استهجن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الأحداث التي شهدتها منطقة الحمرا مساء أمس، وقال: “بيروت ليست مستباحة، ومنطق أن نكسر شوارع الحمرا والصيفي وغيرهما هو منطق مرفوض. وأهل بيروت، وأنا واحد منهم، طفح الكيل لديهم من هذا الأمر، وانتهى”. وتساءل: “أين هي القوى الأمنية والجيش اللبناني لدى حصول هذه الأحداث”، داعيا هذه القوى لأن “تقوم بواجبها لتحمي الناس والمؤسسات وكل مواطن أو مؤسسة تتعرض للعنف”.
ورد الرئيس الحريري على الحملات التي يتعرض لها حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، وتساءل: “من استدان الأموال وصرفها؟ حاكم مصرف لبنان أو الدولة اللبنانية؟ من تقاعس عن حل مشكلة الكهرباء؟ حاكم مصرف لبنان أو الدولة اللبنانية؟، متهما التيار الوطني الحر بتعطيل عمل الحكومة”.
كلام الرئيس الحريري جاء خلال دردشة له مع الإعلاميين عقب لقائه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مساء اليوم في “بيت الوسط”، حيث قال: “حق التظاهر في لبنان طبيعي، والجميع يعرف كيف تعاطت حكومة تصريف الأعمال في كل هذه المرحلة مع كل المتظاهرين، لكن ما حصل ليل أمس أظهر وكأن بيروت مستباحة. كلا بيروت ليست مستباحة. ومنطق أن نكسر شوارع الحمرا والصيفي وغيرهما هو منطق مرفوض. إن كانت هناك تظاهرات سلمية فأهلا وسهلا، أما غير ذلك فهو أمر مرفوض. وأهل بيروت، وأنا واحد منهم، طفح الكيل لديهم من هذا الأمر، وانتهى. نحن كتيار “قاعدين ساكتين وضابين حالنا في بيوتنا”، لكن أين هي القوى الأمنية والجيش اللبناني؟ على القوى الأمنية أن تقوم بواجبها لتحمي الناس والمؤسسات وكل مواطن أو مؤسسة تتعرض للعنف”.
ورد الرئيس الحريري على الحملات التي يتعرض لها حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، وقال: “كل الناس يريدون أن يلوموا البنك المركزي على كل المصائب المالية الحاصلة في البلد. لكن علينا أن نعرف أمرا واحدا، أن هناك 47 إلى 50 مليار دولار استدانتها الدولة اللبنانية من أجل الكهرباء، فلو أنجزنا الإصلاحات المطلوبة للكهرباء منذ اليوم الأول لكان هناك اليوم 47 مليارا في جيوب اللبنانيين، ولكن بالمقابل، هذه المليارات هي اليوم في جيوب أصحاب المولدات غير الشرعية، وما أدراك من هم أصحاب المولدات غير الشرعية”.
وأضاف: “قبل أن يتم إلقاء المسؤوليات على عاتق هذا أو ذاك، علينا أن نرى أين ذهبت هذه الأموال وكيف ذهبت وما هي مسؤولية الأحزاب السياسية في ضياع هذه المبالغ”.
وتابع: “البعض يقول أني رئيس حكومة ومسؤول. هذا مؤكد، لكن كان هناك من كان “لا شغلة ولا عملة” له إلا أن يعطل عمل الحكومة، والجميع يعرف من هم”.
سئل الحريري: من هم؟ فأجاب: “التيار الوطني الحر هو من كان يعطل عمل الحكومة”.
وردا على سؤال حول من يتهمون تيار المستقبل بتعطيل حل أزمة الكهرباء، قال: “ليقولوا لي أين عطلنا الحل. هل استلمنا وزارة الطاقة مرة واحدة منذ العام 2008 وما بعدها، وحتى منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحتى اليوم؟ أنا أود أن أسأل: من استدان الأموال وصرفها؟ حاكم مصرف لبنان أو الدولة اللبنانية؟ من تقاعس عن حل مشكلة الكهرباء؟ حاكم مصرف لبنان أو الدولة اللبنانية؟”.
وحول ما أسماه “حملة لاقتلاع حاكم مصرف لبنان”، قال الرئيس الحريري: “هناك أشخاص لا يفهمون بالاقتصاد ولا بالأرقام، ويتبرعون بمعلومات اقتصادية ليس لها أساس أو أي ركائز. الموضوع سهل للغاية، لو كان هناك اليوم في لبنان كهرباء 24 على 24 ساعة، لكن بإمكان لبنان اليوم أن يكسب أموالا من الكهرباء”.
أما بشأن الحديث عن نية الحكومة الجديدة إقالة حاكم مصرف لبنان والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، قال الحريري: “ليشكلوا الحكومة أولا، وفي الأساس الحاكم لديه حصانة ولا أحد يستطيع أن يقيله، ولتتحمل أي حكومة مسؤولياتها. أنا لن أستبق الأمور، وكأي فريق سياسي، سنعطي الحكومة الجديدة فرصة للعمل ونرى ما الذي ستنتجه، ومن ثم نقرر موقفنا منها. ألم يكن الرئيس الشهيد يفعل الأمر نفسه؟”.
وردا على سؤال، نفى الحريري أن يكون قد “تعرض لانقلاب سياسي، وتحديدا من قبل الرئيس نبيه بري”.
سئل: قيل أنك عدت إلى لبنان بعدما طلب منك القيام بتصريف الأعمال، في حين كان يتردد أن الحكومة الجديدة قد تولد خلال الأيام القليلة المقبلة، فأجاب: “عدت إلى لبنان لأن واجبي أن أعود وأكون بين الناس، وأنا لست موظفا لدى أحد، ونقطة على السطر”.
حاكم مصرف لبنان
وكان الرئيس الحريري قد التقى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وتناول اللقاء مناقشة الأوضاع المالية والنقدية في البلاد.
الأربعاء 15 كانون الثاني 2020 الوكالة الوطنية للإعلام