رسم الرئيس سعد الحريري في ذكرى 14 شباط معالم المرحلة المقبلة بالنسبة لتموضعه وتياره في المشهدية الداخلية المعقدة. الحريري صوّب على العهد ممثلاً برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي وصفه بـ”رئيس الظلّ”، واتّهمه بالعرقلة.
رئيس “تيار المستقبل” غمز من قناة “حزب الله” حين قال أن “أموال ايران تحلّ مشكلة حزب وليس بلد”، ودافع عن العلاقة مع الدول العربية، داعياً الى انتخابات نيابية مبكرة.
وتحدّث عن أزمات داخلية في تياره، وأقرّ بضعف التواصل مع القاعدة، حاسماً مسألة التغيير وإعادة الهيكلة في “التيار” الأزرق. وعلى وقع هتافات أنصاره الذين توافدوا من المناطق الى بيت الوسط، توّعد بأنه لن يهضم حقوق الموظّفين في مؤسسات “التيار” التي توقفت عن العمل نتيجة الأزمة المالية.
وفي غياب بارز لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وتمثيل النائب تيمور جنبلاط والده الزعيم وليد جنبلاط وحضور سفير المملكة العربية السعودي وليد البخاري، قال الحريري: “ليس وارداً أن أختار الفتنة، ونحن أبناء “عمار لا دمار”، منتقداً الحملة “المنظمة” على الحريرية السياسية التي خُصص فيلم وثائقي في بداية الاحتفال لرواية فصولها منذ نهاية الحرب الأهلية الى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وأكد أنّ تيار المستقبل تيار العروبة والاعتدال والمدنية، وهو “باقٍ على قلوبكم”، لافتاً الى أنّنا “لسنا في وارد ركوب موجة الحراك الشعبيّ وتحييد أنفسنا عن الطبقة السياسية”.
وقال: “المشكلة اليوم، هي أنّ رفيق الحريري مطلوب رأسه من جديد وهناك منظومة سياسية، بدأت تفتح ملفات وتتكلّم على بدائل الحريرية وسقوط الحريريين، وتحمّل الرئيس الشهيد مسؤولية التدهور الاقتصادي والدين العام ومسؤولية صفقة القرن ومسخرة فزاعة التوطين”، مضيفاً: “رفيق الحريري أمَّن الكهرباء 24/24، فمن أعادنا إلى التقنين والمولدات؟ وزارة الطاقة، لم تستلمها مرة في التاريخ، وزير محسوب على الحريرية أو المستقبل، ولماذا وصلت كلفة الكهرباء إلى 50 في المئة من الدين العام؟ كل هذا ليس محسوباً في دفتر تزوير التاريخ؟”.
وأوضح أنّه “بعد الاغتيال، ضاعت سبع سنوات من أصل 14 سنة، بالعناد و(السلبطة) باسم الميثاقية وحقوق الطوائف. وفوق هذا كلّه، استمرّوا يقولون إنّ الحق على الحريرية”، مؤكداً أنّه “لو نُفّذت إصلاحات باريس 2 منذ 18 سنة، لما وصل البلد إلى هذا الانهيار”.
واعتبر أنّ “هناك ما يفتح مشاكل يوميّة على حسابه مع دول الخليج التي نحتاجها لتنشيط السياحة وفتح أسواقها أمام المنتجات اللبنانية”، سائلاً: “كيف نقوّي السياحة من دون العرب والمواطن الخليجيّ، وكيف نحمي مصالح ربع الشعب اللبناني الذي يفيد من فرص العمل، في وقت أن هناك “مين فاتح على حسابو” بافتعال المشاكل مع هذه البلدان؟”.
وعن علاقته مع العهد، قال: “حاولت تأمين استقرار للعلاقة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، أولاً لأنّ الاستقرار بيستاهل صبر وطول البال، وثانياً لأنّ الخلاف بين الرئاسات نتيجته الوحيدة شلّ المؤسسات”، معلناً أنّ “التسوية الرئاسية عاشت 3 سنوات، واليوم أصبحت من الماضي”.
أضاف: “هذه عقليّة حروب الإلغاء التي تريد إلغاء الاشتراكية والقوات والحراك والحريرية وتيار المستقبل، وانا تعاملتُ مع رئيسين، لأؤمّن العلاقة مع رئيس الظلّ لأحمي الاستقرار مع الرئيس الأصلي”.
وذكّر الحريري أنّ “سيدر كان مباشرة قبل الانتخابات. وتنفيذه كان على حكومة ما بعد الانتخابات. عاشت الحكومة 9 أشهر. منها شهر مماطلة بالموازنة، وشهرين تعطيل بعد حادثة قبرشمون. والنتيجة، من بعد سيدر، عملت الحكومة فعلياً 6 اشهر”، مشيراً الى أن “أموال ايران الكاش تحل أزمة حزب ولا تحل أزمة بلد”.
ورأى أنّ “التحرك الشعبي أصبح شريكاً بالقرار السياسي. فالشابات والشباب يطالبون بفرصة لتغيير حقيقي وسلمي، من طريق اجراء انتخابات نيابية مبكرة”، لافتاً الى “أنّني سبق وأعلنت، من بعبدا، مباشرة بعد 17 تشرين، أنّني مع انتخابات مبكرة. والآن أقول: نحنا مع انتخابات مبكرة”.
وشدّد على “أنّنا أمام مرحلة جديدة، وتيار المستقبل أمام تحدّيات مصيرية، على مستوى الخيارات السياسية والمستوى التنظيمي، والأهم على مستوى العلاقة مع جمهور واسع في كل لبنان” مضيفاً: “قراري التغيير بالتيار، واعادة الهيكلة، وليس سراً أبداً أنّ الأزمة المالية انعكست على أنشطة التيار واضطررنا لوقف مؤسسات إعلامية وصحية وخدماتية، ويهمني أن يعرف كل واحد وواحدة لديهم حقوق في مؤسساتنا، أنّه لا يمكن أن أنسى حقوق الناس، مهما قست عليَّ الإيام”.
وتوجّه إلى الطائفة السنّية عموماً ولجمهور تيار المستقبل، الذي شعر بالإقصاء، أو أن ممثلهم بالتركيبة وحده من دفع الثمن وضهر من رئاسة الحكومة. “أنا ضهرت بإرادتي”، الديموقراطية لا تسير من دون مسؤولين ديمقراطيين. أنا سمعت صوت الناس”.
الجمعة 14 شباط 2020 موقع النهار