبنانيين الذين يتوقون للطبيعة ويشتاقون لأيام أجدادهم القديمة.

وأجمع المتحدثون على أنّ نحو 80 إلى 85 في المئة من زبائنهم من اللبنانيين، وفي حين 15 إلى 20 في المئة فقط من اللبنانيين المغتربين أو من السياح الأجانب. كما تمّ التطرّق إلى رغبة اللبناني في التعرّف إلى بلاده وقراها، إذ إن سنوات الحرب منعتهم من التنقّل، مؤكدين على أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في انتشار معرفة القرى النائية والبعيدة وتجذب المواطن خصوصاً أنّ مناطق “المصيف” القديمة شُوهّت.

أما المناطق التي تستقطب أعداداً كبيرة من الزبائن في معظمها تكون بعيدة من العاصمة، وقريبة من مراكز تراثية أو سياحية والتي تقدّم تجربة جديدة.

فعّاليات Horeca Lebanon لم تنتهِ بل ستستمر لأربعة أيام، واللافت أنّها ستتناول أيضاً مواضيع التطوّر التكنولوجي والذكاء الاصطناعي وتأثيرهما على مختلف القطاعات السياحية كالمطاعم والفنادق والمحلات التجارية الكبرى.

مارسل محمد – النهار 2 نيسان 2019

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *